الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: هو اسمٌ لما يقطع بسكينٍ كأترجٍ وغيره. وأنشدوا: [من الخفيف]
229 -
نشرب الإثم بالصواع جهارًا
…
ونرى المتك بيننا مستعارًا
وفي الحروف قراءاتٌ لست بصدد بيانها هنا لذكرها في غير هذا. فمتكأ في قراءة العامة وزن مفتعل.
فصل التاء واللام
ت ل ل:
قوله تعالى: {فما أسلما وتله للجبين} [الصافات: 103] أي صرعه على جنبه. يقال: تللته أتله تلا: صرعته، أصله من التل وهو المكان المرتفع؛ فمعنى تللته: أسقطته على التل. وقيل: بل هو من التليل، والتليل: العنق. فمعنى تللته: أسقطته على تليلة، ثم عبر به عن السقوط مطلقًا، وإن لم يكن على تل ولا تليل. والمتل: الرمح من ذلك، لأنه يتل به أي يطعن، فهو سبب السقوط. {وتله للجبين} مثلها في قوله:{يخرون للأذقان} [الإسراء: 107]. وقوله: [من الطويل]
230 -
فخر صريعًا لليدين والفم
والمتل بفتح الميم: اسم المصدر أو المكان أو الزمان، ومنه حديث أبي الدرداء:«وتركوك لمتلك» أي لمصرعك. وفي حديث آخر: «فجاء بناقة كوماء فتلها» أي أناخها.
والتل أيضًا: الصب. وفرقوا بين فعلهما فقالوا: تل يتل بالكسر: سقط. وتل يتل: صب، وفي الحديث:«بينا أن نائمٌ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فتلت في يدي» . قال ابن الأعرابي: معناه صبت، قال ابن الأنباري: ألقيت. وعندي أن هذه كلها معانٍ متقاربة: السقوط والإلقاء والصب للقدر المشترك. قال الهروي: تأويل الحديث: ما فتحه الله لأمته بعد وفاته. وعندي أنه على غير ذلك، وهو سعة الدنيا، كما جاء مصرحًا بذلك في «الصحاح» وهو اللائق بصفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإن كان ما قاله الهروي حسنًا فهذا أحسن.
ت ل و:
التلاوة: المتابعة. يقال: تلوت زيدًا أي تبعته. وغلب في العرف التلاوة على قراءة القرآن؛ فمنه قوله تعالى: {يتلونه حق تلاوته} [البقرة:121] لأن القارئ يتبع كل كلمة أختها.
وقيل: {فالتاليات ذكرًا} [الصافات:3] قيل: هم الملائكة؛ يتلون وحي الله على أنبيائه أو يتلون ذكر الله بتسبيحهم وتقديسهم، أو هم كل من تلا ذكر الله من ملكٍ وغيره. وقوله:{تتلو كل نفسٍ ما أسلفت} [يونس: 30] أي تتبع عملها إن خيرًا فللجنة، وإن شرًا فللنار. وفي معناه:{يوم تجد كل نفسٍ ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء تود} [آل عمران: 30] الآية.
وقيل: تلاه: تبعه متابعةً ليس بينهما ما ليس منهما؛ فتارةً يكون بالجسم نحو: تلوت زيدًا، وتارةً بالاقتداء في الحكم ومصدره التُّلُو والتِّلْو، وتارةً بالقراءة وبفهم المعنى ومصدره التلاوة. فالتلاوة أخص من القراءة، وذلك أن التلاوة تختص باتباع كتبه المنزلة؛
تارة بالقراءة وتارة بالامتثال لما فيه من أمرٍ ونهيٍ وترغيبٍ وترهيبٍ، أو ما يتوهم فيه ذلك، وعلى هذا {يتلونه حق تلاوته} [البقرة: 121].
وقوله: {ويتلوه شاهدٌ منه} [هود: 17] أي يتبع أحكامه ويقتدي بها ويعمل بموجبها. وقوله: {واتبعوا ما تتلو الشياطين} [البقرة: 102] سماه تلاوةً تنزيلًا على اعتقاد الشيطان، فإنه كان يزعم أن ما يتلوه من كتب الله تعالى.
وقوله: {والقمر إذا تلاها} [الشمس: 2] إنما قال تلاها لأن معناه هنا الاقتداء، وذلك لما قيل إن القمر مقتبسٌ من نور الشمس؛ فهو لها بمنزلة الخليفة. وعلى هذا نبه بقوله:{وجعل فيها سراجًا وقمرًا منيرًا} [الفرقان: 61]. فأخبر أن الشمس بمنزلة السراج؛ والقمر بمنزلة النور المقتبس منه. وعليه: {جعل الشمس ضياءً والقمر نورًا} [يونس: 5]، لأن الضياء أقوى من النور، فهو أخص منه. وقد ذكرنا هذه النكتة عند قوله:{ذهب الله بنورهم} [البقرة: 17] ولم يقل بضيائهم.
وقوله: {يتلونه حق تلاوته} يحتمل القراءة بأن يقيموا ألفاظه من غير تحريف ولا لحن، ويتدبروا معانيه، ويحتمل الإتباع بالعلم والعمل، والأولى حمله على جميع ذلك. إلا أن قوم لفظه ولم يتبعه في العلم والعمل ليس بتالٍ وإن قرع دماغه. ومن تبعه في العلم والعمل تالٍ وإن لم يتلفظ به، وفي حديثٌ ذكرناه في موضعه.
وفي الحديث: «لا دريت ولا تليت» أصله تلوت فقلبت الواو ياءً لازدواج الكلام كقوله: «ارجعن مأزوراتٍ غير مأجوراتٍ» ، وقوله:«أيتكن صاحبة الجمل الأزب تنبحها كلاب الحوءب» .
يريد مأزوراتٍ، والأزب الكثير الشعر وفلانٌ يتلو على فلان ويقول عليه، أي يكذب.