الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: «نعم» قال: أما إن أمتك ستقتله، وإن شئت .. أريتك المكان الذي يقتل فيه، فضرب بيده، فجاء بطينة حمراء، فأخذتها أم سلمة فصرّتها في خمارها (1).
وقيل: وضعتها في قارورة، فلما قرب وقت قتل الحسين .. نظرت في القارورة؛ فإذا الطين قد استحال دما.
ويقال: إنه لما قتل .. لم يرفع حجر ببيت المقدس إلا ووجد تحته دم عبيط، رضي الله عنه.
350 - [حمزة بن عمرو الأسلمي]
(2)
حمزة بن عمرو بن عويمر بن الحارث الأسلمي، يروى: أن النبي صلى الله عليه وسلم كناه: أبا صالح.
كان يصوم الدهر؛ ففي «صحيح مسلم» : أنه قال: يا رسول الله؛ إني أسرد الصوم، أفأصوم في السفر؟ قال:«صم إن شئت، وأفطر إن شئت» (3).
وروى البخاري في «تاريخه» بإسناد إلى حمزة المذكور قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فتفرقنا في ليلة ظلماء، وأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم، وإن أصابعي لتنير (4).
توفي سنة إحدى وستين وهو ابن إحدى وسبعين سنة، وقيل: ابن ثمانين، رضي الله عنه.
351 - [أم سلمة أم المؤمنين]
(5)
أم سلمة أم المؤمنين، واسمها: هند-وقيل: رملة-بنت أبي أمية حذيفة-وقيل:
(1) أخرجه ابن حبان (6742)، وأحمد (3/ 242)، وأبو يعلى في «مسنده» (3402)، والطبراني في «الكبير» (3/ 106).
(2)
«طبقات ابن سعد» (5/ 220)، و «معرفة الصحابة» (2/ 680)، و «الاستيعاب» (ص 137)، و «أسد الغابة» (2/ 55)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (1/ 169)، و «تاريخ الإسلام» (5/ 109)، و «الإصابة» (1/ 353).
(3)
«صحيح مسلم» (1121)، وأخرجه البخاري (1943)، والترمذي (2402).
(4)
«التاريخ الكبير» (3/ 46).
(5)
«طبقات ابن سعد» (10/ 85)، و «معرفة الصحابة» (6/ 3218)، و «الاستيعاب» (ص 952)، و «أسد الغابة» (7/ 340)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (2/ 361)، و «سير أعلام النبلاء» (2/ 201)، و «تاريخ الإسلام» -
سهل، وقيل: هشام-ابن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم المخزومية، كنيت بابنها سلمة بن أبي سلمة، وأمها: عاتكة بنت عامر بن ربيعة.
تزوج أمّ سلمة أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد، وهاجر بها إلى الحبشة الهجرتين، فولدت له هناك زينب بنت أبي سلمة، ثم هاجر إلى المدينة، فولدت له سلمة وعمر ودرّة بني أبي سلمة.
وجرح أبو سلمة بأحد، فمكث شهرا يتداوى من جرحه، ثم بعثه صلى الله عليه وسلم إلى ذي قطن، فغاب شهرا، ثم رجع إلى المدينة، فانتقض عليه جرحه، فمات منه لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة أربع، فتعبت عليه أم سلمة كثيرا، فقال لها صلى الله عليه وسلم:«قولي: اللهم؛ أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرا منه» ، فقلت في نفسي:
من خير من أبي سلمة؟ ! ثم عزم لي فقلتها، فعوضني الله رسوله صلى الله عليه وسلم (1).
فتزوجها صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بها فيه في سنة أربع.
وكانت من أجمل الناس-رضي الله عنها-وأعقلهم وأحلمهم، وهي التي أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية أن ينحر ويحلق لما شكا إليها تخلف أصحابه عما يأمرهم به من الحلق والنحر، ورأت جبريل في صورة دحية الكلبي.
دخل بها صلى الله عليه وسلم عشاء عروسا، وقامت من آخر الليل تطحن.
وتوفيت بالمدينة في ذي القعدة أو في شهر رمضان سنة إحدى وستين، وقيل: سنة تسع وخمسين، وهي آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم موتا.
قلت: قد تقدم في وفاة أبي سلمة أنه توفي سنة ثلاث (2)، وهنا ذكر وفاته سنة أربع، فلينظر (3)، والله سبحانه أعلم، رضي الله عنها.
= (5/ 282)، و «مرآة الجنان» (1/ 137)، و «البداية والنهاية» (7/ 612)، و «الإصابة» (4/ 439)، و «شذرات الذهب» (1/ 280).
(1)
أخرجه مسلم (918)، والترمذي (3511)، والبيهقي (4/ 65).
(2)
تقدم ذلك في ترجمته (1/ 88).
(3)
في أكثر المصادر: توفي سنة (4 هـ)، وفي «الاستيعاب» (ص 809) توفي سنة (3 هـ)، قال ابن حجر في «الإصابة» (2/ 327):(والراجح الأول).