الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
278 -
يا جفنة بإزاء الحوض قد كفؤوا
…
ومنطقًا مثل وشي اليمنة الحبره
"وانكسرت ناقة من إبل الصدقة زمن عمر فجفنها" أي جعلها طعامًا، فجعل المنجفين كناية عن ذلك لغلبة الأكل من الجفان.
ج ف و:
الجفو: الارتفاع والتباعد، ومنه قوله: جفاء الحبيب، وهو تباعده. يقال: جفاه يجفوه جفاءص وجفوةً فهو جافٍ. وفي الحديث: "ليس بالجافي ولا المهين" أي لا يجفو أصحابه ولا يهينهم. وفي الحديث: "كان يجافي ضبعيه عن جنبيه في السجود" أي يباعدهما.
فصل الجيم واللام
ج ل:
الجلالة: عظم القدر. والجلال -دون هاءٍ- التناهي في ذلك، وخص بوصف الله تعالى فقيل: ذو الجلال والإكرام، ولم يستعمل في غيره. وفي الحديث:"ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام" وقوله: {تبارك اسم ربك ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: 87]، وصف به الاسم تارة والرب أخرى، وبالاعتبارين قرئ "ذو" بالواو و"ذي" بالياء، ولم يقرأ في قوله:{ويبقى وجه ربك ذو الجلال} [الرحمن: 27] إلا بالواو كما بيناه في غير هذا الكتاب.
والجليل: العظيم القدر، ووصف الله تعالى بذلك إما لأنه خلق الأشياء الجليلة
المستدل بها على عظمه، وإما لأنه يجل أن يدرك بالحواس، وإما لأنه يجل عن أن يحاط به.
وموضوعه لغة: الجسم الغليط العظيم، ولذلك قوبل به الدقيق، وجعل الجليل عبارة عن البعير لعظمه، والدقيق عبارةً عن الشاة بالنسبة إليه في قولهم: ماله دقيق ولا جليل. وما أجلني ولا أدقني: أي ما أعطاني بعيرًا ولا شاة. وكما قوبل الجليل بالدقيق قوبل العظيم بالصغير، ثم أطلق الجليل والدقيقٍ على كل كبيرٍ وصغيرٍ.
والجلل: الشيء العظيم، وقد يستعمل في الحقير من باب العكس، ومنه: كل مصيبةٍ دونك جلل.
وجللت الشيء: أخذت جله أي معظمه. وتجللت البعير: تناولته. والجل: ما يعطى به معظم الشيء. ومنه جل الدابة.
والمجلة: ما يغطى به المصحف، ثم سمي المصحف نفسه مجلةً.
والجلالة: التي تأكل جل ما تلقاه من العذرة وغيرها؛ سميت بذلك لأنها تأكل جل ما تلقاه. وسحاب مجلل أي يجلل الأرض بالماء والنبات. والجلجلة: حكاية الصوت، وليس من هذا في شيء.
ج ل ب:
قوله تعالى: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} [الإسراء: 64 ي أي أجمع عليهم ما قدرت عليه من جندك ومكايدك. وأجلب عليه: توعده بالشر، وجمع عليه الجيش. وأصل الجلب: سوق الشيء. يقال: جلبت المتاع جلبًا. قال الشاعر: [من الطويل].
288 -
وقد يجلب الشيء البعيد الجوالب
وأجلب عليه: صاح عليه بقهرٍ. ومنه {وأجلب عليهم بخيلك} . والجلب: المنهي عنه في قوله: "ولا جلب ولا جنب".
قال أبو عبيدٍ: الجلب يكون في شيئين أحدهما: أن يجلب الرجل على فرسه في السباق أي يصيح عليه ليزجره، فيزيد جريه ويسبق غيره، فنهي عنه لما في ذلك من الخديعة. الثاني: أن يأتي المصدق إلى القوم فيجد مواشيهم على المياه والمرعى فيرسل في إثرها فتجيء ويجلبها أهلها ليعدها. فنهي عن ذلك، وأمر بأن يعدها في مياهها ومراعيها.
والجلبة: جلدة تعلو الجرح، وتلبس القتب. ويقال: جلب الجرح أي أجلبه وأجلبت القتب: ألبسته الجلد. قال النابغة الجعدي: [من الرجز].
289 -
عافاك ربي من قروحٍ جلب
…
بعد نتوض الجلد والتقوب
والجلبة: سحابة رقيقة، تشبيها بالجلبة.
وقوله تعالى: {يدنين عليهن من جلابيبهن} [الأحزاب: 59]؛ الجلابيب: جمع جلبابٍ وهو القميص والإزار والبرد أو الخمار ونحوها.
والجلبة: الصياح، والجلبان بضمتين مع تخفيف الباء وتشديدها هو شبه الجراب يجعل فيه السيف بقرابه. ربما جعل الرجل فيها سوطه أيضًا. ولجفائه وغلظه سميت المرأة الغليظة جلبابة.
وفي الحديث: "كان إذا اغتسل دعا بشيءٍ مثل الجلاب" قال الأزهري: هو فارسي معرب. وجعله الهروي تصحيفًا، وإنما هو الحلاب بالحاء المهملة، وهو المحلب
الذي يحلب فيه واستدل بأن في رواية أخرى: "دعا بإناءٍ مثل الحلاب" أي المحلب.
