الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهشيمه: ما تساقط من حظاره، والحظار: حائط الحظيرة. وفي حديث أكيدر: «ولا يحظر عليكم النبات» أي لا تمنعون من الزراعة حيث شئتم. والحظار والحظار- بفتح الحاء وكسرها. الأرض ذات الزراعة المحاط عليها. وجاء فلان بالحظ الرطب أي بالكذب المستشنع.
ح ظ ظ:
قال تعالى: {وما يلقاها إلا ذو حظ عظيمٍ} [فصلت: 35]، الحظ: البخت، وهو الجد أيضًا. والحظ: النصيب المقدر. ورجل محظوظ: أي صاحب حظ. وقد حظظت- بفتح العين وكسرها- فأنت محظوظ صرت ذا حظٍّ. ويجمع على حظوظٍ وأحاظٍ وأحظٍّ. وكأن أحاظي جمع الجمع؛ قال الشاعر: [من الطويل]
374 -
وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى
…
ولكن أحاظٍ قسمت وجدود
جمع بينهما لما اختلف لفظهما، كقوله:{صلوات من ربهم ورحمة} [البقرة: 157]ـ وقوله: [من الوافر]
375 -
وألفى قولها كذبًا ومينا
فصل الحاء والفاء
ح ف د:
قال تعالى: {بنين وحفدة} [النحل: 72]؛ الحفدة جمع حافدٍ نحو بارٍ وبررة، والحافد: الخادم المسرع في الخدمة، وسواء كانوا أقارب أم أجانب، من أسرع في
خدمتك فقد حفدك، يحفدك، فهو حافدك. وقال المفسرون: هم الأسباط؛ يعنون أولاد الأولاد، وقال الآخرون: هم الأختان والأصهار، وكأنهم رأوا أن خدمة هؤلاء أصدق من خدمة غيرهم، فلذلك خصوهم بالمثال.
قال الأصمعي: أصل الحفد مداركة الخطو، وقال غيره: أصله من سرعة الحركة. وفي الحديث: «وإليك نسعى ونحفد» أي نسرع في طاعتك كما تسرع الخدمة في خدمة مخدومهم. ورجل محفود: مخدوم، وفي صفته صلى الله عليه وسلم:«محفود محشود» أي مخدوم في أصحابه معظم عندهم صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم
وقال ابن عرفة: هم الأعوان. وقال مجاهد: هم الخدم من حفد يحفد: إذا أسرع؛ وأنشد لكثير عزة: [من الكامل]
376 -
حفد الولائد بينهن وأسلمت
…
بأكفهن أزمة الأجمال
ويقال: حفدت وأحفدت، وحافد وحفد نحو خادم وخدم، وأنشد:[من الطويل]:
377 -
فلو أن نفسي طاوعتني لأصبحت
…
لها حفد مم يعد كثير
وقال عمر وذكر له عثمان رضي الله عنهما في الخلافة فقال: «أخشى عليه حفده» أي عقوقه في مرضات أقاربه.
ح ف ر:
قوله تعالى: {أئنا لمردودون في الحافرة} [النازعات: 10] هذا مثل لمن يرده من حيث جاء؛ يقال: رجع فلان في حافرته، وإلى حافرته: أي في الطريق التي جاء فيها، ثم عبر به عن الرجوع إلى الحالة الأولى؛ فقوله:{في الحافرة} أي أنحيا بعد أن نموت؟ إنكارًا منهم للبعث قال الشاعر: [من الوافر]
378 -
أحافرة على صلعٍ وشيب
…
معاذ الله من سفهٍ وعار
أي: أأرجع إلى حالة الصبا بعد أن شبت؟ وقيل: الحافرة: الأرض التي جعلت قبورهم، ومعناه أإنا لمردودون ونحن في القبور؟ ففي الحافرة على هذا موضع الحال، وقد حققناه. وقيل: هو من معنى قولهم: رجع الشيخ إلى حافرته، أي رجع إلى الهرم والضعف، لقوله:{ومنكم من يرد إلى أرذل العمر} [النحل: 70]، وقال ابن الأعرابي: أي في الدنيا كما كنا. وقال مجاهد: أي خلقًا جديدًا. وقال الهروي: أي إلى أمرنا الأول وهو الحياة، وهو راجع إلى الأصل المذكور أولًا وفي الحديث:«إن هذا الأمر لا يترك على حالته حتى يرد إلى حافرته» أي إلى تأسيسه الأول.
