الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: حدثنا ابن أبي فديك قال: حدثني إبراهيم بن الفضل عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه أمر نظر إلى السماء وقال: "سبحان الله العظيم".
175 - باب ما يقول إذا أصابه همّ أو حزن
340 -
حدثني أبو عروبة قال: حدثنا عمرو بن هشام قال: حدثنا مخلد بن يزيد عن جعفر بن برقان عن فيّاض عن عبد الله بن زُبيد (1) عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصابه همّ أو حُزن؛
ــ
وأخرجه الترمذي (5/ 495 - 496/ 3436) من طريق أخرى عن ابن أبي فديك به.
قال الترمذي؛ كما في "تحفة الأشراف"(9/ 467)، و"تحفة الأحوذي" (9/ 396):"هذا حديث غريب".
وفي "المطبوع": "حسن غريب"؛ وأظنه خطأ.
وقال البغوي في "شرح السنة"(5/ 123): "وهو حديث غريب" أ. هـ.
وقال شيخنا أسد السُّنَّة العلَّامة الألباني رحمه الله في "الكلم الطيب"(ص 72): "ضعيف جدًا؛ فيه إبراهيم بن الفضل وهو متروك؛ كما في "التقريب"" أ. هـ.
قلت: وهو كما قال رحمه الله.
340 -
إسناده ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: عبد الله بن زبيد؛ هو ابن الحارث اليامي الكوفي، وهو مستور.
قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(2/ 62): "روى عنه الكوفيون، سمعت أبي يقول ذلك".
الثانية: الانقطاع بين عبد الله هذا وأبي موسى الأشعري؛ فإن عبد الله هذا يروي عن أبيه زبيد بن الحارث وقد عدّه الحافظ في "التقريب" من الطبقة السادسة الذين لم يلق أحد منهم أيَّ صحابي؛ كما نصّ عليه في المقدمة، فإذا كان الأبُ كذلك؛ فالابن من باب أولى، والله أعلم.
والحديث ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 136 - 137) وقال: "رواه الطبراني، وفيه من لم أعرفه".
قلت: لكن يشهد له ما بعده.
(1) في "هـ" وهامش "م": "زيد".
فليدع بهذه الكلمات يقول: أنا عبدك (ابن عبدك)(1) وابن أمتك فيَّ قبضتك، ناصيتي بيدك، ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن نور صدري، وربيع قلبي، وجلاء حزني، وذهاب همّي (وغمّي) (2) "؛ فقال (له) (3) رجل من القوم: يا رسول الله، إن المغبون لمن غبن هؤلاء الكلمات، قال:"أجل، فقولوهنّ وعلّموهنّ؛ فإنّه من قالهنّ التماس ما فيهنّ؛ أذهب الله عز وجل حزنه، وأطال فرحه".
341 -
حدثنا أبو خليفة قال: حدثنا الحجبي قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد (ح) وأخبرنا أبو يعلى وسليمان بن الحسن (4) قالا: حدثنا محمَّد بن
ــ
341 -
إسناده ضعيف، (وهو صحيح بطريقه الأخرى)؛ أخرجه أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(6/ 478/ 6235/ 5 - ط. الوطن) بسنده سواء.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 29 - 30/ 8) من طريق محمَّد بن المنهال به.
وأخرجه محمَّد بن فضيل بن غزوان الضبي في "الدعاء"(6)، والبزار في "البحر الزخار"(5/ 363/ 1994)، والرافعي في "التدوين"(2/ 337 - 338) عن عبد الرحمن بن إسحاق به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الرحمن بن إسحاق، وهو أبو شيبة الواسطي، متفق على تضعيفه، وقد اضطرب فيه، فأحيانًا يقول: عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابن مسعود وهذا منقطع؛ كما عند المصنف وأبي يعلى وابن غزوان والرافعي، وأحيانًا يقول: عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود بزيادة عن أبيه؛ كما عند البزار والبيهقي.
لكن الحديث صحيح بطريقه الأخرى؛ فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(10/ 253/ 9367)، و"مسنده"؛ (1/ 223/ 329 - ط. دار الوطن)، وأحمد (1/ 391
(1) زيادة من "ل".
(2)
ساقطة من "ل".
(3)
زيادة من "ل".
(4)
في "م": "الحسين".
