الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
51 - باب قراءة قل هو الله أحد في الطريق إذا مشى
181 -
حدثني عبد الملك بن (1) محمود بن سميع (2) قال: حدثنا
ــ
وقال الذهبي: "على شرط مسلم".
قال شيخنا العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(1/ 161): "وفي كل ذلك نظر؛ فإن إسحاق هذا؛ إن كان ابن عبد الله بن الحارث؛ كما وقع لدى الحاكم-؛ فليس من رجال البخاري ولا مسلم، ولكنه ثقة، روى عنه جماعة. وإن كان أبا إسحاق مولى الحارث، فلا يعرف؛ كما قال الذهبي، وإن كان إسحاق غير منسوب؛ فلم أعرفه.
وفي "المجمع"(10/ 80): "رواه أحمد، وأبو إسحاق -مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل- لم يوثقه أحد ولم يجرحه أحد، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح"" أ. هـ.
قلت: هو إسحاق مولى الحارث؛ فالإسناد ضعيف؛ لكن للحديث شواهد:
1 -
حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أخرجه أحمد (2/ 224) بإسناد حسن.
2 -
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أخرجه أبو داود الطيالسي (1756) بإسناد صحيح.
وبالجملة؛ فالحديث صحيح لشوهده؛ والله أعلم.
181 -
منكر؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(8/ 116/ 7537)، و"المعجم "الأوسط" (4/ 163/ 3874)، و"مسند الشاميين" (2/ 12 - 13/ 831)، والشجري في "الأمالي" (1/ 116)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/ 394)، وأبو أحمد الحاكم في "فوائده"؛ كما في "الإصابة" (3/ 437) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 17/ ق 649/ أ)، والذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/ 278) -، والخلال في "فضائل قل هو الله أحد" (9)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 17/ ق 649) بطرق عن نوح بن عمرو به.
قال الذهبي عقبه: "هذا حديث منكر".
وقال ابن حبان في "المجروحين"(2/ 181) - ونقله عنه الهيثمي في "مجمع
(1) في "م": "حدثني".
(2)
في "ل": "سبيع".
نوح بن عمرو بن حوثى -قال عبد الملك: سألت عنه أبا زرعة؛ فقال: ثقة- قال: حدثنا بقية بن الوليد عن محمد بن زياد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: " أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم جبرئيلُ عليه السلام، وهو بتبوك؛ فقال: يا محمد اشهد جنازة معاوية بن معاوية المزني، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل جبرئيل عليه السلام في سبعين ألفًا من الملائكة (1)؛ فوضع جناحه الأيمن على (رؤوس)(2) الجبال؛ فتواضعت،
ــ
الزوائد" (3/ 38) -: "وقد سرق هذا الحديث شيخ من أهل الشام، فرواه عن بقية، عن محمد بن زياد عن أبي أمامة" أ. هـ.
قلت: وقد جعل الذهبيُّ رحمه الله هذا الشيخ من أهل الشام: هو نوح نفسه؛ كما في "الميزان"، و"المغني في الضعفاء".
قال الحافظ في "الإصابة": "فما أدري عني نوحًا أو غيره".
لكن رأيت الحافظ تعقب الهيثمي - على نقله السابق عن ابن حبان بعد كلامه مباشرة في "المجمع": "قلت: ليس هذا بضعف في الحديث، وفيه بقية وهو مدلس وليس فيه علّة غير هذا".
قلت: لكن بقية صرح بالسماع والتحديث عند الطبراني وغيره؛ فانتفت شبهة تدليسه، وبقيت العلة الأخرى: وهي اتهام نوح بن عمرو بسرقة هذا الحديث، كما قال ابن حبان والذهبي.
وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه نحوه:
وله عنه طريقان:
الأولى: من طريق العلاء أبي محمد الثقفي، عن أنس به؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(7/ 256 - 257/ 4267)، وأحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(8/ 214/ 7921)، ومحمد بن سنجر في "مسنده"، كما في "الإصابة"(3/ 436) -ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 393) -، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(3/ 342)، وابن الأعرابي؛ كما في "الإصابة"(3/ 436) -ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 394)، والبيهقي في "دلائل النبوة"(5/ 245)، و"السنن "الكبرى" (4/ 50) -، وابن أبي الدنيا في "الأولياء" (42 - 43/ 21)، وأبو نعيم الأصبهاني في "معرفة الصحابة" (5/ 2506/ 6080)، وحاجب الطوسي في "فوائده"؛ كما في "الإصابة" (3/ 436) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 509 - 510/ 2554) -، وابن
(1) في "ل": "سبعين ألف ملك من الملائكة".
(2)
ليست في "ل".
ووضع جناحه الأيسر على الأرضين؛ فتواضعت حتى نظر إلى مكة والمدينة
ــ
سعد في "الطبقات الكبرى"؛ كما في "الدر المنثور"(8/ 672) -ومن طريقه ابن الجوزي في "صفة الصفوة"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(6/ 5913 - ط. دار الوطن) - بطرق عن يزيد بن هارون حدثنا العلاء به.
وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(191/ 274) عن عثمان بن مطيع حدثنا العلاء به.
قال البيهقي في "السنن الكبرى": "العلاء هذا هو ابن زيد، ويقال: ابن زيدل يحدث عن أنس بن مالك بمناكير".
ثم روى من طريق ابن عدي -وهذا في "الكامل" له (5/ 1862) - عن البخاري أنه قال في العلاء هذا: "منكر الحديث".
وقال ابن حبان في "المجروحين"(2/ 181): "حديث منكر لم يتابع عليه، ولست أحفظه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا يقال له: معاوية بن معاوية الليثي" أ. هـ.
وقال العقيلي: "والرواية في هذا فيها لين".
وقال ابن حجر: "والعلاء أبو محمد هو ابن زيد العمي واهٍ، وأخطأ في قوله الليثي" أ. هـ.
وقال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم"(4/ 609): "
…
من طريق يزيد بن هارون عن العلاء بن محمد، وهو متهم بالوضع، والله أعلم".
فالسند ضعيف جدًا، واه بمرة؛ لا يصلح في المتابعات والشواهد.
الثانية: من طريق عثمان بن الهيثم: ثنا محبوب بن هلال المدني، عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس به؛ أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(189/ 272)، وأبو يعلى في "مسنده"(7/ 258/ 4268)، والطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 366/ 1040) -وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5/ 2506 - 2507/ 6081) -، والدينوري في "المجالسة"(6/ 278 - 279/ 2634)، وابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 392)، وسمويه في "فوائده"، وابن منده في "معرفة الصحابة"؛ كما في "الجوهر النقي"(4/ 50)، و"الإصابة"(3/ 436)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(5/ 2506 - 2507/ 6081)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(4/ 51)، و"دلائل النبوة"(5/ 246) من طريق عثمان بن الهيثم به.
قال الذهبي في "ميزان الاعتدال"(3/ 442): "محبوب بن هلال عن عطاء بن أبي ميمونة؛ لا يُعرف، وحديثه منكر، ومقدار ما يرويه غير محفوظ".
قلت: قال الحافظ في "لسان الميزان"(5/ 18): "والحديث المشار إليه هو في قصة لمعاوية بن معاوية الذي مات بالمدينة فصلى عليه النّبيّ صلى الله عليه وسلم بتبوك، وحديثه علم من أعلام النبوة".
قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبرئيل والملائكة عليهم السلام، فلما
ــ
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(3/ 38): "رواه أبو يعلى، والطبراني في "الكبير"؛ وفي إسناد أبي يعلى محمد بن إبراهيم بن العلاء، وهو ضعيف جدًا، وفي إسناد الطبراني محبوب بن هلال؛ قال الذهبي: لا يعرف، وحديثه منكر" أ. هـ.
قلت: محبوب بن هلال موجود أيضًا في "مسند أبي يعلى" فلا داعي تخصيص سند الطبراني به وحده دون أبي يعلى، والله أعلم.
وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم"(4/ 609): "ومحبوب بن هلال؛ قال أبو حاتم الرازي: ليس بالمشهور، وقد روي هذا من طرق أخرى تركناها اختصارًا وكلها ضعيفة".
وقال ابن حجر في "الإصابة": "ومحبوب؛ قال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات"".
وللحديث شاهدان مرسلان:
الأول: عن ابن المسيب نحوه؛ أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(273) من طريق علي بن زيد بن جدعان عن سعيد به.
قلت: وهذا مع إرساله فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو سيىء الحفظ.
الثاني: عن الحسن البصري نحوه؛ أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(19/ 3661/ 1041)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(2/ 509/ 2553)، والبغوي في "معجم الصحابة"(5/ 394/ 2215)، وابن منده في "المعرفة"؛ كما في "الإصابة"(3/ 437)، و"الجوهر النقي"(4/ 50) من طريق صدقة بن أبي سهل عن يونس بن عبيد عن الحسن البصري عن معاوية بن معاوية به.
قلت: وسنده ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: الإرسال، ومراسيل الحسن البصري كالريح.
قال ابن حجر: "وهذا مرسل، وليس المراد بقوله (عن) أداة الراوية؛ وإنما تقدم الكلام: أن الحسن أخبر عن قصة معاوية المزني".
الثانية: قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(383): "وفيه صدقة بن أبي سهل ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
وبالجملة؛ فالحديث منكر لا يصح بمجموع طرقه نظرًا للضعف الشديد في مفرداتها، وعليه؛ فقول الحافظ في "لسان الميزان" (5/ 18):"وله طرق يقوي بعضها ببعض، وذكرتها في ترجمة معاوية في "الصحابة"، يوهم أن الحديث قوي بمجموع طرقه، وليس كذلك.
قال ابن عبد البر في "الاستيعاب"(3/ 395): "أسانيد هذه الأحاحديث ليست بالقوية، ولو أنها في الأحكام لم يكن في شيء منها حجة، ومعاوية بن مقرن المزني وإخوته