الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل الجيم والحاء
ج ح د:
الجحد والجحود هو الإنكار، ومنه: جحده حقه، وذلك في معرفة حقيقية ما يدعي عليه به. وقوله:{وجحدوا بها} [النمل: 14] ضمن معنى كفروا بها جاحدين. وقيل: الجحود: إثبات ما في القلب نفيه، أو نفي ما في القلب إثباته، وتجحد: تخصص بفعل ذلك. ورجل جحد: [شحيح] قليل الخير يظهر الفقر. وأرض جحدة: قليلة النبات. وأجحد: صار ذا جحودٍ. وجحدًا له ونكدًا مثل: سحقًا له وبعدًا، في الدعاء عليه.
ج ح م:
الجحيم: شدة توقد النار وإضرامها. وجحمت النار: أضرمتمها وزدت في توقدها ومنه: الجحيم أعاذنا الله منها، والجحمة: شدة لهبها؛ يقال: جحيم وجاحم.
وجحمتا الأسد عيناه لشدة توقدهما وجحم وجهه: توقد من شدة الغضب على الاستعارة، وذلك لثوران حرارة القلب. ويقال: أحجمه -بتقديم الحاء على الجيم- أي تأخر. وأجحم -بتقديم الجيم- أي تقدم.
فصل الجيم والدال
ج د ث:
قوله تعالى: {فإذا هم من الأجداث إلى ربهم يتسلون} [يس: 51] الأجداث: جمع جدثٍ وهو القبر. وتبدل ثاؤه فاء، فيقال: جدف وأجداف نحو: ثوم
وفوم، وثم وفم. قال الشاعر:[من البسيط]
267 -
حتى يقولوا وقد مروا على جدثي:
أرشدك الله من غازٍ وقد رشدا
ج د د:
قوله تعالى: {وأنه تعالى جد ربنا} [الجن: 3] اتخذ العظمة. وفي الحديث: "كان الرجل إذا قرأ سورة البقرة وآل عمران جد فينا" أي عظم، وقيل: فيضه الإلهي وقيل: ملكه وسلطانه.
دان جدهم أي ملكهم وسلطانهم وإضافته إليه على سبيل اختصاصه بملكه.
والجد: الحظ أيضًا والبخت، ومنه قوله عليه السلام:"ولا ينفع ذا الجد منك الجد" معناه لا ينفع صاحب البخث والغنى منك حظه ولا غناه إنما ينفعه منك طاعته لك وعبادته إياك. وقيل: لا يتوصل إلى ثواب الله في الآخرة بالحظوظ إنما يتوصل إليه بالطاعة الجد فيها. وهذا هو الذي أنبأ عنه قوله تعالى: {من كان يريد العاجلة} [الإسراء: 18]، {ومنكم من يريد الآخرة} [آل عمران: 152] الآيتين. ومثله في المعنى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون} [الشعراء: 88].
وقيل: المراد بالجد الجد الذي هو أبو الأب أو أبو الأم، والمعنى لا ينفع أحدًا
نسبه كقوله: {فلا أنساب بينهم} [المؤمنون: 101] وكما نفي نفع المال والبنين في الآخرة بالآية الكريمة نفي نفع الأبوة في الحديث، أي لا ينفع أحدًا نسبه ولا أبوته.
وقوله تعالى: {ومن الجبال جدد بيض} [فاطر: 27] جمع جدة وهي كل طريقٍ في الجبل يخالف لونها لون ما يجاورها، والمعنى طريقة ظاهرة من قولهم: طريق مجدود، أي مقطوع بالسلوك، ومنه جادة الطريق. والجدود والجداء من الضان: ما انقطع لبنها وجد ثدي أمه أي قطع؛ دعاء عليه بالهلكة. والجد: قطع الأرض المستوية.
جد يجد جدًا. وجد في أمره جدًا: توانى، وأجد: صار ذا جد، وتصور من الجدد مجرد القطع فقيل: جددت الثوب: قطعته على وجه الإصلاح، ومنه ثوب جديد، ويقابل به الخلق لتقدم لبسه، ثم جعل الجديد لكل ما أحدث إنشاؤه؛ وعليه:{بل هم في لبسٍ من خلقٍ جديدٍ} [ق: 15] إشارة إلى النشأة الثانية. ومنه قيل للملوين الأجدان والجديدان لحدوث كل منهما عقيب الآخر. وفي الحديث: "وفيكم الجديدان" قيل: هما الليل والنهار.
