الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسلمين وبين أن يرتدوا، فاختاروا أن يقتلوا. وفي حديث آخر:«إن في الجنة كذا وكذا قصرًا لا يسكنه إلا نبي أو صديق أو محكم» يروى بكسر الكاف، وهو المصنف من نفسه، وبفتحها، وهو من خير أن يقتل أو يرتد، فاختار القتل كما تقدم.
وقوله: {وآتيناه الحكم صبيًا} [مريم:12]، {فوهب لي رب حكمًا} [الشعراء:21]. بمعنى حكمةٍ، نحو: نعم ونعمة. وقوله: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} [النحل:125] فالحكمة: النبوة، والموعظة: القرآن. وفي حديث النخعي: «حكم اليتيم كما تحكم ولدك» قال أبو عبيد: أي امنعه من الفساد كما تمنع ولدك. وقال أبو سعيد الضرير: حكمه في ماله إذا صلح، قال: ولا يكون حكم، أحكم لأنهما ضدان؛ قال الأزهري: القول ما قال أبو عبيدٍ، والعرب تقول: حكمت وأحكمت، بمعنى رددت ومنعت بمعنى، فليس أحكم وحكم ضدين.
فصل الحاء واللام
ح ل ف:
الحلف: القسم، يقال: حلف على كذا يحلف حلفًا. أي أقسم عليه. قال تعالى: {ويحلفون على الكذب} [المجادلة:14] وقال تعالى: {يحلفون بالله إنهم لمنكم} [التوبة:56] وقيل: الحلف في الأصل: العهد بين القوم، والمحالفة: المعاهدة. وقيل: الملازمة التي تكون بمعاهدة؛ ومن ذلك: فلان خلف كرمٍ، وحليف كرمٍ لما تصور فيه من الملازمة. والأحلاف: جمع حلفٍ. والحلف أصله اليمين الذي يأخذ بعضهم من بعضٍ بها العهد، ثم عبر به عن كل يمينٍ. وقوله:{ولا تطع كل حلافٍ} [القلم:10] أي مكثارٍ للحلف، ومنه عند بعضهم:{ولا تجعلوا الله عرضةً لأيمانكم} [البقرة:244]. والمحالفة أن يحلف كل منهما للآخر، ثم جعلت عبارة عن مجرد
الملازمة، فقيل: فلانٌ حليف فلان وحلفه، وقال عليه الصلاة والسلام:"لا حلف في الإسلام".
وهو حليف اللسان: أي حديده، تصور أنه حالف الكلام والفصاحة فلا يتباطآن عنه. وشيءٌ محلفٌ: أي يحمل علي الحلف لإعجابه في حسنه، وهو الغالب، أو في قبحه. وكميتٌ محلفٌ: إذا شك فيه الرأي، فيحلف بعضهم أنه كميتٌ، وبعضهم أنه أشقر. وفي الحديث:"أنه عليه الصلاة والسلام حالف بين قريشٍ والأنصار". إن قيل: كيف يجمع بينه وبين قوله: "لا حلف في الإسلام" قيل: معناه هنا أنه آخي بينهم، وليس المراد ما كان متعارفًا من حلف الجاهلية. قال ابن الأعرابي: الأحلاف من القبائل ست: عبد الدار وجمح وسهمٌ ومخزومٌ وكعبٌ وعدي، فأخرجت بنو عبد الدار جفنةٌ مملوءةٌ طيبًا، فغمسوا أيديهم فيها، وحلفوا. وأخرج الآخرون جفنة دم، وغمسوا أيديهم فيها، وحلفوا، فسموا أولئك المطيبين، وسموا هؤلاء لعقة الدم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من المطيبين.
ح ل ق:
قوله: {محلقين رؤوسكم} [الفتح: 27]. الحلق: إزالة الشعر من أصله بالموسى ونحوها. قيل: وأصله من: حلقه يحلقه إذا قطع حلقه، وهو هذا العضو المعروف، ثم عبر الحلق عن قطع الشعر وجزه. ورأسٌ حليقٌ، ولحية حليقٌ.
وقولهم في الدعاء: "عقري حلقي" أي أصابته مصيبةٌ تحلق النساء لها شعورهن. وقيل: بمعني قطع الله حلقه، وقال الأصمعي: يقال للأمر تعجب منه:
عقرى حلقى، وأنشد:[من الوافر]
378 -
ألا قومي أولو عقري وحلقي
…
لما لاقي سلامان بن غنم.
