الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهو خاذل وخذول، والجمع خذل. قال الشاعر:[من الطويل]
431 -
وما خذل قومي فأخضع للعدى
…
ولكن إذا أدعوهم فهم هم
فصل الخاء والراء
خ ر ب:
قوله تعالى: {يخربون بيوتهم} [الحشر: 2]. التخريب: نقض البناء وهدمه. يقال: خربه وأخربه. وقرئ "يخربون" و"يخربون". فتخريبهم بأيديهم لئلا يتنفع بها من بعدهم. وقيل: بل بإجلائهم عنها لما تسببوا في ذلك.
وخرب المكان يخرب خرابًا فهو خرب. والخارب: سارق الإبل. والخربة: أيضًا سرقة الإبل. قال الشاعر: [من الرجز]
432 -
والخارب اللص يحب الخاربا
وقيل: الخربة: التهمة. وفي الحديث: "ولا فأرًا بخربةٍ". والخرب: ذكر الحباري. قال: [من الرجز]
433 -
أبصر خربان فضاء فانكدر
والخربان جمع خرب. وقال الآخر: [من البسيط]
434 -
ولي ليطليه بالأسفر الخرب
والخربة: عروة المزادة وهي أذنها، وأصلها كل نقبة مستديرةٍ، والجمع خرب.
ومنه: تقليد الهدايا بخرب العرب، ونحوها. وقيل: الخربة: شق واسع في الآذان تصورًا أنه خرب أذنه. ومنه: رجل أخرب، وامراة خرباء. ثم شبه به الخربة في أذن المزادة.
خ ر ج:
قوله تعالى: {ذلك يوم الخروج} [ق: 42] يريد يوم القيامة، وسمي بذلك لخروج العالم فيه لقوله:{يخرجون من الأجداث} [القمر: 7]. قال أبو عبيدة: هو من أسماء يوم القيامة، وأنشد للعجاج:[من الرجز]
435 -
أليس يوم سمي الخروجا
…
أعظم يوم دجة دجوجًا
وأصل الخروج: البروز من المقر سواء أكان دارًا أم بلدًا أم ثوبًا، وسواء كان بنفسه أو بأسبابه الخارجة عنه. وأكثر ما يكون الإخراج في الأعيان، ويقال في التكوين الذي هو من فعل الباري تعالى نحو:{فأخرجنا به أزواجًا من نبات شتى} [طه: 53].
والتخريج: أكثر ما يقال في العلوم والصناعات. وقيل: لما يؤخذ من كراء الأرض والحيوان خرج وخراج. قال تعالى: {أم تسألهم خرجًا فخراج ربك خير} [المؤمنون: 72].
وقوله: {فهل نجعل لك خراجًا} [الكهف: 94] وقرئ "خرجًا" مكان "خراج". فزعم قوم أنهما بمعنى، وآخرون فرقوا، فقيل: الخراج: ما كان من كراء الأرض ونحوها. والخرج: ما كان مضروبًا على العبد. يقال: العبد يؤدي خرجه، والعامة تؤدي للأمرين الخراج، وقيل: الخرج أعم من الخراج، والخرج بإزاء الدخل. وقيل: إنما قال: {فخراج ربك} [المؤمنون: 72] فأضاف الخراج إلى نفسه المقدسة تنبيهًا أنه هو
الذي ألزمه وأوجبه. وقال الأزهري: الخراج يقع على الضريبة ومال القئ ومال الجزية والغلة وما نقص من الفرائض والأموال.
والخرج: المصدر، والخرج أيضًا من الحساب، وجمعه خروج. وفي الحديث:"الخراج بالضمان" أي أن المشتري إذا اشترى عبدًا مثلًا واستعمله ثم وجد به عيبًا فله رده، وغلته تامة له، لأنه لو هلك هلك في ضمانه، فغلته مقابلة بضمانه وهي الخراج. قال معناه أبو عبيدة، وقال الراغب: أي ما يخرج من مال البائع بإزاء ما سقط عنه من الضمان، والأول أحسن.
والخارجي: ما خرج بذاته عن أحوال أقرانه. ويقال ذلك على سبيل المدح إذا خرج إلى منزله من هو أعلى، ولهذا يقال: فلان ليس بإنسان على طريق المدح كقوله: [من الطويل]
436 -
فلست بإنسي ولكن لملاك
…
تنزل من جو السماء يصوب
وتارة على سبيل الذم كقوله: {إن هم إلا كالأنعام} [الفرقان: 44]. والخرج لونان من بياض وسوادٍ ومنه: ظليم أخرج، ونعامة خرجاء، وأرض مخترجة، أي قطعة منها نابتة وأخرى غير نابتةٍ؛ فهي ذات لونين. والخوارج: غلب على من خرج عن طاعة الإمام.
خ ر د ل:
قوله تعالى: {من خردل} [الأنبياء: 47]. الخردل معروف واحدته خردلة، ويضرب بها المثل في القلة والتلاشي. قال تعالى:{وإن كان مثقال حبة من خردلٍ أتينا بها} [لقمان: 15]. وهذا من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى. وتنبيه على عدله تبارك وتعالى، وما أحسن ما جاء بذكر المثقال من حبة الخردل بعد ذكر الموازين. وفي الحديث:"ومنهم الخردل" قيل: هو المرمي المصروع. وقيل: المقطع بكلاليب
الصراط، من قولهم: لحم مخردل أي مقطع. قال كعب: [من البسيط]
437 -
يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما
ويقال: خردلته وخرذلته بالمهمة والمعجمة، والخردلة القطعة منه. فأما الخردل الحب فبالمهملة ليس إلا.
