الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ح م ي:
قوله تعالى: {يوم يحمى عليها} [التوبة: 35] أي يوقد عليها حتى تحمى أي تصير حارة؛ يقال: أحميت الحديدة أحميها إحماء. وحمي الشيء يحمى حميًا. فالحمي: الحرارة المتولدة من الجواهر المحمية كالنار والشمس والقوة الحارة في البدن. وقوله تعالى: {في عينٍ حاميةٍ} [الكهف: 86] أي حارةٍ، وقرى "حمئةٍ" وقد تقدم.
وحميا الكأس: سورتها وشدتها. وعبر عن القوة الغضبية، إذا ثارت وكثرت، بالحمية؛ قال تعالى:{في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية} [الفتح 26]. وحميت على فلانٍ: غضبت عليه. وعبر به عن المنع فقيل: حمى المكان يحميه، ومنه:"لا حمى إلا لله ورسوله". وحميت أنفي محمية، وحميت القوس حمية.
وقوله تعالى: {ولا حامٍ} [المائدة: 103] قيل: هو الفحل يضرب عشرة أبطنٍ؛ يقولون: قد حمى ظهره، فلا يركب ولا يحمل.
وأحماء المرأة: أقارب زوجها لأنهم حماة لها، الواحد حمي وحمو وحم وحمًا. والأشهر إعرابه بالحروف كأبٍ.
وقال الشافعي في قوله صلى الله عليه وسلم: "لا حمى إلا لله ورسوله" كان الشريف في الجاهلية إذا نزل أرضًا أو بلدًا استعوى كلبًا فحمى لصاحبه مدى عواء الكلب لا يشركه فيه غيره وهو يشارك غيره في المرعى، فقال عليه الصلاة والسلام:"لا حمى إلا لله" أي لخيل الجهاد وإبله التي تحمل عليها أثقال المجاهدين.
فصل الحاء والنون
ح ن ث
قوله تعالى: {يصرون على الحنث العظيم} [الواقعة: 46] فالحنث: اسم
للذنب، وهو هنا الكفر لأنه أعظم الآثام والذنوب. واليمين الغموس: هي الحنث. وحنث في يمينه: أي لم يف بها. وبلغ الحنث عبارة عن البلوغ، لأنه يؤاخذ الإنسان بالحنث عند بلوغه. وعبر عن التعبد بالتحنث، ومنه:"كان يتحنث بغار حراء" وأصله أن يتباعد من الإثم والذنب، نحو تحرج: أي جانب الحرج، فقيل: الحنث العظيم: اليمين الفاجرة.
وقوله: "من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث" أي لم يصلوا إلى حد يؤاخذون فيه بالحنث، وقد تقدم. وقال بعض أهل اللغة: الحنث في الأصل: العدل الثقيل، فعبر به عن الحنث تصويرًا لثقل الذنب.
ح ن ج:
قال تعالى: {وبلغت القلوب الحناجر} [الأحزاب: 10] جمع حنجرة، وهي رأس الغلصمة من خارجٍ. وذلك كناية عن شدة الخوف؛ فإن الخائف إذا تزايد خوفه تصاعدت أمعاؤه وقلبه إلى أن تكاد تبلغ حلقومه. ويقال: انتفخ منخره أيضًا بهذا المعنى.
ح ن ذ:
قوله تعالى: {بعجلٍ حنيذ} [هود: 69] أي محنوذٍ، بمعنى مشوي بالرضف، وهي الحجارة المحماة يشوى عليها اللحم. وقيل: هو الشيء بين حجرين وذلك لتسيل عنه اللزوجة. وهو من حنذت الفرس أحنذه، إذا استحضرته شوطًا أو شوطين ثم ظاهرت عليه الجلال ليعرق. وحنذته الشمس، ولما كان متصورًا منه قلة الماء قيل: إذا سقيت الخمر فأحنذ، أي قلل فيها الماء. والحنيذ بمعنى محنوذٍ كجريجٍ، وفي الحديث:"أتي بضب محنوذٍ".
