الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خ ط و:
قوله تعالى: {خطوات} [البقرة: 168] قرئ خطوات بضمتين وضمة وسكون في السبع. وهي جمع خطوةٍ بالضم، وقرئ خطوات بفتحتين. فالخطوة: اسمٌ لما بين القدمين حال المشي، وبالفت: المرة. والمعنى: لا تسلكوا مسالكه ولا تخطوا طرائقه، فلا تذهبوا في طريق يدعوكم إليه، وهذا من أبلغ الاستعارات. جعل ما يوسوس به إليهم كطريقة طلب منهم سلوكها، وجعله دليلًا فيها وجعلهم واطئين عقبه كما تطأ المسافرة عقب الدليل الماهر بالمفازة، فلا تعدو خطوه. وهذا فائدة العدول عما لو قيل لاتبعوا الشيطان في أوامره.
فصل الخاء والفاء
خ ف ت:
قوله تعالى: {يتخافتون بينهم} [طه: 103] أي يتسارون. وأصله من الخفوت، وهو ضعيف الصوت. قوله:{ولا تخافت بها} [الإسراء: 110] أي لا تسرها فلا يسمعك من خلفك. وأصل الخفوت السكون. ومنه خفت الميت من ذلك. قوله: {فانطلقوا وهم يتخافتون} [القلم: 23] أي يسر بعضهم إلى بعضٍ لئلا يسمعهم المساكين. وفي التفسير قصة مشهورة. وقال الشاعر: [من الطويل]
452 -
وشتان بين الخفت والمنطق الجهر
وقول بعض المولدين: لم يبق نفس خافت.
خ ف ض:
قوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} [الإسراء: 24] أي ألن لهما جناحك ومقالك. والخفض ضد الرفع. والخفض: اللين في السير. والخفض: الدعة. ومنه: خفض العيش.
والخفض الصناعي ضد الرفع الصناعيٍّ وضمه لأنه كسرٌ أو جرٌّ على اصطلاحهم. وقوله: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} [الشعراء: 215]، كقوله:{بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ} [التوبة: 128]، وقوله:{خافضةٌ رافعةٌ} [الواقعة: 3] أي تخفض قومًا إلى النار وترفع آخرين إلى الجنة، وهذا حال يوم القيامة. وكأنه أشار إلى قوله: {ثم رددناه أسفل سافلين [التين: 5] عند بعضهم وليس ذلك. والخفض أيضًا الختان. والخاتن: خافضٌ. وفي الحديث: «إذا خفضت فأشمي» أي بقي بقيةً لطيفةً.
خ ف ف:
قوله تعالى: {حملًا خفيفًا} [الكهف: 189]. الخفيف بإزائه الثقيل. وقد تقدمت أقسام الثقيل والخفيف؛ يقال تارةً باعتبار التضايف فيقال: درهمٌ خفيفٌ وآخر ثقيلٌ، وتارةً باعتبار تضايف الزمان نحو: فرسٌ خفيفٌ وآخرٌ ثقيلٌ إذا كان عدو أحدهما أكثر من الآخر في زمانٍ واحدٍ، وتارةً باعتبار ما يستخفه الناس. وثقيلٌ فيما يستوجبه. فالخفة هنا مدحٌ والثقل ذمٌ. ومنه قوله تعالى:{الآن خفف الله عنكم} [الأنفال: 66]، ويقرب منه:{حملت حملًا خفيفًا} . وتارةً خفيفٌ لمن فيه طيشٌ، وثقيلٌ لمن فيه رزانةٌ، وعليه قوله:{فمن ثقلت موازينه} [الأعراف: 8]{ومن خفت موازينه}
[الأعراف: 9]. فينعكس الحال فيكون الثقل مدحًا والخفة ذمًا. وتارةً خفيفًا باعتبار الجسم الذي يرجح إلى الأعلى كالهوادء والنار. وثقيلٌ باعتبار الجسم الذي يرجح إلى الأسفل كالماء والتراب، وتستعار الخفة والثقل لفصاحة النطق وعيه، ويوصف بهما اللسان فيقال: كلامه خفيفٌ أو ثقيلٌ، ولسانه خفيفٌ أو ثقيلٌ. والخفة هنا مدحٌ والثقل ذمٌ؛ يقال: خف يخف خفًا وخفةً، وخففته تخفيفًا، وتخفف تخففًا، واستخفه كأنه سأله الخفة. ومنه قوله تعالى:{فاستخف قومه فأطاعوه} [الزخرف: 54] أي سألهم الخفة وحملهم عليها فخفوا، أو فاستخفهم ولم يعبأ بشأنهم فيما أمرهم، لذلك لم يألوا عن طواعيته مع ادعائه لأعظم الأشياء.
