الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد يدخل معها معنى السؤال كقوله: [من الكامل]
129 -
بالله ربك إن دخلت فقل له:
…
هذا ابن هرمة واقفًا بالباب
ويبدل منها الواو مع الظاهر خاصٍة. ولا يظهر معه العامل، وتبدل من الواو والتاء، فتختص بالجلالة نحو: وتالله. وفيها معنى التعجب، كما سيأتي بيانه في بابه إن شاء الله تعالى.
فصل الباء والألف
ب أر:
البئر: معروف، وهي ما حفر وطوي أي ثني. والثمد ما لم يطو. يقال: بأرت آبارًا وبئرًا وبؤرًة أي حفيرًة. ومنه اشتق البئر وهي في الأصل حفيرة يستر رأسها ليقع فيها من مر عليها، يقال لها: المغواة وعبر بها عن النميمة الموقعة في البلية. والجمع: مآبر وبئار.
وأصل المادة من التخبئة. وفي الحديث: "أن رجلاً آتاه الله مالاً فلم يبتئر فيه خيرًا" أي لم يقدم فيه خيرًا أحياه لنفسه وادخره.
بأرت المال وابتأرته: خبأته وادخرته. وكذلك بأرت البئر والبئرة، وابتأرتها. قال تعالى:} وبئرٍ معطلةٍ {[الحج: 45]، وقيل: ليس المراد بئرًا بعينها ولا قصرًا بعينه، وإنما ذلك على إرادة الجنس. وقيل: بل هي بئر وقصر معينان، ضرب الله بهما المثل، وذكر بهما الناس ليحذروا عقابه. فقال جماعة من أهل التفسير: إنها بئر بحضر موت، وإن صالحًا صلى الله عليه وسلم لما نزل بهذه البقعة وحفرها مات فسميت بحضرموت، فأقام قومه بعده يستقون من هذه البئر.
ب أس:
البأس والبؤس والبأساء كلها الشدة والمكروه، وقد فرق بعضهم بين هذه بفروقٍ،
فالبؤس في الفقر والحرب أكثر، والبأس والبأساء في النكاية، كقوله:} والله أشد بأسًا {[النساء: 84]. وقال الأزهري في قوله:} مستهم البأساء والضراء {[البقرة: 214] البأساء في الأموال وهو الفقر، والضراء في الأنفس. وقوله:} أن يكف بأس الذين كفروا {[النساء: 84] أي شدتهم في الحرب، وقوله:} بأسهم بينهم شديد {[الحشر: 14] من ذلك. وقوله:} وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد {[الحديد: 25] أي امتناع وقوة. وقوله:} تقيكم بأسكم {[النحل: 81] أي دروعًا تقيكم الشدة والضر الواقع بينكم. وقوله:} فلا تبتئس {[هود: 36] أي: لا يشتدن أمرهم، فلا تذل ولا تضعف. وقيل: أي لا تلتزم البؤس ولا تحزن. يقال: بؤس يبؤس بأسًا فهو بئس، إذا اشتد، وبئس يبأس بأسًا وبأسة، فهو بائس إذا افتقر. قال تعالى:} وأطعموا البائس الفقير {[الحج: 28]،} بعذابٍ بئيسٍ {[الأعراف: 165] أي شديدٍ. وقد قرئ "بيئسٍ" بزنة فيعلٍ، و"بيسٍ" بزنة جيرٍ. وفي الحديث أنه عليه الصلاة والسلام "كان يكره البؤس والتباؤس" أي الضراعة للفقر. والتكلف لذلك جميعًا.
وبئس نقيض نعم، فبئس جميع المذام، كما أن نعم تقتضي جميع المحامد، ويرفعان ما فيه أل أو ما هو مضاف لذي أل، كقوله:} نعم العبد {[ص: 30]} وبئس المهاد {[آل عمران: 12]،} فلبئس مثوى المتكبرين {[النحل: 29]. أو لمضمرٍ مفسرٍ