ح ن ف:
قوله تعالى: {حنيفًا} [البقرة: 135] قال ابن عرفة: قد قيل: إن الحنف الاستقامة، وإنما قيل لمتمايل الرجل: أخف تفاؤلًا بالاستقامة. قال الأزهري: معنى الحنيفة في الإسلام: الميل إليه والثبات على عقيدةٍ.
والحنف: إقبال إحدى القدمين على الأخرى؛ فالحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام، الثابت عليه. وقال أبو عبيدٍ: الحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم.
وقال الراغب: الحنف: الميل عن الضلال إلى الاستقامة، وعن الاستقامة إلى الضلال. والحنيف: المائل إلى ذلك. قال تعالى: {أمة قانتًا لله حنيفًا} [النحل: 120]، وجمعه حنفاء. وتحنف فلان: تحرى طريقة الاستقامة. وكل من اختتن أو حج سمته العرب حنيفًا تنبيهًا أنه على ملة إبراهيم. فالحنف عنده مجرد الميل، إلا أنه غلب في الميل إلى الإسلام وإلى طريق الخير، وإلا فسد ما قاله.
ح ن ك:
قوله تعالى: {لأحتنكن ذريته} [الإسراء: 62] عبارة عن تمكنه منهم بالوسوسة تمكن قائد الدابة الواضع اللجام في حنكها لتطيعه حيث يقودها. يقال: حنكت الدابة باللجام والرسن، نحو لألجمنه، ولأرسننه، أي لأضعن في حنكه اللجام والرسن. وقيل: هو من قولهم: احتنك الجراد الأرض: إذا استولى عليها بحنكه فاستأصلها أكلًا. فالمعنى: لأستولين عليهم استيلاء الجراد على الأرض.
وحنكه الدهر: ابتلاه ببلايا جرب فيها غيره، كأنه أخذه بحنكه، كله بمعنى: هو ذو تجارب، ومجازه ما تقدم.
وقال الأزهري: احتنك البعير الصليانة أي اقتلعها من أصلها. وحنكت الصبي وحنكته مخففًا ومثقلًا إذا مضغت نمرًا ونحوه ودلكت به حنكه. ويقال: هو أسود من
حنك الغراب، وهو منقاره، وحلك أيضًا، وهو ريشه.
ح ن ن:
قوله تعالى: {وحنانًا من لدنا} [مريم: 13] أي تحننا ورحمة، وفي حديث ورقة:"أنه كان يمر ببلالٍ وهو يعذب فيقول: لئن قتلتموه لأتخذنه حنانًا" أي لأترحمن عليه، وقيل: لأتمسح نه لبركته. والحنان: البركة والرزق. وحنانيك أي تحننًا بعد تحننٍ، نحو: لبيك وسعديك، لا يرد بهذه شفع الواحد.
والحنان: بالتشديد، من صفات الباري تعالى، بمعنى الرحيم. وحننت إليه: أي ملت ميلًا شديدًا، قال:[من الطويل].
395 -
حننت إلى ريا ونفسك باعدت
…
مزارك من ريا وشعباكما معًا
وأصل الحنين النزاع المتضمن للإشفاق. ومنه حنين الناقة والمرأة لولدها. وقد يكون مع ذلك صوت، ولذلك يعبر بالحنين عن الصوت الدال على النزاع والشفقة، أو متصورًا بصورته. قال الراغب: وعلى ذلك: حنين الجذع. قلت: حنين الجذع الذي كان يخطب عليه الصلاة والسلام حنينه حقيقة حتى كان للمسجد ضجة.
وقوس حنانة. وقيل: ما له حانة ولا آنة أي لا ناقة ولا شاة سمينة؛ وصفتا بذلك اعتبارًا لصوتيهما. قيل: ولما كان الحنين متضمنًا للإشفاق، والإشفاق لا ينفك عن الرحمة، عبر به عن الرحمة، كقوله:{وحنانًا من لدنا} .
وحنين: مكان معروف.