الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبنى فلان بامرأته أي دخل عليها، لأنهم كانوا إذا فعلوا ذلك بنوا عليها قبًة، فعبروا به عنه وإن لم يبنوا قبًة. والبناء أيضًا: النطع ومثله المبناة، وفي الحديث:"إلا إذا بسطنا له مبناًة" أي نطعًا. وبنى طعامه لحمه، كناية عن سمنه. قال:[من الرجز]
199 -
بنى السويق لحمها واللت
…
كما بنى بخت العراق القت
والبنيات: الأقداح، وسأل عمر رجلاً:"هل شرب الجيش بالبنيات الصغار؟ "
فصل الباء والهاء
ب هـ ت:
البهت: التحير. قال تعالى:} فبهت الذي كفر {[البقرة: 258] أي دهش وتحير وانقطعت حجته. ومن ذلك البهتان وهو الباطل الذي يحير الناظر فيه. والبهتان: الكذب أيضًا، وهو نوع من ذلك.
يقال: بهته يبهته بهتًا أي حيره. وبهته: كذب عليه فبهت يبهت، وبهت يبهت. وفي الحديث: أن اليهود "قوم بهت" من ذلك. وقوله:} ولا يأتين ببهتانٍ يفترينه {[الممتحنة: 112]، قيل: كانت النسوة يلتقطن الولد ويدعين ولادته شهوًة للأولاد وصارًة به لميراث أزواجهن حينئذٍ. وقيل: بل هو كناية عن الإتيان بولدٍ من زنًا، فتنسبه إلى الزوج. وقيل: هو كناية عن كل ما لا ينبغي تعاطيه مما يفعل باليد أو يسعى إليه بالرجل.
وقوله:} سبحانك هذا بهتان عظيم [[النور: 16] أي كذب فظيع متبالغ في القبح، يحير من يسمعه ويدهشه.
ب هـ ج:
البهجة: ظهور الحسن والجمال. قال تعالى:} حدائق ذات بهجةٍ {[النمل: 90] أي ذات لونٍ وحسنٍ يبهج من رآه، يقال: ابتهج فلان بكذا أي سر سرورًا
به، ظهر على وجهه أثر السرور فحسنه وزينه.
يقال: بهج الشيء يبهجه بهجًة فهو بهيج. قال تعالى:} وأنبتنا فيها من كل زوجٍ بهيجٍ {[ق: 7]، وباهجٍ أيضًا. قال جندب بن عمروٍ:[من الرجز]
200 -
يا ليتني قبلت غير خارج
…
قبل الصباح ذات خلقٍ باهج
ويقال: بهجه الله يبهجه إبهاجًا.
ب هـ ل:
البهلة: اللعن، يقال: بهله الله، وعليه بهلة، وبهلته أي لعنته، ومنه المباهلة وهي الاجتهاد في الدعاء. يقال: بهل الله الكاذب منا. وابتهل في الدعاء أي اجتهد فيه. ومنه قوله تعالى:} ثم نبتهل {[آل عمران: 61] أي نفعل المباهلة. وعن ابن عباس رضي الله عنه: "من باهلني باهلته". وقيل: أصل البهل كونه غير مراغى. ومنه البعير الباهل وهو المخلفى من غير سمةٍ ومن غير قيدٍ، والباهل أيضًا الناقة التي لم يدر ضرعها. قال أبو طالبٍ:[من الطويل]
201 -
فإن يك قوم سرهم ما صنعتم
…
* ستحلبوها لاقحًا غير باهل
وقالت امرأة: أتيتك باهلاً غير ذات صرارٍ. وأبهلت فلانًا: خليته وإرادته، تشبيهًا بالبعير الباهل. والبهل أيضًا والابتهال في الدعاء: الاسترسال فيه والتضرع. ومنه قول الشاعر: [من الرمل]
202 -
نظر الدهر إليهم فابتهل
أي استرسل إليهم فأفناهم. ومن فسر الابتهال من قوله تعالى:} ثم نبتهل {باللعن فلا شك أن الإرسال في هذا المكان لأجل اللعن.
ب هـ م:
قوله تعالى: {أحلت لكم بهيمة الأنعام} [المائدة: 1] البهيمة: ما لا نطق له، وذلك لما في صوته من الإبهام، ولكن خص في التعارف بما عدا السباع والطير. فالبهيمة شاملة للأنعام وغيرها، فمن ثم حسنت إضافتها للأنعام لإفادة البيان. أصل المادة الدلالة على عدم المسموع لما في ذلك الشيء من الاستغلاق.
ومنه البهمة: الحجر الصلب. وقيل للشجاع بهمة من ذلك. والشيء المبهم كل ما عسر إدراكه على الحاسة إن كان محسوسًا وعلى الفهم إن كان معقولاً. وأبهمت الشيء أي جعلته مبهمًا. وأبهمت الباب: أغلقته إغلاقًا لا يهتدى لفتحه. ومنه الليل البهيم لشدة سواده، وذلك أنه قد أبهم أمره لظلمته، أو لأنه يبهم ما يعرض فيه فلا يدرك. فهو على الأول فعيل بمعنى مفعل، وعلى الثاني بمعنى مفعل.
والبهم: صغار الإبل. قال: [من الطويل]
203 -
صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
والبهمى: نبات ذو شوكٍ يبهم بشوطه، وأبهمت الأرض: صارت ذات بهمي، كأبقلت وأعشبت.
وفي الحديث: "يحشر الناس يوم القيامة حفاًة عراًة بهمًا" فسره الهروي بأنه ليس فيهم شيء من أعراض الدنيا وعاهاتها من المرض والعرج، بل أجسادهم أصحاء لخلود الأبد. وجعل ذلك من قولك: فرس بهيم أي لا يخلط لونه لون سواه. وقال الراغب: أي عراًة، وفيه نظرٌ لتقدم عراةٍ قبل ذلك. وكأن الراغب لم يطلع على صدر الحديث! قال: وقيل: معرون مما يتوسمون به في الدنيا ويتزينون به.
وفرس بهم إذا كان على لونٍ واحدٍ لا تكاد العين تميزه غاية التمييز.