معناه: قومي أولو نساء قد عقرن وجوههن بخدشها، وحلقن شعورهن متسليات علي أزواجهن. وقال الليث: مشئومةٌ مؤذيةٌ. وقال عليه الصلاة والسلام لعقبة: "عقري حلقي" هذا من باب تربت يداه، وقاتله الله ما أشعره لا يقصد به الدعاء، وإنما جري علي ألسنتهم من غير قصد لمدلوله، وهذا يشبه لغو اليمين في قولهم: لا والله، وبلي والله.
والمحالق: أكسيةٌ خشنةٌ سميت بذلك لحلقها الشعر بخشونتها، وإحداها محلقٌ.
والحلقة بسكون اللام تشبيهًا بالحلق في الهيئة. وجوز بعضهم فتح لامها، وأنكره الجمهور حتى قال بعضهم: لا أعرف الحلقة إلا الذين يحلقون، يعني أنها جمعٌ لحالقٍ، نحو كافرٍ وكفرةٍ. واعتبر فيها معني الدوران، فقيل: حلقة اليوم. ومنه قيل: حلق الطائر أي ارتفع ودار في طيرانه، وكذا حلق ببصره أي رفعه، وفي الحديث:"كان يصلي العصر والشمس بيضاء محلقةٌ" وقال شمر: لا أعرف التحليق إلا الارتفاع.
والحلقة: السلاح، وقيل: الدروع فقط لأن فيه حلقاتٍ كثيرًة، ثم غلب علي مطلق السلاح. والحالق: الجبل المرتفع. وفي الحديث: "فهممت أن أطرح نفسي من حالقٍ".
والحلقان، والمحلقن: البسر يبلغ الإرطاب ثلثيه، وله في الحديث ذكرٌ، وفيه
ونهى عن الحلق قبل الصلاة، والحلق! جمع حلقةٍ، نحو قصعةٍ وقصع، وبدرةٍ وةدرٍ، وأراد بالصلاة صلاة الجمعة.
ح ل ل:
كقوله تعالي: {حلالًا طيبًا} [المائدة: 88] الحلال: المباح، وأصله من حل العقدة أحلها أي أزلت ما كانت ممنوعة به، فالحلال ما ارتفع عن تعاطيه الحظر، وعليه قوله تعالي:{واحلل عقدًة من لساني} [طه: 27]، ولذلك قوبل بالحرثم لأن الحرام: الممنوع منه. ويعبر عن أهلنزول بالحلول، فيقال: حل بمكان كذا، وأصله أن النازل يحل إحلالًا، ثم جعل كل نزولٍ حلولًا وإن لم يكن فيه حل توسعًا. قال تعالي:{أو تحل قريبًا من دارهم} [الرعد: 31]. وأحله غيره: أنزله، قال تعالي:{وأحلوا قومهم دار البوار} [إبراهيم: 28]. والحلة: النازلون والمحلة: المنزل.
ورجلٌ حلالٌ وحلٌ ومحلٌ: إذا خرج من إجرامه، أو من الحرم، نحو: حرام وحرم ومحرم في ضده.
وقوله: {وأنت حلٌ بهذا البلد} [البلد: 2] أي حلالٌ، لأنها أحلت له ساعًة من نهارٍ كما ثبت في الصحيح.
وقوله: {تحلة أيمانكم} [التحريم: 2] أي بين لكم ما تنحل به عقد أيمانكم من الكفارة. وفي الحديث: "لا يموت لأحدكم ثلاثةٌ من الأولاد فتمسه النار إلا تحلة القسم" أي ما يحل به القسم، يريد قوله تعالي:{وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71]، هذا تفسير أبي عبيدٍ، قوله:{وإن منكم إلا واردها} ، واعترض عليه بأن
ليس قسماً، وأجيب بأن القسم قوله:{فوربك لنحشرنهم} [مريم: 68] يعني: وهذا متصلٌ به، وقيل: بل القسم مقدرًا أي: {وإن منكم إلا واردها} ونظره بقوله: {وإن منكم لمن ليبطئن} [النساء: 72]. وفي التنظير نظرٌ ليس هذا موضع تحقيقه. وفسره الراغب وغيره بأن معناه أي: قدر ما يقول الإنسان: إن شاء الله، وهو حسنٌ، وحينئذٍ يكون علي حذف مضاف أي لا تمسه النار إلا مقدار وقت تحله. وفي حديث زمزم:"هي لشاربها حلٌ وبلٌ"، فالحل: الحلال، والبل: المباح بلغة حمير، وقيل: إتباعٌ كحسٌ بس.
والحليل والحليلة: الزوج والزوجة، إما بحل كل منهما إزاره لصاحبه، وإما بكونه حلالًا له غير حرامٍ عليه، وإما لنزوله معه. قال تعالي:{وحلائل أبنائكم} [النساء: 23].
