الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: حدثني أبو بكر بن أبي زهير الثقفي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله! كيف الفلاح (1) بعد هذه الآية: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123]، (كل شيء نعمله نجزي به) (2)؛ فقال:"رحمك الله يا أبا بكر! ألست تمرض؟ ألست تنصب؟ ألست تصيبك اللأواء (3)؛ فذاك ما تجزون به".
216 - باب الرخصة في ذلك؛ يعني: في تصغير الاسم
394 -
حدثني أبو عروبة ومحمد بن عبيد الله بن الفضل الحمصي قالا: حدثنا أبو المتقي (4) هشام بن عبد الملك حدثنا محمَّد بن حرب الأبرش
ــ
قلت: وهذا إسناد ضعيف، لانقطاعه؛ فقد قال أبو زُرعة الرازي؛ كما في "المراسيل" (ص 258) -ونقله عنه الضياء المقدسي (1/ 161) -:"أبو بكر بن أبي زهير عن أبي بكر الصديق مرسل".
وقال المزيُّ في "تهذيب الكمال"(33/ 90): "أبو بكر بن أبي زهير عن أبي بكر مرسل".
وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تحقيق "المسند"(1/ 181): "إسناده ضعيف؛ لانقطاعه؛ فإن أبا بكر بن أبي زهير الثقفي من صغار التابعين، ثم هو مستور لم يُذكر بجرح ولا تعديل! ".
قلت: بل وثقه ابن حبّان، وروى عنه اثنان فمثله يستشهد به إن شاء الله، خاصَّة وأنه من التابعين.
وأما الحاكم؛ فقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله (1/ 182) متعقبًا: "وهو عجيب منهما؛ فإن انقطاع إسناده بيّن".
وذكره السيوطي في "الدر المنثور"(2/ 696)، وزاد نسبته لعبد بن حميد، والحكيم الترمذي.
394 -
إسناده ضعيف جدًا؛ أم محمَّد بن حرب، وأمها؛ مجهولتان بالنقل.
(1) في "ل" و"هـ": "الصلاح".
(2)
في "هـ": "كل شيء يعمل يجزى به"، و"م":"كل شيء يعمله يجز به".
(3)
في "ل": "بين السطور: الشدة".
(4)
في "م": "البقي".
(قال)(1): حدثتني أمي عن أمها أنها سمعت المقدام بن معد يكرب
ــ
وللحديث طريق أخرى: فأخرجه أبو داود (3/ 131/ 2933)، وأحمد (4/ 133)، والبيهقي (6/ 361)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(ج 17/ ق 80 / أ) بطرق عن محمَّد بن حرب الأبرش عن سليمان بن سليم عن صالح بن يحيى بن المقدام عن المقدام به.
قال شيخنا ناصر السنة العلامة الألباني رحمه الله في "الضعيفة"(3/ 269 - 270): "وهذا إسناد ضعيف؛ صالح هذا أورده الذهبي في "ديوان الضعفاء" وقال: "مجهول"، وقال في "المغني"، و"الكاشف": "قال البخاري: فيه نظر"، وقال الحافظ في "التقريب": "لين".
وأما قول المنذري (3/ 134): "وفيه كلام قريب لا يقدح"؛ فهذا مردود لوجهين:
أولًا: أن الذين ترجموا صالحًا كان كلامهم فيه على ثلاثة أنواع:
1 -
منهم من ضعفه ضعفًا شديدًا، وهو الإِمام البخاري، فقد قال:"فيه نظر"؛ كما تقدم، وعبارة البخاري هي من أشد أنواع التجريح عنده.
2 -
ومنهم من جهله مثل موسى بن هارون الحمال، وابن حزم. ويمكن أن نذكر معهم ابن أبي حاتم؛ فإنه أورده في "كتابه"(2/ 1/ 419) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
3 -
ومنهم من وثقه، وهو ابن حبان وحده؛ فقد أورده في "ثقات أتباع التابعين"، وقال (6/ 409):"يخطئ".
فأنت ترى أنهم جميعًا متفقون على تجريح الرجل، إما بالضعف الشديد، وإما بالجهالة، وإما بالوهم.
ثانيًا: أن الكلام الذي لا يقدح إنما يسلم لو قيل في رجل ثَبَتَ أنه ثقة، والأمر هنا ليس كذلك؛ لأن توثيق ابن حبان مما لا يوثق به عند التفرد؛ كما هو الشأن هنا؛ لما عرفت من تساهله فيه، فلذلك لا يقبل توثيقه هذا إذا لم يخالف ممن هو مثله في العلم بالجرح والتعديل، فكيف إذا كان مخالفُهُ هو الإِمام البخاري؟! فكيف إذا كان مع ذلك هو نفسه يقول فيه؛ كما تقدم:"يخطىء"؟.
فيتلخص من ذلك: أن الكلام الذي فيه قادح، يسقط الاحتجاج بحديثه.
ثم إن إيراد ابن حبان إياه في "أتباع التابعين" يُنَبهُنَا إلى أن في الحديث عِلَّة أخرى: وهي الانقطاع؛ فإن صالحًا هذا رواه عن جده المقدام لم يذكر بينهما أباه يحيى بن المقدام؛ فهو منقطع، فهذه عِلّة أخرى، ويؤيده أنه سيأتي له قريبًا حديثًا آخر (رقم 1149) من روايته عن أبيه عن جده، فإن كان هذا تلقاه عن أبيه فهو -أعني: أباه- مجهول؛ كما سيأتي هناك، ولذلك ذكر الحافظ في ترجمة صالح هذا من "التقريب" أنه من الطبقة السادسة، وهم الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة"
(1) زيادة من "ل".