الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجذوة -مثلثة في السبع- هي القطعة من الحطب بعد التهاب النار فيها، جمعها جذى نحو غرفةٍ وغرفٍ، وجذى نحو كسرةٍ وكسر، وجذًا نحو جفنة وجفان. قال الخليل: جذا يجذوا مثل: جثا يجثو إلا أن جذا أدل على اللزوق به. يقال: جذا القراد في جنب البعير إذا اشتد التزاقه به.
وأجذت الشجرة: صارت ذات جذوةٍ. ورجل جاذٍ، وامرأة جاذية وهما المجموع الباع تشبيهًا لديهما بالجذوة. في الحديث:"مثل المنافق مثل الأرزة المجذية" الأرزة: شجرة الصنوبر، والمجذية: الثابتة لما تقدم من الدلالة على اللزوق بالشيء يقال: جذت تجذو.
وأجذت تجذي وعليه المجذية فأجذى هنا -كجذا- لازم. وقد جاء متعديًا في حديث ابن عباسٍ: "أنه مر بقومٍ يجذون حجرًا" أي يسألونهم امتحانًا لقواهم. ويقال: أجذوذت تجذوذي بمعنى جذت، قاله الهروي، وفيه نظر لأن افعلى أبلغ من فعل نحو: جلا واجلولى.
فصل الجيم والراء
ج ر ح:
قوله تعالى: {والجروح ققصاص} [المائدة: 45] الجرح: تأثير الجسد بإدمائه ثم يستعار في تأثير الكلام، ومنه قل امرئ القيس:[من المتقارب].
272 -
وجرح اللسان كجرح اليد
وقوله تعالى: {وما علمتم من الجوارح} [المائدة: 4 ي يريد الكلاب والطيور المكلبة أي المعلمة. سميت جارحة لأنها تجرح ما تصيده أو لأنها تكسبه. والجرح: الكسب. ومنه قوله تعالى: {ويعلم ما جرحتم بالنهار} [الأنعام: 60] أي كسبتم. وفلان جارحة أهله أي كاسبهم. وجوارح الإنسان: ما يكتسب بها والاجتراح: اكتساب الإثم، وأصله من الجراحة. كما أن الاقتراف من القرف الذي للقرفة.
والجرح: مقابل التعديل، مستعار من الجلد كما قال:
273 -
وجرح اللسان كجرح اليد
وفي الحديث: "قد استجرحت هذه الأحاديث" أي كثرت وقل صحاحها.
ج ر د:
قوله تعالى: {والجراد} [الأعراف: 133].
الجراد: معروف، واحدته جرادة، وقد يسمى بها. وضرب بها المثل في القلة نحو:"ثمرة خير من جرادةٍ". ويجوز أن يكون الفعل الملفوظ به مشتقًا من لفظه نحو: الجراد جرد الأرض. وبالأرض المجردة شبه الفرس المنحسر الشعر، والثوب الخلق لذهاب زهوته؛ فيقال: فرس أجرد وثوب أجرد. "وجرد القطيفة" على إضافة الصفة لموصوفها من غير تأويل، أو بتأويل بحسب المذهبين المعروفين. وبه شبه أيضًا التجرد من الثياب فيقال: تجرد فلان من ثيابه. والمتجرد: الجسد لأنه يتجرد عن الثياب. وفي صفته عليه الصلاة والسلام: "كان أنور المتجرد" أي مشرق الجسد. وقال طرفة: [من الطويل].
274 -
رحيب قطاب الجيب منها، رقيقة
بجس الندامى بضة المتجرد
وفي الحديث: "جردوا القرآن" قيل: معناه جردوه من الأحاديث. قال أبو عبيد: أي التي يرويها أهل الكتاب لكونهم غير مأمونين. وعندي أنه لا يحتاج إلى هذا التأويل لأنهم أمروا بتجريد القرآن من الأحاديث، لئلا يختلط القرآن بغيره، فيشتبه على من لا علم عنده القرآن بغيره، ولذلك أوجبت الصحابة أن لا يخلط شيء من تفسيره به، بل يميز عنه بخطٍ آخر. ولذلك قيل: إن مصحف ابن مسعودٍ لما خلطه بغيره من التفسير رغبوا عنه. وقال إبراهيم: أي من النقط والتعجيم. قلت: ولذلك كتبه الصحابة مجردًا من النقط والإعجام زمن عثمان. والنقط والضبط محدث أحدث يحيى بن معمرٍ زمن عبد الملك.
والجريدة: السعفة، جمعها جريد، سميت بذلك لتجردها عن خوصها وقال الراغب: في معنى: "جردوا القرآن" أي: لا تلبسوه شيئًا آخر ينافيه. والمنجرد: الفرس الأجرد. ومنه قول امرئ القيس: [من الطويل].
275 -
وقد أغتدي والطير في وكناتها
بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل
وانجرد بنا السير: على التشبيه بسير الجراد.
ج ر ر:
قوله: {وأخذ برأس أخيه يجره إليه} [الأعراف: 150]. الجر: الجذب بعنفٍ. يقال: جررت الشيء أجره جرًا: إذا جذبته جذبًا شديدًا. والجريرة: الجناية؛ يقال: لا
تؤاخذنا بالجريرة أي بجرائمها. وفي حديث لقيطٍ: "ثم بايعه على أن لا يجر عليه إلا نفسه" أي لا يؤاخذ بجريرة غيره، كقوله تعالى:{ولا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام: 164]. وفي الحديث: "أن امرأة دخلت النار من جراء هرة" يروى بالمد والقصر، أي: من أجلها، كأنه بمعنى: هو الذي جر إليه ذلك. وفي الحديث أيضًا: "
…
" أي من أجلي. وفيه: "لا صدقة في الإبل الجارة" أي التي تجر بأزمتها، يريد العوامل؛ جعل فاعلاً بمعنى المفعول نحو: سر كاتم، وليل نائم، وماء دافق.
والجريرة: الزمام؛ ومنه سمي جرير الشاعر المشهور. والجر أيضًا: السحب. ومنه قول امرئ القيس: [من الطويل].
276 -
وقفت بها أمشي تجر وراءنا
…
على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل
والجرر: جمع جرةٍ. وفي الحديث: "الذي يأكل في إناءٍ من فضةٍ إنما يجرجر في جوفه نار جهنم" أي ينحدر فيه، وأصله من جريرة الماء في الحلق، وهو صوت وقعه في الحلق. وقال الزجاج: يجرجره أي يردده.
ج ر ز:
قال: {صعيدًا جرزًا} [الكهف: 8]. والجرز: الأرض التي لا نبات بها، وأصله من الجرز وهو القطع؛ يقال: جرزت الجراد الأرض أي أكلت نباتها. وجرزت الأرض أجرزها جزرًا: استأصله. ومنه: السيف الجراز، أي القاطع. وجرزت الأرض
فهي جروزة، والجروز: الذي يأكل ما قدم إليه؛ يستوي فيه الذكر والأنثى؛ يقال: رجل جروز، وامرأة جروز. قال الشاعر:[من الرجز].
277 -
إن العجوز حية جروزًا
…
تأكل كل أكلةٍ قفيزًا
ج ر ع:
الجرع: شرب الماء. وجرعه: شربه بتكلفٍ، وعليه {يتجرعه ولا يكاد يسيغه} [إبراهيم: 17] يقال: جرعت الماء أجرعه جرعًا. وتجرعته تجرعًا، وجرع يجرع. والجرعة: قدر ما يجرع، كالأكلة والغرفة قدر ما يغرف ويؤكل.
وفي المثل: "أفلت بجريمة الذقن" وأفلت يكون لازمًا كما تقدم ومتعديًا، ومنه: أفلتني بجريعة الذقن، ويروى: جريعة دورنا.
والجرعاء: أرض لا تنبت شيئًا كأنها تتجرع البذر. أرض جوعاء، ومكان أجرع. قال الشاعر:[من الطويل]
278 -
حمامة جرعا حومة الجندل اسجعي
فأنت بمراى من سعاد ومسمع
ونوق مجاريع أي لم يبق من لبنها إلا قدر الجوع.
ج ر ف:
قوله: {شفا جرفٍ} [التوبة: 109].
