الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْخَامِس: الْإِذْن، كَقَوْلِك لمستأذن عَلَيْك: ادخل. وَمِنْهُم من يدْخل هَذَا فِي قسم الْإِبَاحَة، وَقد يُقَال: الْإِبَاحَة إِنَّمَا تكون من صِيغ الشَّرْع الَّذِي لَهُ الْإِبَاحَة وَالتَّحْرِيم، وَإِنَّمَا الْإِذْن يعلم بِأَن الشَّرْع أَبَاحَهُ دُخُول ملك ذَلِك الآذان مثلا فتغايرا.
السَّادِس: التَّأْدِيب، كَقَوْلِه صلى الله عليه وسلم َ -
لعمر بن أبي سَلمَة: " يَا غُلَام سم الله وكل بيمينك وكل مِمَّا يليك " مُتَّفق عَلَيْهِ، وَقَالَ لعكراش:" كل من مَوضِع وَاحِد فَإِنَّهُ طَعَام وَاحِد ".
وَمِنْهُم من يدْخل ذَلِك فِي قسم النّدب، مِنْهُم: الْبَيْضَاوِيّ، وَمِنْهُم من قَالَ: يقرب من النّدب، وَهُوَ يدل على الْمُغَايرَة
.
وَالظَّاهِر أَن بَينهمَا عُمُوما وخصوصا من وَجه؛ لِأَن الْأَدَب مُتَعَلق بمحاسن الْأَخْلَاق أَعم من أَن يكون بَين مُكَلّف أَو غَيره؛ لِأَن عمر كَانَ صَغِيرا، وَالنَّدْب يخْتَص بالمكلف وأعم من أَن يكون من محَاسِن الْأَخْلَاق وَغَيرهَا.
السَّابِع: الامتنان، كَقَوْلِه تَعَالَى:{كلوا مِمَّا رزقكم الله} [الْأَنْعَام: 142]، وَسَماهُ أَبُو الْمَعَالِي: الإنعام، وَالْفرق بَينه وَبَين الْإِبَاحَة أَنَّهَا مُجَرّد إِذن، والامتنان لَا بُد فِيهِ من اقتران حَاجَة الْخلق لذَلِك وَعدم قدرتهم عَلَيْهِ.
والعلاقة بَين الامتنان وَالْوُجُوب المشابهة فِي الْإِذْن، إِذْ الْمَمْنُون لَا يكون إِلَّا مَأْذُونا فِيهِ.
الثَّامِن: الْإِكْرَام، كَقَوْلِه تَعَالَى:{ادخلوها بِسَلام آمِنين} [الْحجر: 46] فَإِن قرينَة " بِسَلام آمِنين " يدل على الْإِكْرَام.
التَّاسِع: الْجَزَاء، كَقَوْلِه:{ادخُلُوا الْجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ} [النَّحْل: 32] .
الْعَاشِر: الْوَعْد، كَقَوْلِه صلى الله عليه وسلم َ -: لبني تَمِيم: " أَبْشِرُوا "، وَقَوله تَعَالَى:{وَأَبْشِرُوا بِالْجنَّةِ الَّتِي كُنْتُم توعدون} [فصلت: 30] ، وَقد يُقَال بِدُخُول ذَلِك فِي الامتنان فَإِن بشرى العَبْد منَّة عَلَيْهِ.
الْحَادِي عشر: التهديد، كَقَوْلِه تَعَالَى:{اعْمَلُوا مَا شِئْتُم} [فصلت: 40]، وَقَوله:{واستفزز ماستطعت مِنْهُم بصوتك وأجلب عَلَيْهِم بخيلك ورجلك وشاركهم فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد} الْآيَة [الْإِسْرَاء: 64] .
الثَّانِي عشر: الْإِنْذَار، كَقَوْلِه تَعَالَى:{قل تمَتَّعُوا فَإِن مصيركم إِلَى النَّار} [إِبْرَاهِيم: 30] .
وَقد جعله قوم قسما من التهديد، وَهُوَ ظَاهر الْبَيْضَاوِيّ، وَالصَّوَاب.
الْمُغَايرَة، وَالْفرق: أَن التهديد هُوَ التخويف، والإنذار إبلاغ الْمخوف، كَمَا فسره الْجَوْهَرِي بهما.
وَقيل: الْإِنْذَار يجب أَن يكون مَقْرُونا بالوعيد كالآية، والتهديد لَا يجب فِيهِ ذَلِك، بل قد يكون مَقْرُونا وَقد لَا يكون مَقْرُونا.
وَقيل: التهديد عرفا أبلغ فِي الْوَعيد وَالْغَضَب من الْإِنْذَار.
الثَّالِث عشر: التحسير والتلهيف، كَقَوْلِه تَعَالَى:{قل موتوا بغيظكم} [آل عمرَان: 119]، وَمثله:{اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تكَلمُون} [الْمُؤْمِنُونَ: 108] حَكَاهُ ابْن فَارس.
الرَّابِع عشر: التسخير، كَقَوْلِه تَعَالَى:{كونُوا قردة خَاسِئِينَ} [الْبَقَرَة: 65] ، وَالْمرَاد بالتسخير هُنَا السخرية بالمخاطب بِهِ لَا بِمَعْنى التكوين، كَمَا قَالَه بَعضهم.
الْخَامِس عشر: التَّعْجِيز، كَقَوْلِه تَعَالَى:{فَأتوا بِسُورَة مثله} [يُونُس: 38] .
والعلاقة بَينه وَبَين الْوُجُوب: المضادة؛ لِأَن التَّعْجِيز إِنَّمَا هُوَ فِي الممتنعات والإيجاب فِي الممكنات وَمثله {فليأتوا بِحَدِيث مثله} [الطّور: 34]، وَمثله بَعضهم بقوله تَعَالَى:{قل كونُوا حِجَارَة أَو حديدا} [الْإِسْرَاء: 50] .
وَالْفرق بَين التَّعْجِيز والتسخير: أَن التسخير نوع من التكوين، فَمَعْنَى كونُوا قردة: انقلبوا إِلَيْهَا، وَأما التَّعْجِيز فإلزامهم أَن ينقلبوا، وهم لَا يقدرُونَ أَن ينقلبوا.
قَالَ ابْن عَطِيَّة فِي " تَفْسِيره ": فِي التَّمَسُّك بِهَذَا نظر، وَإِنَّمَا التَّعْجِيز حَيْثُ يَقْتَضِي بِالْأَمر فعل مَا لَا يقدر عَلَيْهِ الْمُخَاطب، نَحْو:{فادرءوا عَن أَنفسكُم الْمَوْت} [آل عمرَان: 168] .
السَّادِس عشر: الإهانة، كَقَوْلِه تَعَالَى:{ذُقْ إِنَّك أَنْت الْعَزِيز الْكَرِيم} [الدُّخان: 49] ، وَمِنْهُم من يُسَمِّيه التهكم، وضابطه: أَن يَأْتِي بِلَفْظ ظَاهره الْخَيْر والكرامة وَالْمرَاد ضِدّه، ويمثل بقوله تَعَالَى:{وأجلب عَلَيْهِم بخيلك ورجلك} [الْإِسْرَاء: 64] ، والعلاقة أَيْضا هُنَا المضادة.