الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل الباء والجيم
ب ج س:
الانبجاس: قريب من الانفجار. قال تعالى:} فانبجست منه اثنتا عشرة عينًا {[الأعراف: 160] والحرث والانبجاس والانفجار والانفتاق والتفتق والانشقاق والتشقق متقاربات، إلا أن الانبجاس أكثر ما يقال في الخارج من ضيقٍ، والانفجار أعم. ولذلك جاء اللفظان في الآيتين لأن المكان ضيق.
وفي القصة أنه موضع
…
ويخرج منه اثنتا عشرة عينًا يشرب منها الماء، لا يحصيهم إلا خالقهم.
ويقال: بجس الماء فانبجس. وفي حديث حذيفة: "ما منا رجل إلا به آمة يبجسها الظفر غير الرجلين". الآمة: الشجة بلغت أم الدماغ. ومعنى هذا أنها نغلة فيها صديد كثير بحيث لو فجرها إنسان بفظره لقدر من غير احتياجٍ إلى حديدةٍ. كنى بذلك عن أن كل أحدٍ لابد له من شيء إلا أبا بكرٍ وعمر وعليًا رضي الله تعالى عنهم وعن كل الصحابة أجمعين.
فصل الباء والحاء
ب ح ث:
البحث: التنقيب على الشيء والاجتهاد فيمعرفة باطنه وخفيه. ومنه بحث المسألة وأصله من بحث الأرض لمعرفة ما داخلها وإثارة ما كان كامنا فيها. قال الله تعالى:} فبعت الله غرابًا يبحث في الأرض {[المائدة: 31]، أي يثيرها ويوقع الحفر بمنقاره، وذلك ليعلم قابيل كيف يدفن أخاه.
وقيل: "البحث: الكشف والطلب. وبحثت الناقة الأرض برجلها في السفر كناية
عن شدة وطئها الأرض". والبحاثة: التراب الذي يبحث عما يطلب [فيه]. والبحثة بفتح الباء وكسرها لعبة، وفي الحديث: "أن غلامين كانا يلعبان البحثة". ومن ذلك سموا "براءة" سورة البحوث لبحثها عن أحوال المنافقين.
ب ح ر:
والبحر: أصله المكان المتسع ذو الماء الملح. وأما العذب فهل يقال فيه بحر؟ فمن أثبته استشهد بقوله:} وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغٌ شرابه وهذا ملح أجاج {[فاطر: 12]. ومن منع جعله من باب التغليب، كقولهم: العمران والقمران، في أبي بكرٍ وعمر، والشمس والقمر. ثم اعتبرت منه السعة في الأجرام والمعاني، فقالوا: بحرت البعير، أي شققت أذنه شقًا متسعًا. ومنه البحيرة قال الله تعالى:} ما جعل الله من بحيرةٍ {[المائدة: 103]، ناقة تنتج عشرة أبطنٍ، فتشق أذنها وتهمل فلا تركب ولا يحمل عليها. وقيل: هي الخامسة وذلك أنهم كانوا إذا أنتجت الناقة خمسة أبطنٍ فإن كان الخامس ذكرًا نحروه، وأكله الرجال والنساء. وإن كان أنثى بحروا أذنها وشقوها، وحرموا على النساء لحمها وركوبها ولبنها، فإذا ماتت حلت لهن.
وأما في المعاني فقالوا: تبحر في العلم أي توسع فيه وتوغل. وكان يقال لابن عباسٍ الحبر البحر، لاتساع علمه. واستعير في عدو الفرس السريع. قال عليه الصلاة والسلام في فرس أبي طلحة، وقد ركبه معروريًا:"إن وجدناه لبحرًا" واسع الجري. واعتبر من البحر ملوحته فقالوا: أبحر الماء أي ملح. وقال نصيب: [من الطويل]
135 -
وقد عاد بحر الماء عذبًا فزادني
…
إلى مرضى أن أبحر المشرب العذب