وقوله: {وكنتم على شفا حفرةٍ} [آل عمران: 103] أي طرف مكانٍ محفورٍ. فحفرة كغرفةٍ؛ فعلة بمعنى مفعولة، وهي الحفيرة أيضًا، فعلية بمعنى مفعولة، فالتاء فيها شاذة كالنطيحة. والحفرة: التراب والمخرج منها كالنقض بمعنى منقوض. والمحفر والمحفار: ما يحفر به. وحافر الفرس لأنه يحفر الأرض بعدوه وقولهم: «النقد عند الحافرة» لما يباع نقدًا. وأصله من بيع الفرس، كان يقال: لا يزول حافره حتى ينقد
عنه. والحفر: تأكل الأسنان حفرها؛ حفر فوه يحفر حفرًا. وأحفر المهر للإثناء والإرباع أي: صار ثنيًا ورباع.
ح ف ظ:
قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9] أي نمنعه من التبديل والتغيير والنقص. وأصل الحفظ: المنع للشيءٍ بتفقده ورعايته، ومنه حفظ الدرس، وهو منع ما تدرسه أن يشذ عنك. والحفظ تارةً لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدي إليه التفهم وأخرى لضبط الشيء في النفس، ويضاده النسيان، وأخرى لاستعمال تلك القوة، فيقال: حفظت كذا حفظًا. ثم يستعمل في كل تفقدٍ وتعهدٍ ورعايةٍ.
قوله تعالى: {فما أرسلناك عليهم حفيظًا} [النساء: 80] أي حافظًا يحفظ أعمالهم، كقولهم:{وما أنت عليهم بوكيلٍ} [الأنعام: 107]، {لست عليهم بمصيطرٍ} [الغاشية: 22]، وقوله:{فالله خير حافظًا} [يوسف: 64] أي حفظه أبلغ من حفظ غيره لعلمه بما بطن وظهر إشارة إلى قوله تعالى: {ما من دابةٍ إلا هو آخذ بناصيتها} [هو: 56]. وقرى «حفظًا» نحو خير الحافظين، فحفيظًا: تمييز، وحافظًا: حال، وقيل غير ذلك كما حققناه في الكتب المشار إليها.
وقوله: {حافظات للغيب بما حفظ الله} [النساء: 34] أي يحفظن غيبة أزواجهن فلا يوطئن فرشهن غيرهم، وذلك بسبب حفظ الله إياهن. وقرئ «الله» نصبًا على معنى: بسبب رعايتهن حق الله لا لرياءٍ وتصنعٍ منهن.
قوله: {والحافظين فروجهم} [الأحزاب: 35] و {لفروجهم حافظون}
[المؤمنون: 5] كناية عن العفة، وأصله: منع أنفسهم من الوطء الحرام. قوله: {وعندنا كتاب حفيظ} [ق: 4] يجوز أن يكون بمعنى حافظٍ وهو الظاهر موافقةً لقوله: {لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها} [الكهف: 49] وأن يكون بمعنى محفوظٍ كما صرح به {في لوح محفوظٍ} [الأنعام: 92] فيه تنبيه على أنهم يحفظونها بمراعاة أوقاتها وأركانها وشرائطها والتحرر مما يجمل بها من جهاده، وبعد من حديث النفس، كما أنها هي تحفظهم. وأشار إليه بقوله:{إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت: 45] ولا حفظ أبلغ من حفظ من يحفظك من ارتكاب هذين الفعلين القبيحين.
والحفاظ والمحافظة كأن كلًا منهما يحفظ. والتحفظ: قلة الغفلة وتحقيقه تكلف الحفظ لضعف القوة الحافظة. ولما كانت تلك القوة من أسباب العقل توسعوا في تفسيره. والحفيظة: الغضب الحال على المحافظة، ثم قيل للغضب المجرد، فقالوا: أحفظه، أي أغضبه. وفي الحديث:«فبدرت مني كلمة أحفظته» ومثلها الحفظة أيضًا؛ يقال: حفيظة وحفظة. وأنشد للعجاج: [من الرجز]
379 -
جاري لا تستنكري عذيري
…
وحفظة أكنها ضميري
وقيل: الهمزة في أحفظ للسلب، والمعنى: أزال حفظ مودته
ح ف ف:
قوله تعالى: {وترى الملائكة حافين من حول العرش} [الزمر: 75] أي محدقين به من جميع جهاته، وفيه تنبيه على كثرة خلقه وعظم ملكوته، وذلك أن عرشه أعظم المخلوقات، ومع ذلك خلق ملائكة يحفون بهذا الحرم العظيم المتزايد في العظمة.
