الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والاستبضاع: نوع من نكاح أهل الجاهلية. وفي الحديث: "أن عبد الله أبا النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأةٍ فدعته أن يستبضع بها". ولما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها دخل عليها عمرو وقال: "هذا البضع لا يقرع أنفه"، قال الهروي: يريد هذا الكفء، وذلك أن الفحل الهجين إذا أراد أن يضرب كرام الإبل قرعوه على أنفه بعصًا أو نحوها ليرتد عن الإبل فلا يقربها. الباضعة من الشجة ما يبضع اللحم أي يشقه.
فصل الباء والطاء
ب ط أ:
البطء: التأخر في السير. يقال: بطؤ وأبطأ وتباطأ واستبطأ وبطأ وبينهما فروق؛ فبطؤ أي تخصص بذلك. وبطأ أي حمل غيره على البطء، أو بالغ في بطئه هو، وعليهما حمل قوله:} وإن منكم لمن ليبطئن {[النساء: 72]. وأبطأ: صار ذا بطءٍ، أو حمل غيره على البطء. فالهمزة الأولى للصيرورة كأنقل، وفي الثانية للتعدية كأخرج.
واستبطأ: طلب البطء، وتباطأ: تكلف ذلك، نحو تجاهل وتغافل. وفي الحديث:"من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه".
ب ط ر:
قال تعالى:} بطرت معيشتها {[القصص: 58].
أصل البطر: سوء احتمال الغنى. وقال الكسائي: أصله من قولهم: ذهب دمه بطرًا، وبطرًا أي باطلاً. وقال الأصمعي: البطر: الحيرة، ومعناه أن يتحير عند الحق فلا يراه حقًا.
الزجَّاج: البطر أن يطغى، أي يتكبر عند الحق فلا يقبله. وقال الهروي: البطر: الطغيان عند النعمة. وفي الحديث: "لا ينظر الله يوم القيامة لمن جر إزاره بطرًا". ومنه: "الكبر بطر الحق وغمص الناس". معنى بطر الحق أن يجعل ما جعله الله حقًا من توحيده وعبادته باطلاً.
وقال الراغب: "البطر: دهش يعتري الإنسان من سوء احتمال النعمة وعدم القيام بحقها وصرفها عن وجهها. قال: ويقارب البطر الطرب، وهو خفة أكثر ما يعتري الإنسان من الفرح، وقد يقال ذلك في الترح".
والبيطرة: فعل البيطار، وهو فيعال من ذلك. والبيطرة: معالجة الدواب بما يشفيها من الداء.
وقوله تعالى:} بطرت معيشتها {فيها أقوال للنحاة أحسنها أن نصبه على التنبيه بالظرف أي في معيشتها. وقيل: هو تمييز، والأصل بطر معاشها على المجاز، ثم حول ونقل، وهو قول كوفي، وتحقيقه في غير هذا الكتاب.
ب ط ش:
البطش: تناول الشيء بصولةٍ وقهرٍ. ويقال: هو سرعة الانتقام وعدم التؤدة في العفو. وقوله:} إن بطش ربك لشديد {[البروج: 12] تنبيه على أنه سريع العقاب، كما صرح به في غير موضعٍ، ولم يكف أن ذكره بلفظ البطش حتى وصفه بالشدة. وقوله:} ولقد أنذرهم بطشتنا {[القمر: 36] أي عقوبتنا السريعة.
وقوله:} وإذا بطشتم بطشتم جبارين {[الشعراء: 130] أي تسرعون في جميع أفعالكم إسراع الجبابرة. وفي الحديث: "فإذا أنا بموسى باطش بجانب العرش" معناه متعلق بقوةٍ.
ب ط ل:
الباطل: الشيء الزائل، وهو ما لا ثبات له عند التنقير عنه، لأنه نقيض الحق، والحق هو الثابت. ويقال ذلك بالاعتبار إلى المقال والفعال. يقال: بطل يبطل بطولاً وبطلانًا، وأبطلته إبطالاً، وبطلته تبطيلاً. والإبطال يقال تارة لمن يبطل شيئًا أي يفسده ويزيله، حقًا كان ذلك الشيء أو باطلاً. قال تعالى:} ويبطل الباطل {[الأنفال: 80] وتارًة لمن أتى بالباطل. يقول: أبطل زيد أي جاء بالباطل. قال تعالى:} وخسر هنالك المبطلون {[غافر: 78]، فهذا يجوز أن يراد بهم من جاؤوا بالباطل، وأن يراد بهم من أبطلوا الحق، ويقال فيمن يقول شيئًا لا حقيقة له. ومنه قوله تعالى:} ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون {[الروم: 58] كانوا في زعمهم كذلك. ويقال فيمن يشتغل عمًا ينفعه من أمر الدنيا والدين.
