الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي سنة إحدى عشرة [من المبعث]: اجتهد صلى الله عليه وسلم في عرض نفسه على القبائل في مجامعهم بالمواسم: منى وعرفات ومجنّة وذو المجاز (1)، وكان عمه أبو لهب يقفو أثره، فكلما دعا قوما .. كذبه وحذرهم منه.
ولما أراد الله إعزاز دينه وسياقة الخير إلى الأنصار .. لقي ستة نفر من الخزرج عند العقبة، فعرض عليهم ما عرض، فقالوا فيما بينهم: والله؛ إنه للنبي الذي تواعدنا به يهود، فلا تسبقنا إليه، ثم صدّقوه وآمنوا بما جاء به، وأخبروه أنهم خلّفوا قومهم وبينهم العداوة والبغضاء، وقالوا: إن جمعنا الله بك .. فلا رجل أعز منك (2).
وهم فيما ذكر ابن إسحاق وغيره: أبو أمامة أسعد بن زرارة، وعوف بن الحارث وهو ابن عفراء، ورافع بن مالك بن العجلان، وقطبة بن عامر، وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان (3)، ولما قدموا المدينة وأخبروا قومهم بذلك .. فشا فيهم الإسلام، فلم يبق دار من دورهم .. إلا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[قصة الإسراء]:
ولتسعة أشهر من الثانية عشرة، قبل الهجرة بسنة-كما صوبه الحافظ العامري (4) -:
أسري به صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام من بين زمزم والمقام إلى المسجد الأقصى؛ وهو بيت المقدس، ثم إلى السماوات العلا، ثم إلى ما لا يعلمه إلا الله تعالى، وفارقه جبريل، وانقطعت منه الأصوات، وسمع صريف الأقلام في اللوح المحفوظ، ثم
= على تزويجه بسودة بنت زمعة، ولكن دخوله على سودة كان بمكة، وأما دخوله على عائشة .. فتأخر إلى المدينة في السنة الثانية).قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (12/ 104) -بعد ذكره قول ابن كثير-:(وسبقه إلى ذلك أبو نعيم، وجزم به الجمهور).
(1)
مجنّة-بفتح الجيم وتكسر-: موضع بمر الظهران أسفل مكة، وذو المجاز: قرب عرفة عن يمين الواقف.
(2)
انظر الخبر في «سيرة ابن هشام» (2/ 428)، و «تاريخ الطبري» (2/ 353).
(3)
«سيرة ابن هشام» (2/ 429)، و «طبقات ابن سعد» (1/ 186)، و «تاريخ الطبري» (2/ 354)، و «دلائل النبوة» لأبي نعيم (393/ 1 و 405)، و «دلائل النبوة» للبيهقي (2/ 433)، و «المنتظم» (2/ 154). وعند ابن سعد في «الطبقات» (1/ 186)، والبيهقي في «الدلائل» (2/ 430)، وعند موسى بن عقبة عن الزهري عن عروة-كما في «سبل الهدى والرشاد» (3/ 268) -أنهم ثمانية: معاذ بن عفراء، وأسعد بن زرارة، ورافع بن مالك، وذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلّد بن عامر، وعبادة بن الصامت، ويزيد بن ثعلبة، وأبو الهيثم بن التيهان، وعويم بن ساعدة.
(4)
انظر: «بهجة المحافل» (1/ 129).