الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
410 - [زائدة بن قدامة]
(1)
زائدة بن قدامة ابن عم المختار بن أبي عبيد الثقفي، الذي أخرجه الحجاج لقتال شبيب بن يزيد الخارجي، فقتله شبيب في سنة ست وسبعين.
411 - [شبيب بن يزيد الخارجي]
(2)
شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني الخارجي، بل رأس الخوارج بالجزيرة.
وكان فارس زمانه، بعث لحربه الحجاج خمسة وعشرين جيشا، وكان قد خرج هو وأخوه فقتلهم، ويقال: إنه هزم للحجاج خمسة وعشرين جيشا.
أقبل هو وأخوه مصاد والمحلل بن وائل وإبراهيم بن حجر والفضل بن عامر الذهلي في جماعة من الخوارج إلى صالح بن مسرح العابد التميمي وأصحابه، فصاروا نحو مائة نفس، فشدوا على خيل لمحمد بن مروان، فأخذوها وقويت شوكتهم، فسار لحربهم عدي بن عدي بن عمير الكندي، فانهزم عدي، وتوفي صالح سنة ست وسبعين من جراحات، فعهد إلى شبيب فهزم العساكر، فندب الحجاج لحربه زائدة بن قدامة الثقفي، فقتل زائدة وهزم جيشه، ودخلت زوجته غزالة الكوفة، فصلت بمسجدها، ووفت بنذرها، والحجاج محصور في قصره لم يخرج له، وكانت غزالة عديمة النظير في الشجاعة، فعيّر بعضهم الحجاج بقوله:[من الكامل]
أسد عليّ وفي الحروب نعامة
…
فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى
…
بل كان قلبك في جناحي طائر
وكانت أم شبيب جهيزة تشهد الحروب معه، وهزم شبيب جيوش الحجاج مرات، وقتل عدة من الأشراف، وتزلزل له عبد الملك، وتحير الحجاج في أمره فقال: أعياني هذا، وجمع له جيشا كثيفا نحو خمسين ألفا، وعرض شبيب جنده فكانوا ألفا وقال: يا قوم؛
(1)«تاريخ دمشق» (18/ 295)، و «العبر» (1/ 86)، و «مرآة الجنان» (1/ 156)، و «غربال الزمان» (1/ 67)، و «شذرات الذهب» (1/ 315).
(2)
«المنتظم» (4/ 323)، و «الكامل في التاريخ» (3/ 436)، و «وفيات الأعيان» (2/ 454)، و «سير أعلام النبلاء» (4/ 146)، و «تاريخ الإسلام» (5/ 417)، و «مرآة الجنان» (1/ 156)، و «البداية والنهاية» (9/ 17)، و «شذرات الذهب» (1/ 316).
إن الله نصركم وأنتم مائة، فأنتم اليوم مئون، ثم ثبت معه ست مائة، فحمل في مائتين على الميسرة فهزمها، وقتل مقدم جيش الحجاج عتاب بن ورقاء، فلما رآه شبيب صريعا ..
توجع له، فقال له خارجي: يا أمير المؤمنين؛ تتوجع لكافر، ثم نادى شبيب برفع السيف، ودعا إلى طاعته، فبايعوه ثم هربوا في الليل، ثم جاء المدد من الشام، فالتقاه الحجاج بنفسه، فكان بينهما قتال لم يعهد مثله، وثبت الفريقان، وقتل مصاد أخو شبيب وزوجته غزالة، وحجز بينهم الليل، وتقهقر شبيب وهو يخفق رأسه، والطلب في أثره، ثم رجع عنه الطلب، وسار هو إلى الأهواز، فبرز له متوليها محمد بن موسى بن طلحة، فقتله شبيب ومضى إلى كرمان، فأقام بها شهرين، ثم رجع فالتقاه سفيان بن الأبرد الكلبي وحبيب الحكمي على جسر دجيل فاقتتلوا إلى الليل، فعبر شبيب على الجسر، فقطع به فغرق، وقيل: بل نفر به فرسه فألقاه في الماء وعليه الحديد فغرق فمات، وذلك في سنة سبع وسبعين، وألقاه دجيل إلى الساحل ميتا، فحمل على البريد إلى الحجاج، فشقّ جوفه، وأخرج قلبه وشق؛ فإذا داخله قلب آخر، وعمره إحدى وخمسون سنة.
ولما أخبرت به أمه .. قالت: لما ولدته .. رأيت كأنه خرج مني شهاب نار، فعلمت أنه لا يطفئه إلا الماء، كذا في «تاريخ الذهبي» (1).
وذكر اليافعي في «تاريخه» : أن أمه قتلت قبله (2)، والله سبحانه أعلم.
قيل: أحضر إلى عبد الملك عتبان الحروري، فقال له: أنت القائل: [من الطويل]
فإن يك منكم كان مروان وابنه
…
وعمرو ومنكم هاشم وحبيب
فمنا حصين والبطين وقعنب
…
ومنا أمير المؤمنين شبيب
قال: إنما قلت:
ومنا أمير المؤمنين شبيب
على النداء.
فأعجبه جوابه فأطلقه.
قلت: وجهيزة: بفتح الجيم وكسر الهاء وسكون الياء المثناة من تحت وفتح الزاي وبعدها هاء ساكنة، وهي التي يضرب بها المثل في الحمق، فيقال: أحمق من جهيزة.
(1) انظر «تاريخ الإسلام» (5/ 419).
(2)
في «تاريخ اليافعي» (1/ 157): أن التي قتلت قبله هي زوجته غزالة.