الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{فاستقم كما أمرت} [هود: 112]. قال الراغب: وهذا منه صلى الله عليه وسلم لرفعه منصبه؛ فإنه كلما رفعت مرتبة المربوب ازداد خوفًا من ربه، وفيه تنبيه لنا. وقال أهل اللغة: لم تحصوا ثوابه.
وقوله عليه الصلاة والسلام: «إن لله تسعةً وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة» أي من حصل معرفتها وآمن بها ولم يلحد فيها، عكس من قال فيهم:{وذروا الذين يلحدون في أسمائه} [الأعراف: 180].
والحصاة: واحدة الحصى، ويعبر بها عن العقل فيقال: له حصاة، وفي المثل:«فلان ذو حصاةٍ وأصاةٍ» ، أظن أصاةً تابعًا كحس بس. والحصاة: زرابة اللسان. وفي بعض الروايات: «حصا ألسنتهم» بدل حصائد.
فصل الحاء والضاد
ح ض ب:
قرئ شاذًا {حضب جهنم} [الأنبياء: 98] بضادٍ معجمةٍ، وقد تقدم أنه هو ما تهيج به النار وتوقد، ويقال لما تسعر به النار محضب، كمنجلٍ.
ح ض ر
الحضور: ضد الغيبة، قوله:{حاضرة البحر} [الأعراف: 163] يعني قربه، وقيل: مجاورته وهو قريب منه. وقوله: {تجارةً حاضرةً} [البقرة: 282] أي نقدًا. والظاهر أنها أعم من ذلك لأنها قوبل بها قوله: {إلى أجلٍ} [البقرة: 282] فرخص لهم
في عدم الكتب في التجارة الحاضرة حسبما بيناه في «الأحكام» .
وقوله: {وأعوذ بك رب أن يحضرون} [المؤمنون: 98] كناية عن الجنون والمجنون. محتضر لأن الجن تحضره. والمحتضر: الميت والمشارف للموت لأن ملائكة القبض تحضره لقوله: {توفته رسلنا وهم لا يفرطون} [الأنعام: 61]. وقيل: إشارة إلى قوله: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} [ق: 16] وقوله: {كل شربٍ محتضر} [القمر: 28] أي كل نصيب من الماء الذي قسمه الله تعالى بين ناقة ثمود وبينهم يحضره من هو في نوبته، كقوله:{لها شرب ولكن شرب يومٍ معلومٍ} [الشعراء: 155] في قصةٍ مذكورة.
وقوله: {ما علمت من خيرٍ محضرًا} [آل عمران: 30] أي شاهدًا معاينًا حاضرًا غير غائب. والمراد آثاره. وقيل: إن الأعمال تتجسد وتصير أجرامًا فتوضع في كفة الميزان كالنقود. وقوله: {وإذا حضر القسمة} [النساء: 8] أي وجدوا في وقتها فاجبروا خواطرهم ببعض شيءٍ.
قيل: وأصل ذلك من الحضر ضد البدو. والحضارة والحضارة: السكون بالحضر، كالبداوة والبداوة؛ في السكون في البدو، ثم جعل ذلك اسمًا لشهادة مكانٍ أو إنسانٍ أو غيره.
والحضر خص بما يحضر به الفرس إذا أريد جريه؛ يقال: أحضر الفرس. واستحضرته: طلبت ما عنده من الحضر. وفي الحديث: «فانطلقت محضرًا» أي مسرعًا. ويقال: أحضر: إذا عدا، واستحضر دابته: حملها على العدو.
وحاضرته محاضرةً وحضارًا إذا حاججته، من الحضور؛ كان كل واحدٍ يحضر حجته، أو من الحضر نحو جاريته. والحضيرة: الجماعة من الناس يحضر بهم الغزو،