الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل الحاء والقاف
ح ق ب:
قوله تعالى: {لابثين فيها أحقابًا} [النبأ:23] جمع حقبٍ، وحقب جمع حقبة، والحقبة ثمانون سنةً؛ فالأحقاب جمع الجمع. قال الراغب: والصحيحٍ أن الحقبة مدة من الزمان مبهمة. وقال الأزهري: الأحقاب جمع حقبٍ وهو ثمانون سنةً. وهذا صحيح نحو فعلٍ وأفعالٍ. وقوله: {أو أمضي حقبًا} [الكهف:60] أي زمانًا طويلًا، قاله ابن عرفة. وفي الحديث:«لا رأي لحاقبٍ ولا حاقنٍ» ؛ الحاقب: الذي يحتاج إلى الخلاء فلم يتبرز، مأخوذ من حقب البعير، حقبًا، إذا دنا الحقب من ثيلة حيفة البول.
والحقب: حبل يشد على حقو البعير. والإحقاب: شد الحقيبة من خلف الراكب. واستحقبته وأحقبته بمعنى. وحمار أحقب: أي الدقيق الحقوين، وقيل: الأبيض الحقوين، والأنثى حقباء، وذلك في الحمر الوحشية.
ح ق ف:
قوله: {إذ أنذر قومه بالأحقاف} [الأحقاف:21] هي جمع حقفٍ، وهو الكثيب من الرمل المائل؛ قال امرؤ القيس:[من الطويل]
381 -
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى
…
بنا بطن حبثٍ ذي حقافٍ عقنقل
وقال الأزهري: الحقف: الرمل المستطيل. وقال الهروي: ما عظم واستدار. وكانت ديار عادٍ بالشحر في كثبان رمل. واحقوقف: أي انحنى ومال. واحقوقف الهلال. وفي الحديث: «أنه مر بظبيٍ حاقفٍ» . قيل: معناه أنه نائم في حقفٍ، وقال ابن الأنباري:
أي نائم قد انحنى في نومه. وأنشد للعجاج: [من الرجز]
382 -
طي الليالي زلفًا فرلفا
…
سماوة الهلال حتى احقوقفا
أي كما تطوي الليالي سماوة الليالي وهي تحصه. والزلف: الساعات من الليل، جمع زلفةٍ.
ح ق ق:
قوله: {ذلك بأن الله هو الحق} [لقمان:30]؛ الحق في الأصل: الثبوت، والشيء الثابت. يقال: حق الأمر يحق حقًا، فهو حق: أي ثبت واستقر. والحقيقة: فعيلة، من ذلك. وقيل: أصله المطابقة والموافقة، كمطابقة رجل الباب في حقه لدورانه فيه على استقامةٍ، ويقال على أوجهٍ:
أحدها: لموجد الشيء بحسب ما تقتضيه الحكمة، ومنه قيل في الباري تعالى: الله حق، نحو قولنا: الموت حق، والبعث حق، وفي معناه:{هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نورًا} إلى قوله {ما خلق الله ذلك إلا بالحق} [يونس:5]
[الثالث] وللاعتقاد في الشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه، كقولنا: اعتقاد فلانٍ في الموت والبعث والنار حق. قال تعالى: {فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه} [البقرة:122]. [الرابع] وللفعل والقول الواقعين بحسب ما
يجب على قدر ما يجب في الوقت الذي يجب، [كقولنا: فعلك حق وقولك حق، قال تعالى {كذلك حقت كلمة ربك} [يونس:23].
وقوله تعالى: {ولو اتبع الحق أهواءهم} [المؤمنون:71]؛ يجوز أن يراد بالحق الباري تعالى، وأن يراد به الحكم الذي هو بحسب مقتضى الحكمة.