وقوله: {ولا يستخفنك} [الروم: 60] أي ولا يحملنك على الخفة بأن يزيلوك عن اعتقادك بما يقولون إليك من الشبه والنهي وإن كان للذين لا يوقنون. فالمعنى النهي له عن تعاطي أسبابه، وهو تعليم لأمته صلى الله تعالى عليه وسلم في الحقيقة، واستخفه وأخفه الطرب بمعنى حمله الطرب على الخفة. قوله:{تستخفونها يوم ظعنكم} [النمل: 80] أي يخف عليكم حملها. والمعنى تقصدون بذلك خفها. وقولهم: خفوا أي ارتحلوا عن منازلهم بخفةٍ. وعليه قول الشاعر: [من مجزوء الرمل]
453 -
علموني كيف أبكيـ
…
ـهم إذا خف القطين
والخف: الملبوس، سمي بذلك لخفته لكونه من جلدٍ وبه شبه خف البعير وخف النعامة ونحو ذلك. وهو في البهائم يقابل الخف. يقال: ذات الخف والافر. وفي الحديث: «إلا في خفٍ أو نصلٍ أو حافرٍ» .
خ ف ي:
قوله تعالى: {فلا تعلم نفسٌ ما أخفي لهم من قرة أعينٍ} [السجدة: 17].
الإخفاء: الستر والتغطية. يقال: خفي الشيء وأخفيته: استتر وسترته. والخفاء: ما يستر به كالغطاء، فيقال: أخفيته إذا أوليته خفاءً أي سترته. ومنه: {أكاد أخفيها} [طه: 15] أي أسترها، فلا يطلع عليها أحدٌ. وفي التفسير:«أكاد أخفيها من نفسي» مبالغةً. وخفيته: أزلت خفاه، إذا أظهرته. وعليه قرأ الحسن «أخفيها» بفتح الهمزة، وقال امرؤ القيس:[من المتقارب]
454 -
فإن تدفنوا الداء لا نخفه
…
وإن تبعثوا الحرب لا نقعد
وقال عبده بن الطبيب: [من البسيط]
455 -
يخفي التراب بأظلافٍ ثمانيةٍ
…
في أربعٍ مسهن الأرض تحليل
ومنه الحديث: «أو تختفوا بقلًا» أي تظهرونه. وروي «تتحفوا» أي تقتلعوا، من حفت المرأة شعر وجهها. و «تجتفئوا» بالجيم من: جفأت القدر زبدها: ألقته. و «خوافي الجناح» لأنها دون قوادمه. والخافية: الجن، وكذا الخافي لاستتارهم. قال الأعشى:[من البسيط]
456 -
يمشي ببيداء لا يمشي بها أحدٌ
…
ولا يحس من الخافي بها أثر
ويقابل الخفاء بالإبداء تارةً وبالإعلان أخرى. قال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها} [البقرة: 271]{ويعلم ما تخفون وما تعلنون} [النمل: 25]. قوله: {يعلم السر وأخفي} [طه: 7] أي وأخفى من السر- قيل: هو ما