المنهال قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن
ــ
و452)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(2/ 957/ 1057 - بغية)، وأحمد بن منيع في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة"(6/ 478/ 6235/ 2)، وأبو يعلى في "مسنده"(9/ 198 - 199/ 5297)، والطبراني في "المعجم الكبير"(10/ رقم 10352)، و"الدعاء"(3/ 1279/ 1035) -وعنه الشجري في "الأمالي"(1/ 232 - 233) -، والهيثم بن كليب في "مسنده"(1/ 318 - 319/ 282)، والبزار في "البحر الزخار"(5/ 363/ 1994)، وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدّة"(49) -ومن طريقه قوّام السُّنّة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(2/ 136 - 137/ 1304) -، وأبو بكر بن خلاد في "فوائده"(ق 20)، وابن حبان في "صحيحه"(2372 - موارد)، والدَّيْنَوري في "المجالسة"(5/ رقم 1803)، والشجري في "الأمالي"(1/ 229)، والحاكم (1/ 509)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 27 - 28/ 7)، و"الدعوات الكبير"(1/ 124/ 164)، و"القدر"(ص 461)، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "ستة مجالس"(ق 8 / أ)، والتنوخي في "الفرج"(1/ 137)، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء"(136)، وابن رجب الحنبلي في "ذيل طبقات الحنابلة" (2/ 247 - 248) من طريق فضيل بن مرزوق: حدثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود به.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه؛ فإنه مختلف في سماعه من أبيه".
وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: وأبو سلمة؛ لا يُدرى من هو؟ ولا رواية له في الكتب الستة".
وقال الحسيني في "الإكمال"(ص 517): "لا يُدرى من هو".
وذهب إلى تجهيله الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة"(ص 490 - 491)، و"لسان الميزان" (7/ 56)؛ فقال: "وقرأت بخط الحافظ ابن عبد الهادي: يحتمل أن يكون هو خالد بن سلمة.
وفيه نظر؛ لأن خالد بن سلمة مخزومي، وهذا جهني، والحق أنه مجهول الحال، وابن حبان يذكر أمثاله في "الثقات"، ويحتج به في "الصحيح" إذا كان ما رواه ليس بمنكر" أ. هـ.
قلت: وما استبعده الحافظ هو حق اليقين، ووافقه عليه العلامة أحمد شاكر رحمه الله في تخريجه لـ "المسند"(5/ 267)، وأضاف قائلًا:"وأقرب منه عندي: أن يكون هو موسى بن عبد الله -أو: ابن عبد الرحمن- الجهني، ويكنى أبا سلمة، وهو من هذه الطبقة" أ. هـ.
قلت: ما استقر عليه العلامة أحمد شاكر هو الصواب بدليل ما ذكره، وبقرينة
القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصابه همّ أو حزن؛ فليقل: اللهمّ، إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك في قبضتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته؛ يعني: في كتابك، (أو علمته أحدًا من خلقك) (1)، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري (2)، (وشفاء صدري) (1)، وجلاء حزني، وذهاب همي".
قال: فما قالهنّ عبد قطّ إلا أبدله الله عز وجل مكان حزنه (3) فرحًا، قال:(قالوا)(4): يا رسول الله، أفلا نعلّمهنّ؟ قال:"بلى فعلّموهنّ".
ــ
أخرى وهي أن موسى الجهني روى حديثًا آخر عن القاسم بن عبد الرحمن به، وهو عند الطبراني في "الكبير"(10354)، و"الأوسط"(380 - مجمع البحرين)، وابن حبان (1430 - موارد).
فإذا ضمت إحدى الروايتين إلى الأخرى؛ نتج أن الراوي عن القاسم هو موسى بن عبد الله الجهني، وهو ثقة من رجال مسلم.
بقي الكلام على الانقطاع الذي أشار إليه الحاكم وأقره الذهبي عليه، وهو قوله:"إن سلم من إرسال عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه".
قلت: هو سالم منه بشهادة جماعة من الأئمة؛ منهم سفيان الثوري، وابن معين، والبخاري، وأبو حاتم؛ كما في ترجمته في "تهذيب التهذيب"(6/ 215 - 216).
وقال ابن حجر: "وروى البخاري في "التاريخ الصغير" بإسناد لا بأس به عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه؛ قال: لما حضر عبد الله الوفاة؛ قال له ابنه عبد الرحمن: يا أبتِ أوصني. قال: ابكِ على خطيئتَك".
فلا حجة بعد ذلك لقول من نفى سماعه من أبيه؛ لأن العبرة بمن علم.
وبالجملة؛ فالحديث صحيح بهذه الطريق، والله أعلى وأعلم.
(1) زيادة من "هـ" و"م".
(2)
في "ل": "في نسخة: صدري".
(3)
في "ل": "بحزنه".
(4)
زيادة من "ل".