وأحققت الشيء، إما بمعنى أثبته، وإما بمعنى حكمت بكونه حقًا، ومنه قوله تعالى:{ليحق الحق} [الأنفال:8] فهذا يحتمل الأمرين، وإحقاقه تعالى على ضربين: أحدهما بإظهار الأدلة والآيات وفي معناه: {وأولئكم جعلنا لكم عليهم سلطانًا مبينًا} [النساء: 91]. والثاني بإكمال الشريعة وبثها، وفي معناه:{والله متم نوره ولو كره الكافرون} [الصف:8]
قوله: {الحاقة ما الحاقة} [الحاقة:1 - 2] فالحاقة: اسم فاعلٍ من حق يحق حقًا: أي ثبت، وعبر بها عن القيامة لثبوتها واستقرارها بالأدلة الواضحة، وقيل: لأنها يحق فيها الجزاء. وقال الفراء: لأن فيها حقائق الأمور. وقال غيره: لأنها تحق الكفار الذين حاقوا الأنبياء إنكارًا؛ يقال: حاققته فحققته: أي خاصمته فخصمته. وقيل: لأنها تحق كل إنسان بعمله من خيرٍ أو شرٍ.
قوله: تعالى {حقيق على أن لا أقول} [الأعراف:105] قرئ علي بتشديد الياء بمعنى: واجب علي، وكذلك:{فحق عليها القول} [الإسراء:16] أي وجب. ومن قرأ «علي أن» فبمعنى أنا حقيق بالصدق، وفي ذلك كلام كثير أتقنته. والحق يجيء: الإلزام، كقوله:{من الذين استحق عليهم الأوليان} [المائدة:107] أي لزمهم حق من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة، وقال: وإذا اشترى رجل من رجلٍ دارًا، فادعاها آخر وأقام البينة استحقها على المشتري، قال: والاستحقاق والاستيجاب قريبان من السواء.
قوله: {وكانا حقًا علينا نصر المؤمنين} [الروم:47] أي واجب بطريق الوعد على
سبيل التفضل. وقد يراد بالحق أشياء فسر بها بحسب السياق كما نبهنا عليه أول هذا الموضوع، من ذلك {وتكتمون الحق} [آل عمران:71] قيل: هو مراد محمدٍ عليه الصلاة والسلام، وذلك ما عزوه من نعته. وقوله:{بل نقذف بالحق على الباطل} [الأنبياء:18] قيل: الحق القرآن، والباطل الكفر. وقوله:{ما ننزل الملائكة إلا بالحق} [الحجر:8]؛ بالأمر المقتضى. ويوضح ذلك: {ولو أنزلنا ملكًا لقضي الأمر} [الأنعام:8].
وقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق:19] وقال الهروي: الحق، الموت؛ فعلى هذا يصير تقديره: وجاءت سكرة الموت بالموت. قلت: وفي قراءة أبي بكرٍ: {وجاءت سكرة الحق بالموت} . وقال الشافعي في قوله عليه الصلاة والسلام: «ما حق امرئٍ مسلمٍ أن يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده» أي ما الأحزم. وفي الحديث: «جاء رجلان يحتقان» أي يختصمان. وفي حديث علي: «إذا بلغ النساءٍ نص الحقاق فالعصبة أولى» قيل: ما دامت الجارية صغيرة فأمها أولى بها، فإذا بلغت فالعصبة أولى بتحصينها وتزويجها. ونص الشيء: غايته، أي غاية البلوغ. والحقاق: المخاصمة؛ وهو أن يقول كل واحد من الخصمين: أنا أحق به منك. وروي «نص الحقائق» جمع حقيقة، والحقيقة فعلية، من الحق بمعنى فاعلٍ، والتاء فيها قياس، قال الليث: الحقيقة ما يصير إليه. حق الأمر وحققه. «هو حامي الحقيقة» إذا حمى ما يجب عليه أن يحميه، قال:[من الطويل]
383 -
أنا الفارس الحامي حقيقة والدي
…
وآلي فما تحمي حقيقة آلكا