الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
148 - باب ما يقول إذا رأى مبتلًا
309 -
أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال:
ــ
309 -
إسناده ضعيف جدًا، (وهو صحيح بطرقه وشواهده)؛ أخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر"(33/ 2) عن محمَّد بن جابر الضرير عن عبيد الله بن عمر به.
وأخرجه الترمذي (5/ 493/ 3431) عن محمَّد بن عبد الله بن بزيع عن عبد الوارث بن سعيد به.
وأخرجه الطيالسي (13)، والخرائطي في "فضيلة الشكر"(33/ 2)، والبزار في "البحر الزخار"(1/ 237/ 124)، والطبراني في "الدعاء"(2/ 1169/ 797)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير"(3/ 270)، وابن عدي في "الكامل"(5/ 1786)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 265)، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(2/ 284/ 499)، و"شعب الإيمان"(4/ 108/ 4445 و 7/ 506 - 507/ 1147)، والبغوي في "شرح السنة"(5/ 130/ 1337)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(2/ 956/ 1056 - بغية) بطرق عن حماد بن زيد به.
قلت: إسناده ضعيف جدًا؛ عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، متروك الحديث؛ كما فصلته في "القول الموثوق في تخريج حديث السوق"(ص 10 - 13).
ومع ضعفه فقد اضطرب في إسناد هذا الحديث: فرواه مرّة هكذا، ومرّة قال: عن سالم عن ابن عمر مرفوعًا، لم يذكر عمرَ في سنده.
أخرجه ابن ماجه (3892)، وابن الأعرابي في "المعجم"(3/ 1098/ 2364) -ومن طريقه الحنائي (ق 34/ ب) -.
وقال أخرى: عن سالم عن أبيه موقوفًا. أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 395 / 9785).
ومرّة أرسله عن سالم: أخرجه الحنائي (ق 34/ ب).
وتارة أوقفه على سالم بن عبد الله: أخرجه عبد الرزاق (10/ 445/ 19655) -ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 108/ 4444) -.
قال الحنائي: "غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير مولاهم، واختلف عليه فيه:
فرواه عنه ابن علية؛ كما أخرجناه، ورواه عنه حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يسنده بل أرسله.
وقد رواه أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن سالم بن عبد الله قال: كان يقال: "من رأى مبتلى .. " الحديث؛ وهذا أقرب إلى الصواب -إن شاء الله تعالى-.
وإنما انفرد عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بذكر النّبيّ صلى الله عليه وسلم على الاختلاف الذي ذكرناه عليه فيه.
حدثنا حماد بن زيد وعبد الوارث بن سعيد قالا: حدثنا عمرو بن دينار
ــ
وعمرو بن دينار هذا؛ فيه نظر، وهو غير عمرو بن دينار المكي مولى ابن باذان صاحب جابر؛ ذاك ثقة جليل حافظ" أ. هـ.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (1056) بطرق كثيرة عن عمرو بن دينار به مرفوعًا.
وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده"(1/ 88/ 38 - منتخب) عن عارم عن حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار به مرفوعًا.
وأخرجه ابن الأعرابي في "المعجم"(3/ 1098/ 2364) من طريق إسماعيل بن عُليّة عن عمرو به.
وأخرجه تمام الرازي في "الفوائد"(4/ 445/ 1591 - ترتيبه) من طريق زياد بن الربيع عن عمرو به.
لكن الحديث صحيح؛ لأن له طريقين آخرين ثابتين عن ابن عمر، وشاهد حسن من حديث أبي هريرة.
حديث ابن عمر:
الطريق الأولى: أخرجها الطبراني في "الأوسط"(5/ 283/ 5324)، والبزار في "مسنده"؛ كما في "النظر في أحكام النظر" لابن القطان الفاسي (ق 72/ أ) من طريق زكريا بن يحيى الضرير قال: نا شبابة بن سوار؛ قال: المغيرة بن مسلم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر وذكره مرفوعًا.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 138): "رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".
وتعقبه شيخنا رحمه الله في "الصحيحة"(6/ 532/ 2737) مبينًا أنه صدوق.
قال ابن القطان: "المغيرة بن مسلم مشهور ليس به بأس، فهو إسناد حسن" أ. هـ.
الطريق الثانية: أخرجها الطبراني في "الدعاء"(2/ 1170/ 798)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 13 - 14)، و"أخبار أصبهان"(1/ 271)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 15/ ق 256/ أ) من طريق مروان بن محمَّد الطاطري: ثنا الوليد بن عتبة: ثنا محمَّد بن سوقة، عن نافع، عن ابن عمر به.
قال شيخنا أسد السُّنةِ العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(2/ 152): "ورجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ غير الوليد بن عتبة؛ وهو أبو العباس الدمشقي؛ فقال البخاري في "تاريخه": "معروف الحديث"، وذكره ابن حبان في "الثقات" (9/ 226)، وروى عنه جمع من الثقات الحفاظ كأبي زُرعة الدمشقي.
وترجمه ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه تعديلًا وكأنه لم يعرفه.
قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن جده رضي الله عنهم عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من رجل يفجأه صاحب بلاء؛ فيقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به؛ وفضلني على كثير ممن خلق (1) تفضيلًا، إلا عافاه الله عز وجل من ذلك البلاء كائنًا ما كان".
ــ
قلت: قد عرفه البخاري، ومن عرف حجّة على من لم يعرف؛ لاسيما إذا كان العارف مثل البخاري أمير المؤمنين في الحديث.
فالحديث إن لم يكن حسنًا لذاته من هذه الطريق، فلا أقل من أن يكون حسنًا لغيره" أ. هـ.
حديث أبي هريرة: له عنه طريقان:
الأولى: أخرجها الترمذي (3432)، وابن أبي الدنيا في "الشكر"(187)، والخرائطي في "فضيلة الشكر"(3)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(5/ 78 - 79/ 4724)، و"المعجم الصغير"(1/ 241)، و"الدعاء"(2/ 1170/ 799)، وابن عدي في "الكامل"(4/ 1461 و 6/ 2374)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4/ 107 - 108/ 4443 و 7/ 507/ 11148)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(2/ 422/ 421 - رواية الحسن بن علي الجوهري) من طريق عبد الله بن عمر العمري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
قال شيخنا أسدُ السُّنة العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(2/ 151): "ورجاله ثقات؛ غير العمري؛ فإنه ضعيف لسوء حفظه".
ومنه تعلم أن قول المنذري في "الترغيب والترهيب"(4/ 273)، والهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 138):"إسناده حسن! "، غير حسن، إلا إذا قصدا:"حسن لغيره"؛ فنعم.
وعلى الهيثمي درك في جعله من الزوائد على الكتب الستة وهو في الترمذي؛ فليصحح.
الثانية: أخرجها الطبراني في "الدعاء"(2/ 1170 - 1171/ 800) من طريق عبد الله بن جعفر المدني عن سهل به.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ عبد الله بن جعفر: هو والد علي بن المديني؛ وهو ضعيف.
وبالجملة؛ فالحديث بمجموع طرقه وشواهده صحيح بلا ريب.
(1) في "ل": "من خلقه"، وفي هامشها:"في نسخة: ممن خلق".