والإحليل: مخرج البول لكونه محلول العقدة، ثم عبر به عن مجموع الذكر.
ويعبر بالحلول عن الوجوب، قال تعالي:{فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوي} [طه: 81] أي من وجب فقد وجب، لأن الوجوب: السقوط، ففيه نزولٌ، وفيه:"أفضل الأعمال الحال المرتحل" قيل: هو أنه يعني إذا فرغ من ختم القرآن شرع في ابتدائه، وفي الحديث كلامٌ أتقناه في "العقد النضيد من شرح القصيد".
والحلة: الرداء والإزار، لأنهما يحلان ويشدان. قال أبو عبيد: لا تكون الحلة إلا بهما، وفي الحديث:"رأي رجلًا وعليه حلةٌ وقد ائتزر بأحدهما وارتدى الأخرى".
وفي الحديث: "خير الكفن الحلة" قيل: هي من برود اليمن.
ح ل م:
قوله تعالي: {لأواه حليم} [التوبة: 114] الحلم أصله ضبط النفس عن هيجان الغضب، وإذا ورد في صفات الله تعالي فمعناه الذي لا يستفزه عصيان العصاة، ولا يستخفه الغضب عليه. وقوله:{أم تأمرهم أحلامهم بهذا} [الطور: 32] قيل: عقولهم، والحلم: العقل، وفيه نظرٌ، إذ قد سمع إطلاقه مرادًا به العقل، والأصل في الإطلاق الحقيقة، ومن ذلك قوله:[من البسيط]
388 -
لا عيب بالقوم من طولٍ ولا عظيمٍ
…
جسم الجمال وأحلام العصافير.
أي عقولها. يقال: حلم يحلم حلمًا، وحلمه العقل. وتحلم: إذا تكلف ذلك وتحلمت المرأة: ولدت أولادًا حلماء.
قوله: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم} [النور: 59] أي زمن البلوغ. وسمي الحلم لكون صاحبه جديرًا بالحلم. وقوله: {فبشرناه بغلامٍ حليمٍ} [الصافات: 101] أي وجدت منه قوة الحلم.
وحلم في نومه يحلم، بضمتين، وحلمًا بضمةٍ وسكونٍ، وحلمًا بضمةٍ وفتحةٍ، حكاه الراغب. وتحلم واحتلم، وحلمت به في نومي: أي رأيته في المنام.
والحلمة: القراد الكبير، سميت بذلك لتصورها بصورة ذي الحلم لكثرة هدوها وأما حلمة الثدي فتشبيهًا بالحلمة من القراد في الهيئة [بدلالة] تسميتها بالقراد في قول
[من الطويل]
389 -
كأن قرادي زوره طبعتهما
…
بطينٍ من الخولان كتاب أعجمي
وحلم الجلد: وقعت فيه الحلمة. وحلم البعير: نزعت عنه الحلمة. ثم يقال: حلمت فلانًا: إذا داريته ليسكن وتتمكن منه عليك، من ذلك البقر إذا سكنته بإزالة القراد عنه.
قوله: {إنك لأنت الحليم الرشيد} [هود: 87] من باب قولهم في المخاصمة: أنت الحليم الكامل، يعنون السفيه، فهي من التهكم كقوله:{ذق أنك أنت العزيز الكريم} [الدخان: 49]. وفي الحديث: "قضي في الأرنب بحلامٍ" الحلام: الجدي، وقيل: الحمل. ويقال فيه: حلان أيضًا بالميم والنون. وفيه: "من كل حالمٍ دينارٌ": أي المحتلم. والمراد من بلغ في سن الاحتلام أو احتلم.
ح ل ي:
قوله تعالي: {حليًة تلبسونها} [النحل: 14] الحلية: الزينة، وعين بذلك اللؤلؤ والمرجان، فإنهما يتزين بهما. وجمعهما حلي بالضم والكسر، فالكسر قياسٌ، والضم شاذٌ.
ومثله: لحيةٌ ولحيٌ. قوله في آية أخري: {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} [الرحمن: 22] وقوله: {يحلون فيها} [الكهف: 31] أي يزينون بالحلي. وقوله: {من حليهم} [الأعراف: 148]، الحلي جمع الحلي، وهو ما يزين به من الذهب.
والأصل حلويٌ، بزنة فعولٍ، وأدغمت الواو في الياء بعد قلبها ياًء ويجوز "حلي" بكسر الحاء إتباعًا، وقد قرئ بالوجهين.