خ ر ر:
قوله: {فكأنما خر من السماء} [الحج: 31]. الخرور: السقوط من علو مكان يكون معه صوت غالبًا. والخرير للماء والهواء. قوله تعالى: {يخرون للأذقان} [الإسراء: 107]، {خروا سجدًا وبكيًا} [مريم: 58]، {خروا سجدًا وسبحوا} [السجدة: 15]. إتيانه تعالى بذكر البكاء والتسبيح تنبيه على أن ذلك الصوت المصاحب للخرور إما بكاء من خشيته وإما تسبيح لربوبيته. وقوله: {وخر موسى صعقًا} [الأعراف: 143]، {وخر راكعًا} [ص: 24] تنبيهًا على أنهما عليهما السلام كانا في حالة تقرب من الموت لهيبة الربوبية، فإن الخرير غلب في الهلكة. قال:[من الطويل]
438 -
فخر صريعًا لليدين وللفم
وقد وقع الفرق في المادة فقيل: خر الحجر يخر بضم الخاء خرورًا، وخر الماء أو الميت يخر بكسر الخاء خريرًا.
خ ر ص:
قوله: {يخرصون} [الأنعام: 116] أي يكذبون. {قتل الخراصون} [الذاريات: 10]، أي الكذابون. وأصله الحرز. ومنه "خرص النخل" وهو أن تحزر أن على رؤوس النخل كذا وسقًا من الرطب، وأنه يجئ منه كذا وسقًا من التمر. وكان عبد
الله بن رواحة خارص رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يختص بالنخل والكرم- فأطلق على الكذب لأنه من غير تحقيق ولا غلبة ظن، إلا أن الكذب قبيح، وهذا ليس بقبيح.
يقال: خرص وتخرص واخترص أي افترى الكذب. وفي الحديث: "لما حثهن على الصدقة جعلت إحداهن تلقي الخاتم والخرص" وهو الحلقة الصغيرة من الحلي وخرصت الدابة: جمعت بين شفريها بخرص أي حلقة.
خ ر ط:
قوله: {سنسمه على الخرطوم} [القلم: 16]؛ الأنف. وإنما خصه بالذكر لأنه أظهر شيء في الوجه، والوجه أظهر شيء في الإنسان، أي يجعل له علامة قبيحة يعرف بها. والخرطوم في الأصل أنف الفيل، فذكر هنا تقبيحًا لصاحبه. وقيل: بل أصله في السباع كلها. وقال الفرزدق: [من البسيط]
439 -
يا ظمي ويحك إني ذو محافظةٍ
…
أنمي إلى معشرٍ شم الخراطيم
أي مرتفعي الآناف، يشير إلى عزمهم. والعرب تقول: بأنفه شمم أي تكبر، ولا يفعل ذلك إلا من له عز ومنعة. فلما كان هذا العضو يستعمل في معنى التعزز والتعظم كما وصفنا، جعل الله سمة ذل هذا الشخص على محل العز من غيره. والسمة: العلامة، والمعنى: مستلزمة عارًا لا ينمحي عنه أبدًا، نحو: جدعت أنفه؛ فإنه أشهر له، إذ لا يمكن إخفاؤه عادة.
خ ر ق:
قوله تعالى: {وخرقوا له بنين وبنات بغير علم} [الأنعام: 100] أي اخترقوا في ذلك وكذبوا. وأصل الخرق قطع الشيء على سبيل الفساد من غير تدبر ولا تفكرٍ، وهو عكس الخلق. ويعبر بذلك عن الحمق وقلة الحلم وعدم القناعة. يقال: رجل أخرق،
وامرأة خرقاء وهي ضد صناع. قال ذو الرمة: [من الوافر]
440 -
تمام الحج أن تقف المطايا
…
على الخرقاء واضعة اللثام
وذلك أنه لما رأى مية أراد أن يتعلل بشيء ليكلمها فخرق دلوه ثم جاءها فقال: املئي لي دلوي. فقالت: أنا خرقاء لا صناع. فولى وعلى كتفه دلوه وقطعة حبلٍ. فقالت: يا ذا الرمة. والرمة: قطعة الحبل، فسمي بذلك، وأنشد قصيدته التي فيها هذا البيت. وبها شبهت الريح فقيل: ريح خرقاء.
والخرق: الحمق. وفي الحديث: "ما كان الخرق في شيء إلا شأنه وما كان الرفق في شيء إلا زانه". واستعير منه المخرقة، وهو إظهار الخرق توصلًا إلى حيلة. والمخراق: شيء يلعب به كأنه يخرج لإظهار الشيء بخلافه. ومنه خرق الغزال يخرق: إذا لم يحسن العدو.
وباعتبار القطع قيل: خرقت الثوب وخرقته. وخرقت المفازة، وهي خرقاء، وخرق وخريق وذلك مختص بالفلوات الواسعة؛ إما لإختراق الريح فيها، وإما لتخرقها في سعتها. وخص الخرق بمن يتخرق في السخاء.
والخرق: ثقب الأذن. ومنه صبي أخرق وامرأة خرقاء أي مثقوبي الأذن. ومنه الحديث: "نهي أن يضحي بالشرقاء والخرقاء"؛ فالخرقاء: ما في أذنها ثقب مستدير.
قوله: {إنك لن تخرق الأرض} [الإسراء: 37] أي لن تثقبها بشدة وطئك. وقيل: لن تقطعها عرضًا وطولاً. وقوله: {في السفينة خرقها} [الكهف: 71] فالمراد نقبها. ويقال: خرق وخرق وتخرق واخترق، وخلق واختلق، وبشك وابتشك، وخرص وتخرص، كلها بمعنى افترى وكذب. وفي حديث فاطمة: "حين زوجها، فلما أصبحت