الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
110 - باب الرخصة في التشميت بعد ثلاث
253 -
أخبرني سلم (1) بن معاذ قال: حدثنا محمَّد بن إسحاق البكائي
ــ
رجال الشيخين، غير علي بن عاصم؛ قال الحافظ:"صدوق يخطئ ويهم"" أ. هـ.
قلت: وفيه أيضًا ابن جريج وهو مدلس وقد عنعن، وتدليسه موصوف بالقبيح.
لكن ابن جريج توبع؛ تابعه ابن عجلان؛ كما مر معنا في الحديث السابق.
(تنبيه): في نقل شيخنا رحمه الله عن الحافظ قوله في علي بن عاصم: "صدوق يخطئ ويهم" أظنه سبق قلم من شيخنا؛ فإن عبارة الحافظ في "التقريب": "صدوق يخطئ ويصر".
وبالجملة؛ فالحديث صحيح بمجموع ذلك -إن شاء الله-،
253 -
إسناده ضعيفة فيه علتان:
الأولى: الإرسال؛ لأن عبيد بن رفاعة ليست له صحبة.
الثانية: أبو خالد الدالاني؛ صدوق كثير الخطأ؛ كما في "التقريب".
أخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده"، وأبو نعيم، كما في "فتح الباري"(10/ 606) من طريق عبد السلام به.
وأخرجه أبو داود (4/ 308/ 5036) من طريق مالك بن إسماعيل عن عبد السلام به إلا أنه قال: "عن أمه حميدة أو عبيدة" بالشك.
وأخرجه الترمذي (5/ 85/ 2744)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"(235/ 651) -ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال"(21/ 272) - من طريق القاسم بن دينار عن إسحاق بن منصور السلولي عن عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة عن أمه عن أبيها به.
فقال: عن عمر بدلًا من يحيى، وقال: عن أمه بدلًا من حميدة، ولذلك قال الترمذي:"هذا حديث غريب؛ وإسناده مجهول".
قال النووي في "الأذكار"(2/ 677/ 770 - بتحقيقي): "فهو حديث ضعيف"، ونقل كلام الترمذي.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري"(10/ 605 - 606) معقبًا: "إطلاقه عليه الضعف ليس بجيد، إذ لا يلزم من الغرابة الضعف، وأما وصف الترمذي إسناده بكونه مجهولًا؛ فلم يُرِدْ جميع رجال الإسناد، فإن معظمهم موثقون، وإنما وقع في روايته تغيير اسم بعض رواته وإبهام اثنين منهم، وذلك أن أبا داود والترمذي أخرجاه معًا من طريق عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن، ثم اختلفا: فأما رواية أبي
(1) في "هـ" و"م": "سليمان".
قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد السلام بن حرب عن أبي خالد الدالاني عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه حمنة (1) عن أبيها (عُبيد بن)(2) رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يشمت العاطس ثلاثًا؛ فإن زاد فإن شاء شمته، وإن شاء تركه".
254 -
حدثني عبد الكريم بن أحمد بن الرواس (البصري)(3) قال: حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا روح بن عبادة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: قال عمرو بن العاص رضي الله عنه (4): أول عطسة كرم، والثانية ضعف (5)، والثالثة لؤم.
ــ
داود؛ ففيها: عن يحيى بن إسحاق بن أبي طلحة عن أمه حميدة أو عبيدة بنت عبيد بن رفاعة، عن أبيها.
وهذا الإسناد حسن، والحديث مع ذلك مرسل؛ كما سأبينه، وعبد السلام بن حرب من رجال الصحيح، ويزيد: هو أبو خالد الدالاني؛ وهو صدوق في حفظه شيء، ويحيى بن إسحاق وثقه يحيى بن معين، وأمه حميدة: روى عنها -أيضًا- زوجها إسحاق بن أبي طلحة، وذكرها ابن حبان في ثقات التابعين، وأبوها عبيد بن رفاعة ذكروه في "الصحابة"؛ لكونه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وله رؤية، قاله ابن السكن؛ قال: ولم يصح سماعه، وقال البغوي: روايته مرسلة، وحديثه عن أبيه عند الترمذي والنسائي وغيرهما. وأما رواية الترمذي؛ ففيها: عن عمر بن إسحاق بن أبي طلحة، عن أمه، عن أبيها. كذا سماه عمرَ، ولم يسمَّ أمه ولا أباها، وكأنّه لم يُمْعِنُ النظر؛ فمن ثم قال: إنه إسناد مجهول، وقد تبين أنه ليس بمجهول، وأن الصواب: يحيى بن إسحاق لا عمر؛ فقد أخرجه الحسن بن سفيان وابن السني وأبو نعيم وغيرهم من طريق عبد السلام بن حرب؛ فقالوا: يحيى بن إسحاق، وقالوا: حميدة بغير شك وهو المعتمد" أ. هـ.
قلت: وهذا كلام علمي قوي رصين من هذا العالم النحرير؛ فاحفظه؛ فإنه من ضنائن العلم الغاليات.
254 -
إسناده ضعيف؛ فبين قتادة وعمرو بن العاص مفاوز؛ فهو معضل، والله أعلم.
(1) في "هـ": "جميلة"، وفي بعض النسخ:"حميدة أو عبيدة"، وهو الصواب الموافق لما في "فتح الباري"(10/ 606).
(2)
سقطت من "الأصول"، والاستدراك من "مصادر التخريج".
(3)
زيادة من "هـ" و"م".
(4)
زيادة من "هـ" و"م".
(5)
في "هـ" و"م": "أول عطسة ضعف والثانية كرم".