الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله آثار جميلة في قتال الفرس في القادسية بالعراق، وكتب عمر إلى النعمان بن مقرن:
أن استعن في حربك بطليحة وعمرو بن معدي كرب واستشرهما.
واستشهد طليحة في وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين، رضي الله عنه.
225 - [النعمان بن مقرّن]
(1)
النعمان بن مقرّن، وقيل: ابن عمرو بن مقرن المزني، يكنى: أبا عمرو، وقيل: أبا حكيم.
روي عنه: قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربع مائة راكب من مزينة، ثم سكن البصرة وتحول عنها إلى الكوفة، وقدم المدينة، فلما ورد على عمر اجتماع الفرس بنهاوند .. قدّم النعمان على الجيش وقال: إن قتل النعمان .. فحذيفة، وإن قتل حذيفة .. فجرير، فلما تصافّ القوم بنهاوند .. دعا النعمان الله أن يرزقه الشهادة، وينصر المسلمين، ويفتح عليهم، وقال: إذا هززت اللواء ثلاثا .. فاحملوا مع الثالثة، فلما هزه الثالثة .. حمل الناس معه، فقتل في يوم الجمعة سنة إحدى وعشرين، وأخذ الراية حذيفة ففتح الله على يديه، ولما جاء نعيه إلى عمر .. خرج إلى الناس فنعاه إليهم على المنبر، ووضع يده على رأسه وبكى.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: إن للإيمان بيوتا، وللنفاق بيوتا، وإن من بيوت الإيمان بيت ابن مقرن، رضي الله عنه.
226 - [عمر بن الخطاب]
(2)
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رياح-بالمثناة من تحت-ابن عبد الله بن قرط بن رزاح-براء مفتوحة ثم زاي-ابن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي
(1)«طبقات ابن سعد» (5/ 146)، و «طبقات خليفة» (ص 81)، و «معرفة الصحابة» (5/ 2653)، و «الاستيعاب» (ص 721)، و «أسد الغابة» (5/ 343)، و «سير أعلام النبلاء» (2/ 356)، و «تاريخ الإسلام» (3/ 239)، و «مرآة الجنان» (1/ 77)، و «البداية والنهاية» (7/ 129)، و «الإصابة» (3/ 532).
(2)
«طبقات ابن سعد» (3/ 245)، و «معرفة الصحابة» (1/ 38)، و «الاستيعاب» (ص 473)، و «المنتظم» (3/ 1148)، و «تاريخ عمر بن الخطاب» لابن الجوزي (ص 17 - 292)، و «أسد الغابة» (4/ 145)، و «تاريخ الإسلام» (3/ 253)، و «مرآة الجنان» (1/ 78)، و «البداية والنهاية» (7/ 139)، و «الإصابة» (2/ 511)، و «شذرات الذهب» (1/ 177).
أمير المؤمنين أبو حفص، أمه: حنتمة بنت هاشم، ويقال: هشام بن المغيرة أخت أبي جهل، أو بنت عمه.
ولد رضي الله عنه بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة في الجاهلية، إذا وقعت الحرب بين قريش أو بينهم وبين غيرهم .. بعثوه رسولا.
ولما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كان عمر شديدا عليه، ثم لطف الله به فأسلم في السادسة من النبوة بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة، فلما أسلم .. كبّر المسلمون فرحا بإسلامه، فلما أسلم .. نادى بإسلامه فضربه الكفار وضربهم حتى أجاره خاله، ولم تطب نفسه حين رأى المسلمين يضربون وهو لا يضرب، فرد على خاله جواره، فكان يضاربهم ويضاربونه إلى أن أظهر الله الإسلام.
قال علي رضي الله عنه: ما علمت أحدا هاجر إلا مختفيا إلا عمر؛ فإنه لمّا هم بالهجرة .. تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى في يده أسهما، وطاف بالكعبة والملأ من قريش بفنائها، ثم صلّى ركعتين عند المقام، ثم أتى حلقهم واحدة واحدة فقال: شاهت الوجوه، ومن أراد أن تثكله أمه، ويؤتم ولده، وترمل زوجته .. فليلقني وراء هذا الوادي، فما تبعه منهم أحد.
وشهد عمر بدرا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان شديدا على الكفار والمنافقين، وهو الذي أشار بقتل أسارى بدر، ونزل القرآن على وفق قوله في ذلك وغيره، وأجمعوا على كثرة علمه، ووفور فهمه وزهده وتواضعه، ورفقه بالمسلمين، وإنصافه ووقوفه مع الحق، وتعظيمه آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشدة متابعته له، واهتمامه بمصالح المسلمين، وإكرامه أهل الفضل والخير، وفضائله مشهورة.
استخلفه أبو بكر على الأمة، فقام بأمرها أحسن قيام وأتمه.
ومن كراماته المشهورة قضية سارية بن حصن، وهو أول من سمي بأمير المؤمنين، وله محاسن في الإسلام لا تحصى.
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: لما أسلم عمر .. كان الإسلام كالرجل المقبل لا يزداد إلا قربا، فلما قتل عمر .. كان الإسلام كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعدا.
وختم الله له بالشهادة، فطعنه عبد المغيرة بن شعبة أبو لؤلؤة حين أحرم لصلاة الصبح