وأصل ذلك من حف القوم بالمكان: أي صاروا في حفته، والأحفة: الجوانب، الواحد حفاف. وحفاف الجبل: جانباه. وفي الحديث: «أظل الله مكان البيت بغمامةٍ فكانت حفاف البيت» فالمعنى: ترى الملائكة مطبقين بحفافية. قال الشاعر: [من الطويل]
380 -
له لحظات في حفافي سريره
وفي الحديث: «تحفة الملائكة بأجنحتها» .
وفلان في حففٍ من العيش: أي ضيقٍ، تصور أنه حصل في جانبٍ منه لا في وسطه، عكس قولهم: هو في واسطة العيش. ومنه قوله: «من حفنا أو رفنا فليقتصد» أي من يحفف علينا، كذا فسره الراغب، وفسره الهروي: من مدحنا فلا يغلون، قال: والحفة: الكرامة التامة. وحفيف الجناح والشجر: صوتهما؛ فهي حكاية صوته. والحف: آلة النساج؛ سميت بذلك لما يسمع من حفيفها عند حركتها.
قوله: {وحففناهما بنخلٍ} [الكهف:32] أي أطفناهما بنخلٍ فجعلناه مطفيًا بهما، وأحسن الجنان منظرًا ما كان كذلك. وفي الحديث:«حفوا الشوارب وأعفوا اللحى» هو من قولهم: حفت المرأة وجهها أي قشرته من الشعر. «وكان عمر أصلع له حفاف» أي شعر حول رأسه دون أعلاه. وفي الحديث «لم يشبع من طعامٍ إلا على حففٍ» أي ضيقٍ وفقر. وفي رواية أخرى «خففٍ» فالحفف أن يكون أكثر منه،
فالخفف أشد.
ح ف ي:
قوله تعالى: {كأنك حفي عنها} [الأعراف:187] من قولهم: فلان حفي بخبر فلان، أي معني بالسؤال عنه. وعن مجاهدٍ: كأنك استحفيت بالسؤال عنها حتى علمتها، أي أكثرت المسألة عنها. يقال: أخفى في سؤاله وألحف وألح، كله بمعنى. قال تعالى:{إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا} [محمد:37] أي يبالغ في مسألتكم. ولما اعتبر معنى المبالغة قيل: فلان حفي بفلانٍ، أي مبالغ في بره. قال تعالى:{إنه كان بي حفيًا} [مريم:47] أي مبالغًا في إيصال الخير إلي. وفي الحديث: «أن عجوزًا دخلت على عائشة فسألها، فأحفى» أي بالغ في برها. وعلى هذا فما حكي أن كيسان سأل ثعلبًا عن قوله: {إنه كان بي حفيًا} فقال: بارًا وصولًا فقال: قوله: {كأنك حفي عنها} فقال: معنى هذا غير معنى ذلك. والعرب تقول: فلان حفي بخبر فلانٍ، أي معني بالسؤال عنه يبعد صحته عنهما لظهور ذلك كما تقدم من أمر المبالغة، ذاك مبالغة في البر، وهذا مبالغة في السؤال.
وقيل: الإحفاء في السؤال: التبرح في الإلحاح في المطالبة، أي في البحث عن تعرف الحال. وعلى الوجه الأول يقال: حفيت السؤال، وأحفيت فلانًا في السؤال، ومنه {فيحفكم تبخلوا} . وأصل ذلك من أخفيت الدابة، أي جعلتها حافية، أي منسحجة الحافر، والبعير: جعلته منسحج الفرسن من المشي حتى يرق. وقد حفي حفًا وحفوة، ومنه: أحفيت الشارب: أخذته أخذًا متناهيًا. وأحفيت به وتحفيت: أي بالغت في إكرامه. والحفي أيضًا العالم بالشيء. والحافي أيضًا الحاكم، يقال: تحافينا، أي تحاكمنا.