بطل يبطل بطالًة بكسر الباء فهو بطال، وقياسه باطل. والبطل: الرجل الشجاع المعرض نفسه للموت. فقيل: سمي بذلك لأنه مبطل لدمه، فهو فعل بمعنى مفعول كالقبض بمعنى مقبوض. وقيل: لأنه مبطل دمه قربًة، فهو فعل بمعنى فاعل. ويقال منه: بطل يبطل بطولًة، فهو بطل.
وبطل نسب إلى البطالة. وذهب دمه بطلاً أي هدرًا لم يؤخذ له بثأرٍ ولا ديةٍ. وهو القرع أيضًا.
وقوله:} لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه {[فصلت: 42] إشارة إلى انتفاء الباطل عنه من هاتين الجهتين الشاملتين لجميع جهاته. وقيل: الباطل هنا إبليس، وذلك أنه أصل كل باطلٍ. والمعنى لا يزيد فيه ولا ينقص منه. قال تعالى:} إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون {[الحجر: 9].
وقوله:} ويمح الله الباطل {[الشورى: 24] فسر بالشرك لأنه أعظم باطلٍ. وقوله في الحديث: "ولن تستطيعه البطلة" يعني بهم السحرة، وذلك لأنهم لا أبطل منهم لتخيلهم الأباطيل.
ب ط ن:
البطن: يقابل الظهر، ويعبر به عن داخل الشيء كما يعبر بالظاهر عن خارجه، ويعبر به عن الجهة السفلى، كما يعبر به عن العليا. واستعير في الأمور المعنوية نحو: هذا بطن الأمر، وبطن الوادي أيضًا، تشبيهًا ببطن الإنسان. ومنه:} وذروا ظاهر الإثم وباطنه {[الأنعام: 120] فظاهره ما يطلع عليه الخلق، وباطنه ما يختص بعلمه تعالى.
وقيل للعرب: بطن وفخذ اعتبارًا بأنهم كجسدٍ ينفصل فصولاً. وعليه قول الشاعر: [من السريع]
167 -
الناس جسم، وإمام الهدى
…
رأس وأنت العين في الرأس
فظهرانها لما يظهر منها ولما يخفي، ويجمع على بطنانٍ وأبطنٍ وبطون. والبطين والمبطان: العظيم البطن، الكثير الأكل. والبطنة: كثرة الأكل، ومنه:"البطنة تذهب الفطنة". وبطن أي أشر من كثرة الأكل. وبطن عظيم: بطنه. ومبطن: خميص البطن. ومنه: "فإذا رجل مبطن" يعني ضامر البطن. وبطن: أعيل بطنه فهو مبطون.
والبطانة: خلاف الظهارة في الملبوسات، واستعير ذلك فيمن يراسلك ويختص بسريرتك، ولذلك: لابست فلانًا ولبسته. ومنه:} هن لباس لكم وأنتم لباس لهن {[البقرة: 187] وعلى ذلك قوله تعالى:} لا تتخذوا بطانًة من دونكم {[آل عمران: 118] أي لا تخالطوا غيركم من المشركين مخالطًة يطلع بها على أحوالكم الباطنة.
وفي الحديث: "ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان، بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحثه عليه". وقوله تعالى:
{والظاهر والباطن} [الحديد: 3] قيل: يعلم بواطن الأمور كما يعلم ظواهرها، يعلم من السر ما يعلم من العلانية. ومنه:} سواء منكم من أسر القول ومن جهر به {[الرعد: 10].
يقال: فلان يبطن أمر فلان إذا علم سريرته، كما قال تعالى:} وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله {[الزخرف: 84] والحكماء: "مثل طالب معرفته مثل من طرق الآفاق في طلب ما هو معه". والباطن: إشارة إلى معرفته الحقيقية، وهي التي أشار إليها الصديق بقوله:"يا من غاية معرفته القصور عن معرفته".
وقيل: ظاهر بآياته باطن بذاته. وقيل: ظاهر بأنه محيط بالأشياء مدرك لها، باطن في أن يحاط به، كما قال تعالى:} لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار {[الأنعام: 103]. وقد روي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ما يدل على تفسير اللفظتين حيث قال: "تجلى لعباده من غير أن يروه، وأراهم نفسه من غير أن يتجلى لهم"، وهذا كلام عظيم القدر لا يصدر إلا عن مثل أبي بكرٍ وعلي رضي الله عنهما. ولذلك قال بعض العلماء حين حكي عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه: وهذا كلام يحتاج إلى فهمٍ ثاقبٍ وعقلٍ وافرٍ ولعمري لقد صدق. وقيل: الظاهر بالأدلة والباطن الذي لا يدرك بالحواس.
وقوله:} وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة {[لقمان: 20] أراد بالظاهرة النبوة والباطنة العقل، وقيل: أراد بالظاهرة النصرة على الأعداء بالبأس من سلاحٍ ورجالٍ، والباطنة النصرة بالملائكة. وقيل: أراد بالظاهرة المحسوسات وبالباطنة المعقولات، والآية شاملة لذلك ولغيره، كما قال تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [إبراهيم: 34]،