الجرف: المكان الذي يأكله الماء من سيلٍ وغيره، فيجرفه أي يذهب به. ومنه: اجترف الدهر ماله، وطاعون جارف من ذلك. وجرفت الشيء: قشرته، وكذلك جلفته.
وفي الحديث: "ليس لابن آدم إلا بيت يكنه وثوب يواريه وجرف الخبز" جمع جرفة، وهي الكسرة. ومنه جلف وجلفة. ورجل جراف: نكحة، كأنه يجرف في ذلك العمل.
ج ر م:
قوله تعالى: {لا جرم أن الله يعلم} [النحل: 23] ونحوه. قيل: "لا" نفي لكلامٍ قبلها، وجرم: فعل ماضٍ معناه كسب، وقيل: حق، وقيل: وجب، وقيل: حقًا. ويتلقى بما يتلقى به القسم. وقال الفراء: معناه تبرئةً بمعنى: لا بد، ثم استعملته العرب في معنى حقًا.
قلت: فإذا قيل: إن رد الكلام متقدم فيكون جرم فعلاً ماضيًا وأن وما في خبرها في موضع رفعٍ بالفاعلية له كأنه حق. وحيث علم الله سرهم وعلنهم، وإن فسرناه بمعنى كسب، كان أن وما في خبرها في موضع المفعول، والفاعل مضمر أي كسب الحق علم الله سرهم وعلنهم. وقد حققنا هذا بكلامٍ طويلٍ في "الدر المصون" وغيره.
وقوله تعالى: {ولا يجرمنكم شنآن قومٍ} [المائدة: 2] أي لا يكسبنكم بغض قومٍ على الاعتداء، وكذلك {لا يجرمنكم شقاقي} [هود: 89] أي لا يحملنكم خلافي وبغضي.
ويقال: جرم أجرم، ومن الثاني:{فعلي إجرامي} [هود: 35]. وفلان جريمة
أهله أي كاسبهم. واجترم بمعنى اكتسب. والجريمة: ما يكتسبه الإنسان. وفي الحديث: "لا والذي أخرج العذق من الجريمة والنار من الوثيمة" قيل: الجريمة: النواة والوثيمة: الحجارة المكسورة.
وأصل: الجرم: قطع الثمر عن الشجر، والثمر: جريم، والجرام: الرديء منه، أتي به على بناء النفاية. وأجرم: صار ذا جرمٍ، واستعير لكل اكتسابٍ، إلا أنه غلب في المكروه، ومصدره الجرم. وجرمت صوف الشاة: استعارة من جرم الثمر. والجرم في الأصل: اسم للشيء المجروم أي المقطوع، وجعل اسمًا للجسم المجروم، ثم أطلق على كل جسمٍ ويطلق الجرم على الصوت في قولهم فلان حسن الجرم. قيل: الجرم في الحقيقة إشارة إلى موضع الصوت لا إلى ذات الصوت، ولكن لما كان المقصود بوصفه بالحسن فسر به، كقولك: فلان طيب الحلق إشارة إلى الصوت لا إلى الحلق نفسه، قاله الراغب: وهو حسن. وقد حصل أن الجرم مثلث باختلاف معانٍ كما تقدم بيانه. قال: وجرم وجرم بمعنى، ولكن خص بهذا الموضع كما خص "عمرو" بالقسم وإن كان عمرو وعمر بمعنى. ومعناه: ليس بجرم لنا أن لهم النار تنبيهًا أنهم اكتسبوها بما ارتكبوه إشارة إلى نحو: {ومن أساء فعليها} [فصلت: 46] وقول الشاعر يصف عقابًا: [من الوافر].
279 -
جريمة ناهضٍ في رأس نيقٍ
فسمى ماتكتسبه جرمًا؛ إما لأنها تقتل ما تصيده وإما لأنها ترتكب جرائم، إشارة إلى قول من قال: ما كان ذو ولد وإن كان بهيمة إلا ويذنب لأجل أولاده.
ج ر ي:
الجري: المر السريع، وأصله في الماء أو ما يجري مجراه، ومنه قوله تعالى:{تجري من تحتها الأنهار} [البقرة: 25] فيه مجازان: أحدهما: من تحت أشجارها