ج ل ت:
قوله تعالى: {وقتل داود جالوت} [البقرة: 251]. في جالوت قولان أظهرهما أنه أعجمي لا اشتقاق له، فلذلك منع من الصرف للعلمية والعجمة. وهو اسم ملكٍ جبارٍ، وقصته مشهورة مع داود عليه السلام. والثاني أنه مشتق من: جال ووزنه فعلوت كرهبوت، والأصل جولوت؛ فقلبت الواو ألفًا، وهذا ليس بشيءٍ ما بيناه في غير هذا الكتاب.
ج ل د:
الجلد: قشر بدن الحيوان وجمعه جلود. قال تعالى: {كلما نضجت جلودهم} [النساء: 56] هذه عبارة عن ظواهر الأبدان. وقد يكنى بها عن الأيدي والألسن والأرجل في قوله: {تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم} [النور: 24]. وقيل: هي كناية عن الفروج. وقوله: {فاجلدوهم} [النور: 4] يجوز أن يكون أصيبوا جلدهم بالضرب. يقال: جلدته أي أصبت جلده، نحو: ظهرته وبطنته: أصبت ظهره وبطنه. وقيل: اضربوهم بالجلد، نحو عصاه أي ضربه بالعصا. والجلادة: القوة. يقال: جلد يجلد فهو جلد وجليد، وأصله اكتساب الجلد قوة. وأرض جلدة وجلد: صلبة، تشبيهًا بذلك، ومنه قول النابغة:[من البسيط].
290 -
والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
وناقة جلدة كذلك. وجلدت البعير: أزلت جلده. والجلد: الجلد المنزوع عن البعير. والمجلود مصدر. ومنه: ما له معقول ولا مجلود، أي لا عقل ولا جلد. وفرس مجلود: لا يفزع من الضرب. وفي الحديث: "على أجالدهم" والأجالد جمع أجلادٍ، وأجلاد جمع جلد وهو الجسم، والتجاليد مثله. يقال: هو عظيم الأجلاد والأجالد والتجاليد. وما أشبه أجلاده بأجلاد أبيه! أي شخصه بشخص أبيه قال الأعشى: [من الوافر]
291 -
وبيداء تحسب آرامها
…
رجال إيادٍ بأجلادها
والجليد: السقيط، تشبيهًا بالجلد في الصلابة. وروى الربيع عن الشافعي: كان مجالد يجلد أي يكذب؛ وقال أبو زيدٍ: فلان يجلد بكل خيرٍ، أي يظن به.
ج ل س:
قوله تعالى: {إذا قيل لكمن تفسحوا في المجالس} . [المجادلة: 11].
المجلس: موضع الجلوس. والجلوس: القعود. وقيل: القعود ما كان عن نومٍ، والجلوس ما كان عن قيامٍ. قيل: وأصل الجلس: الغليظ من الأرض، وقيل: المرتفع. وسمي النخل جلسًا لذلك.
وفي الحديث: "غوريها وجلسيها". وجلس أصله أن يقصد بمقعده جلسًا من الأرض. ثم جعل الجلوس لكل قعودٍ. والمجلس لكل موضعٍ يقعد فيه الإنسان. قال مهلهل يرثي كليبًا أخاه: [من الكامل].
292 -
نبئت أن النار بعدك أوقدت
…
واستب بعدك يا كليب المجلس
ويقال: جلس يجلس جلسًا أي أتى نجدًا. وجلس يجلس جلوسًا أي قعد فهو جالس. فوقع الفرق بينهما في المصدر.
ج ل و:
الجلاء: الصقال. جلوت السيف أجلوه: أزلت صدأه. وأصله الكشف والإظهار والجلاء، بالفتح، الإبراز والإخراج عن المنازل. يقال: جلوت القوم أجلوهم جلاء فجلوا أي أخرجتهم فخرجوا. ومنه قوله تعالى: {ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء} [الحشر: 3] أي الطرد والإخراج. ويقال: أجليتهم إجلاء. ومن الأول قوله: [من الطويل]
293 -
فلما جلاها بالإيام تحيزت
…
ثبابٍ عليها ذلها واكتئابها
وجلا لي الخبر أي ظهر فهذا لازم، وخبر جلي، وقياس جلي، ولم يسمع جالٍ.
ويقال: جلا عن وطنه وأجلى وتجلى بمعنى. وقوله: {فلما تجلى ربه} [الأعراف: 143] أي ظهر أمره. وقوله: {لا يجليها لوقتها إلا هو} [الأعراف: 187] أي لا يكشف أمر القيامة إلا بالله. وقوله: {والنهار إذا تجلى} [الليل: 2] أي انكشف، وقوله:{والنهار إذا جلاها} [الشمس: 3] أي جلى الشمس لأنها تبين إذا انبسط النهار.
وقيل: جلا الظلمة: أظهرها لدلالة الفحوى كقوله: {كل من عليها فانٍ} [الرحمن: 26]، {حتى توارت بالحجاب} [ص: 32]. وابن جلا: كناية عن النهار، ومنه قول سحيمٍ:[من الوافر].
294 -
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
…
متى أضع العمامة تعرفوني
فجلا عند سيبويه فعل ماضٍ والأصل: أنا ابن رجلٍ جلا أي كشف الأمور.