والجدة أيضًا: ساحل البحر، ومنه جدة: المكان المشهور. وكذا الجد والجد أيضًا: العظيمة. وفي بعض القراءات: {وأنه تعالى جد ربنا} [الجن: 3] بضم الجيم. والجد جد: الصرار في الصيف ليلاً يشبه الجراد.
ج د ر:
الجدار: الحائط، إلا أن الحائط يقال باعتبار إحاطته، والجدار باعتبار نتوئه وظهوره ويجمع على جدرٍ، وقرئ بالوجهين قوله تعالى:{أو من وراء -جدارٍ و- جدرٍ} [الحشر: 14] لرسمها دون ألفٍ. ولمعنى النتوء والظهور قيل: جدر الشجر إذا أخرج ورقة كالحمص. والجدر: البنيان، لذلك واحده جدرة. وأجدرت الأرض: أخرجت ذلك. والجدر: أصل الشجر والزرع. وفي الحديث: "حتى يبلغ الماء الجدر".
وجدر الصبي وجدر: خرج جدريه، تشبيهًا بجدر الشجر وهو الجدري. والجدرة سلعة تخرج في الجسد، جمعها أجدار. وشاة جدراء، وقوله:{وأجدر ألا يعلموا} [التوبة: 97] أجدر بمعنى أحق. يقال: هو جدير بكذا وحقيق به وقمن به وخليق به وأحق أي أولى وأحرى، وهو فعيل من ذلك لأن الجدير في الأصل هو المنتهى لانتهاء الأمر إليه انتهاء الشيء إلى الجدار. يقال: ما أجدره! وأجدر به! وهو أجدر من فلانٍ بهذا الأمر. وقد جدر فهو جدير. وقد جدرت الجدار: رفعته. والجيدر: القصير، اشتقاقًا من لفظ الجدار؛ زادوا فيه حرفًا مبالغةً وكل شيءٍ على سبيل التهكم والعكس كقولهم للأحدب: أبو القوام، وللعيي: خطيب. قال الشاعر: [من الرجز].
268 -
وبالطويل العمر عمرا جيدرا
أي وبدلت بالعمر الطويل عمرًا قصيرًا.
ج د ل:
المجادلة: المخاصمة والمقاوحة على سبيل المغالبة، وهي مذمومة في الأشياء الظاهرة غير المحتملة للجدال كقوله تعالى:{ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} {وجادلوا بالباطل} [غافر: 4 - 5] تنبيهًا أن الجدال قد يكون بحق وهو محمود ليظهر الحق كقوله: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} [العنكبوت: 46]{وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل: 125] قيل: منسوخة بآية السيف، والظاهر أنها محكمة والمعنى في ذلك لا ينافي قتالهم.
ومن محاسن كلام بعضهم: جدالهم لا ينافي جلادهم. وأصل الجدل قيل: من جدلت الحبل أي فتلته فتلاً محكمًا وهو الجديل، فكأن كلاً من المتجادلين يفتل صاحبه عن قوله إلى قوله. ثم استعمل في الإحكام المجرد، فقيل: جدلت البناء: أحكمته، ودرع مجدولة: محكمة النسج. والأجدل: الصقر لحسن تعليمه الصيد. والمجدل: القصر لإحكام بنائه. وقيل: أصله من القوة فكأن كلا من المتجادلين يقوي قوله ويضعف قول صاحبه؛ ومنه: الأجدل لقوته في الاصطياد به. وقيل: أصله من المصارعة والإلقاء على الجدالة، وهي الأرض. فكأن كلا منهما يريد أن يصرع صاحبه ويجعله بمنزلة من يلقيه بالجدالة. قال الشاعر:[من الرجز].
269 -
قد أركب الآلة بعد الآلة
…
وأترك العاجز بالجداله
وقوله: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} [الكهف: 54] أي مخاصمة كقوله: {فإذا هو خصيم مبين} [النحل: 4]. ورجل مجدول أي شديد الخلق. وفي الحديث: "أنا نبي في أم الكتاب وإن آدم لمنجدل في طينته"، قال الهروي: أي