الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل الثاء والخاء
ث خ ن:
الإثخان: تكثير الشيء وتطبيقه بعضه على بعضٍ. ومنه ثوبٌ ثخينٌ أي متركب الغزل، قوي النسيج. وقوله تعالى:{ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} [الأنفال: 67] أي يكثر قتل العدو والمحارب، فتقوى شوكة دينه. وثخن جيشه على الاستعارة من ثخانة الثوب والعسل ونحوهما. كما يقال: ثخن الشراب يثخن ثخانةً فهو ثخينٌ إذا لم يسل وعسر صبه. وكان رأي أبو بكرٍ مفاداة الأسرى ورأي عمر في قتلهم، وكل له مقصدٌ صحيحٌ. فنزل القرآن بموافقة عمر، ولذلك فسره بعضهم بمعنى: حتى يمكن فيهم. وقال الأزهري: يبالغ في قتل أعدائه، وهو بمعنى الأول.
والإثخان أيضًا: التشديد، ومنه أثخنه المرض أي اشتد عليه. وأثخنته الجراحة: تمكنت منه، ومنه {حتى إذا أثخنتموهم} [محمد: 4] أي بالغتم في قتلهم. وأنشد المفضل: [من الطويل]
239 -
وقد أثخنت فرعون في كفره كفرًا
أي بالغت وزادت.
فصل الثاء والراء
ث ر ب:
قوله تعالى: {لا تثريب عليكم اليوم} [يوسف: 92]: لا تقريع ولا تبكيت. يقال: ثربت على فلانٍ: عددت ذنوبه عليه. وفي الحديث: «فليجلدها ولا يثرب» أي لا يقرعها بعد الضرب.
قال الراغب: ولا يعرف من لفظه إلا قولهم الثرب، وهو شحمةٌ رقيقةٌ: قلت معنى التثريب مشتق من الثرب، وهو شحمٌ رقيقٌ على القلب، ومعنى ثربته أزلت شحم فؤاده من شدة التقريع. فالتفعيل فيه للسلب، نحو قردت البعير أي أزلت قراده.
ويجمع الثرب على ثروب، وثروبٌ على أثارب، ومنه الحديث:«نهى عن الصلاة إذا صارت الشمس كالأثارب» أي إذا خصت فتفرقت في مواضع، شبهت بسماحيق الشحم. وقوله:{يا أهل يثرب} [الأحزاب: 13]. قال الشاعر: [من الطويل]
240 -
وقد وعدتك موعدًا لو وفت به
…
مواعيد عرقوب أخاه بيثرب
فبالمثناة مفتوح الراء اسم مكان آخر غير المدينة. وبعضهم يرويه بيثرب بالمثلثة والكسر أيضًا.
ث ر ي:
قوله: {وما تحت الثرى} [طه: 6] وهو التراب الندي الذي تحت هذا التراب الظاهر. وقيل: ما تحت الأرض السابعة. وثريت: ألقيت، أثريه تثرية: بللته.
ويقال: ثرى المكان أي رشه، وفي الحديث:«أتى بسويق فأمر به فثرى» أي بل. وأثرى فلانٌ: كثر ماله حتى صار كالثرى، كقولهم: أثرت، وقد تقدم. والثراء بالمد: الغنى وكثرة المال. وفي حديث أم زرع: «وأراح علي نعمًا ثريًا» أي كثيرًا. وقال حاتمٌ: [من الطويل]
241 -
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى