الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما نزلت هذه الآية .. بكى عمر وقال: (كنا في زيادة في ديننا، فأما إذا كمل .. فإنه ما يكمل شيء إلا نقص)، فصدقه صلى الله عليه وسلم في ذلك، ولم ينزل بعدها حلال ولا حرام، ولا شيء من الفرائض والأحكام، وعاش صلى الله عليه وسلم بعد نزولها إحدى وثمانين ليلة، فكانت في معنى النعي له صلى الله عليه وسلم.
وفي آخر هذه السنة: قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا مسيلمة بكتابه وفيه: من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، السلام عليك، أما بعد: فإني أشركت في الأمر معك، ولنا نصف الأرض ولقريش نصفها، ولكن قريش قوم يعتدون، فقال صلى الله عليه وسلم لرسوليه:«فما تقولان أنتما؟ » قالا: نقول كما قال، فقال صلى الله عليه وسلم:«لولا أن الرسل لا تقتل .. لضربت أعناقكما» ، ثم كتب إليه:«من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين» (1).
وفيها: بعث صلى الله عليه وسلم جريرا إلى اليمن قبيل موته، فلقي ذا الكلاع (2) وذا عمرو وغيرهما، مذكور في «صحيح البخاري» (3).
***
السنة الحادية عشرة من الهجرة
: في صفر منها: ضرب على الناس بعثا إلى الشام، وفيهم أبو بكر وعمر وجلّة المهاجرين والأنصار (4)، وأمّر عليهم أسامة بن زيد، وأمره أن
(1) أخرجه الطبري في «تاريخه» (3/ 146)، وسؤاله صلى الله عليه وسلم للرسولين عند الحاكم (3/ 52)، وأبي داود (2755)، والطيالسي (251)، والبيهقي (9/ 211)، وأحمد (1/ 391).
(2)
واسمه: اسميفع بن باكوراء.
(3)
«صحيح البخاري» (4359).
(4)
أخرج ذلك ابن سعد في «الطبقات» (2/ 170)، وابن أبي شيبة (8/ 549) بأسانيد ضعيفة، لا تقف في وجه ما تواتر من استخلاف النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر على الصلاة عند ما مرض حتى مات، اللهم إلا إن يوفّق فيقال: لما ضرب البعث .. استنفر له الجميع، ثم استخلف النبي صلى الله عليه وسلم عند مرضه أبا بكر على الصلاة، فنسخ هذا هذا، والله أعلم، علما أن الواقدي في «المغازي» (3/ 1118) ذكر بإسناده: أنه لم يكن أبو بكر في البعث، وقال ابن كثير في «البداية» (5/ 234):(ومن قال: إن أبا بكر كان فيهم .. فقد غلط؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد به المرض وجيش أسامة مخيم بالجرف، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس، فكيف يكون في الجيش وهو إمام المسلمين بإذن الرسول من رب العالمين؟ ! ولو فرض أنه كان قد انتدب معهم .. فقد استثناه الشارع من بينهم بالنص عليه للإمامة في الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام، ثم لما توفي عليه الصلاة والسلام .. استطلق الصديق من أسامة عمر بن الخطاب، فأذن له في المقام عند الصديق، وأنفذ الصديق جيش أسامة)، وانظر «فتح الباري» (8/ 152)، و «منهاج السنة» (8/ 292).
يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم (1) من أرض فلسطين، وروي: أنه صلى الله عليه وسلم أمره أن يغير على ابنى صباحا وأن يحرق، وأبنى هذه هي القرية التي عند مؤتة حيث قتل أبوه زيد، وإنما أمره ليدرك ثأره، وطعن ناس في إمارته لكونه مولى حديث السّنّ، وكان إذ ذاك ابن ثماني عشرة سنة، فقال صلى الله عليه وسلم:«إن تطعنوا في إمارته .. فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وايم الله؛ إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان لأحبّ الناس إليّ، وإنّ هذا لمن أحبّ الناس إليّ بعده» (2).
وابتدأ بالنبي صلى الله عليه وسلم وجعه في أول شهر ربيع الأول (3)، وذلك: أنه خرج في جوف الليل إلى البقيع، فدعا لهم واستغفر كالمودع للأحياء والأموات، وأصبح مريضا من يومه يشكو رأسه (4)، فاستبطأ الناس في بعث أسامة لمرضه صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم عاصبا رأسه وجلس على المنبر، وقال:«أيها الناس؛ أنفذوا جيش أسامة» (5)، ثم نزل صلى الله عليه وسلم، فانكمش الناس في جهازهم، فخرج أسامة بجيشه حتى نزل الجرف من المدينة على فرسخ (6)، فضرب عسكره وتتامّ إليه الناس، وأقاموا ينتظرون ما الله قاض في رسوله.
وكان وجعه صلى الله عليه وسلم الخاصرة، وهو عرق في الكلية إذا تحرك .. أوجع صاحبه (7)، وكان مع ذلك يحمّ صلى الله عليه وسلم، وروى البخاري: أنه صلى الله عليه وسلم قال في مرض موته: «ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السّم» (8).
(1) البلقاء: بين الشام ووادي القرى، وهي حاليا في الأردن، من مدنها: السلط، ومأدبا، والزرقاء، والداروم: قلعة بعد غزة مطلة على البحر على الطريق إلى مصر.
(2)
أخرجه البخاري (6627)، ومسلم (2426).
(3)
ذكر المصنف رحمه الله تعالى في ملخص السيرة خلافا في ابتداء مرضه، انظر (1/ 133)، وانظر كلام الحافظ في «الفتح» (8/ 129).
(4)
أخرجه الحاكم (3/ 55)، وأحمد (3/ 489).
(5)
أخرجه البيهقي (6/ 266)، وعبد الرزاق (9993)، والطبراني في «الكبير» (3/ 130)، وابن سعد (2/ 249)(4/ 67)، والطبري في «تاريخه» (3/ 186).
(6)
الجرف: موضع على ثلاث أميال من المدينة جهة الشام، وهي الآن حي متصل بها.
(7)
هذا خلاف ما أخرجه البخاري معلقا بعد الحديث (4458)، وأحمد (6/ 118)، وأبو يعلى (4936)، وابن سعد (2/ 207) وغيرهم: أنه صلى الله عليه وسلم كانت تأخذه الخاصرة، فخافوا عليه، فلدوه، ثم أفاق فقال:«ظننتم أن الله عز وجل سلطها علي، ما كان الله ليسلطها علي» .والخاصرة: ذات الجنب.
(8)
سبق تخريجه في ملخص السيرة النبوية (1/ 133).
وكان صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه، فاشتد عليه المرض في يوم ميمونة، فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيت عائشة، فأذنّ له، فخرج صلى الله عليه وسلم ويد له على علي والأخرى على الفضل بن عباس، وأمرهم أن يهريقوا عليه من سبع قرب لم تحلل أوكيتهنّ ليعهد إلى الناس، فأجلسوه في مخضب لحفصة، فصبّ عليه من تلك القرب حتى طفق يشير بيديه أن قد فعلتنّ، ثم خرج إلى الناس فصلى بهم وخطبهم (1)، وصلّى على قتلى أحد واستغفر لهم كالمودع للأحياء والأموات (2)، وقال:«لا يبقى في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر» (3)، وأوصى بتنفيذ جيش أسامة، وقال:«استوصوا بالأنصار خيرا، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فأحسنوا إلى محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» ، ولم يخطب بعدها (4).
ولما عجز صلى الله عليه وسلم عن الخروج إلى المسجد .. أمر أبا بكر أن يصلي بالناس، فصلى أبو بكر بالناس تلك الأيام إلى أن توفي صلى الله عليه وسلم (5)، فدهش أصحابه دهشة عظيمة، وحقّ لهم ذلك، فاختلط عمر؛ فجعل يصيح ويحلف ما مات صلى الله عليه وسلم، وتهدد من قاله، وأقعد عليّ فلم يستطع حراكا، وأخرس عثمان فكان يذهب به ويجاء فلا يستطيع كلاما، وأضني عبد الله بن أنيس حتى مات كمدا.
ولم يكن فيهم أثبت من العباس وأبي بكر رضي الله عنهما، فخطبهم أبو بكر رضي الله عنه وعيناه تهملان، فقال: أما بعد: فمن كان يعبد محمدا .. فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله .. فإن الله حي لا يموت؛ قال الله تعالى {وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ} إلى {الشّاكِرِينَ} الآية. قال ابن عباس:
فو الله؛ لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرا من الناس إلا يتلوها، قال عمر: والله؛ ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلّني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي قد مات (6).
(1) أخرجه البخاري (198)، ومسلم (418) بلفظ قريب، وعند البخاري: أنه كان بين العباس وعلي، والوكاء: الخيط الذي تشد به الصرة وغيرها، والمخضب: إناء كبير يغتسل فيه.
(2)
أخرجه البخاري (4042)، ومسلم (2296).
(3)
أخرجه البخاري (3904)، ومسلم (2382)، والخوخة: الباب الصغير بين البيتين.
(4)
أخرجه البخاري (3799)، ومسلم (2510).
(5)
أخرجه البخاري (678)، ومسلم (420).
(6)
أخرجه البخاري (4454)، وابن حبان (6620)، وابن ماجه (1627).
فغسل صلى الله عليه وسلم في قميصه بعد أن سمعوا قائلا يقول: اغسلوه في ثيابه (1)، قيل: هو الخضر، وتولى غسله علي والعباس وابناه الفضل وقثم ومولياه أسامة بن زيد وشقران، وحضرهم أوس بن خولي الأنصاري (2).
وكفن صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة (3)، وكان في حنوطه المسك.
وفرغ من جهازه يوم الثلاثاء، ووضع على سريره في بيته، ثم أدخل الناس أرسالا يصلون عليه، حتى إذا فرغوا .. أدخل النساء، حتى إذا فرغن .. أدخل الصبيان، ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد (4)، واختلف في سبب ذلك، والظاهر: أن مثل ذلك لا يكون إلا عن توقيف.
قال أبو بكر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما دفن نبي إلا حيث يموت» ، فحفر له صلى الله عليه وسلم حول فراشه في منزل عائشة، وكان بالمدينة حافران: أبو طلحة يلحد، وأبو عبيدة يشق، فأرسلوا إليهما، وقالوا: اللهم؛ اختر لنبيك، واتفقوا على أن من جاء منهما أولا عمل عمله، فجاء أبو طلحة فلحد له (5)، ودخل قبره علي والعباس وابناه الفضل وقثم ومولاه شقران، وقيل: أدخلوا معهم عبد الرحمن بن عوف، وقيل: إن أوس بن خولي الأنصاري ناشد عليا كما ناشده حين الغسل فأدخله معهم (6)، وفرش شقران في القبر قطيفة قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها فدفنها معه، وقال: والله؛ لا يلبسها أحد بعدك (7)، وأطبق على اللحد الشريف تسع لبنات.
ودفن صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء، وقيل: ليلة الأربعاء، وذلك في شهر أيلول،
(1) أخرجه ابن حبان (6627)، والحاكم (3/ 59)، وأبو داود (3133).
(2)
أخرجه أحمد (1/ 260)، وابن سعد (2/ 241)، والطبري في «تاريخه» (3/ 211)، وعند أحمد:(صالح مولاه) بدل: (شقران)، وانظر «سيرة ابن هشام» (4/ 662).
(3)
أخرجه البخاري (1264)، ومسلم (941)، وسحولية: نسبة إلى قرية باليمن.
(4)
أخرجه ابن ماجه (1628)، وأبو يعلى (22)، والطبري في «تاريخه» (3/ 213).
(5)
أخرجه ابن حبان (6633)، وابن ماجه (1628)، والبيهقي (3/ 407)، وأحمد (1/ 292).
(6)
أخرجه ابن ماجه (1628)، والطبري في «تاريخه» (3/ 213)، وعند ابن حبان (6633): أن الذي دخل قبره علي والعباس والفضل.
(7)
أخرجه مسلم (967)، وابن حبان (6631)، وابن ماجه (1628).
وإنما أخروا دفنه لاشتغالهم بما وقع للمهاجرين والأنصار من خلاف، حتى قال قائل من الأنصار في سقيفة بني ساعدة: منا أمير ومنكم أمير، وخشوا تفاقم الأمر، فنظروا فيها حتى استوى الأمر وانتظم الشمل، فبايع عمر وأبو عبيدة ابن الجراح في جماعة من المهاجرين والأنصار لأبي بكر رضي الله عنه في سقيفة بني ساعدة، ثم بايعوه أيضا من الغد في المسجد، وهو على المنبر في ملأ منهم ورضا (1)، فكشف الله الكربة وأطفأ نار الخلاف، والحمد لله رب العالمين.
ولم يتخلف عن بيعته رضي الله عنه إلا سعد بن عبادة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، تخلفا ولم يحصل منهما شق عصا ولا مخالفة ولا ادعاء ذلك لأنفسهما ولا لغيرهما، وإنما كفّا أيديهما عن المبايعة مع الانقياد لأمره ونهيه رضي الله عنهم أجمعين (2).
وفي هذه السنة: توفيت حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيها: توفيت فاطمة البتول ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام.
وفيها: قتل عكاشة بن محصن الأسدي.
وفيها: قتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة الحنظلي مع رهط من قومه ممن كان منع الزكاة.
وفيها: لما علمت العرب بموته صلى الله عليه وسلم .. ارتد بعضهم عن الإسلام والعياذ بالله، وثبت بعضهم على الإسلام، منهم أهل الحرمين الشريفين وعبد القيس في البحرين وثقيف، بعد أن اضطرب أهل مكة، وهموا بالرجوع عن الإسلام، حتى خافهم أميرهم عتّاب بن أسيد، فاختفى منهم، فقام فيهم سهيل بن عمرو، فثبّتهم وحضهم على الإقامة على الإسلام، وإلى ذلك المقام أشار صلى الله عليه وسلم بقوله لعمر لما أشار إليه بقتل سهيل:«لعله يقوم مقاما تحمده فيه» (3).
(1) أخرجه البخاري (3668)، وابن حبان (414)، والحاكم (3/ 76)، والبيهقي (8/ 143)، وأحمد (1/ 55) وغيرهم.
(2)
انظر الحديث السابق، وعدم مبايعة سيدنا علي وتأخرها إلى ما بعد وفاة السيدة فاطمة عند البخاري (4240)، ومسلم (1759)، وقد أخرج الحاكم (3/ 76)، والبيهقي (8/ 143) ما يفيد أنه بايع، وهو بإسناد صحيح كما قال ابن كثير، وبه أثبت المبايعة أولا، وجمع بأن ما في «الصحيحين» إنما هو تجديد لها، وانظر تمام كلامه في «البداية والنهاية» (261/ 5 و 299)، وكلام الإمام النووي في «شرح مسلم» (12/ 77).
(3)
سبق تخريجه في ترجمة سهيل بن عمرو رضي الله عنه (1/ 177).
وبعض العرب منع من أداء الزكاة فقط، فأشار الناس على أبي بكر بالمقاربة فخالفهم، وكان رضي الله عنه فيه لين، إلا أنه حزم وشدّد، فلم يزل يحاربهم حتى أعلى الله كلمة الحق، وأشاروا إليه برد جيش أسامة ليستعين بهم، فأبى إلا إمضاءه كما أوصى به صلى الله عليه وسلم، وكان في تنفيذه مصلحة عظيمة؛ فإن المخالفين من العرب لما رأوا الجيش متوجها إلى أطراف الشام .. استهابوا ذلك واستعظموه، فضعفت قواهم ووهنت عزائمهم، فعقد أبو بكر رضي الله عنه أحد عشر لواء، وقطع عليها البعوث:
عقد لخالد بن الوليد، وأمره أن يبدأ بطليحة الأسدي، فإذا فرغ منه .. سار إلى مالك بن نويرة بالبطاح إن أقام له.
وعقد لعكرمة بن أبي جهل، وأمره بمسيلمة.
وعقد للمهاجر بن أبي أمية، وأمره بجنود الأسود العنسي ومعونة الأبناء على قيس بن المكشوح ومن أعانه من اليمن (1)، ثم يمضي إلى كندة بحضرموت.
وعقد لخالد بن سعيد بن العاصي إلى مشارف الشام.
ولعمرو بن العاصي على جماع قضاعة ووديعة والحارث.
وعقد لحذيفة بن محصن، وأمره بأهل دبا.
ولعرفجة بن هرثمة، وأمره بمهرة (2).
ولشرحبيل ابن حسنة على قضاعة.
ولطريفة بن حاجز، وأمره ببني سليم وهوازن.
ولسويد بن مقرّن، وأمره بتهامة اليمن.
(1) الأبناء-كفيروز الديلمي-رضي الله عنه-الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وداذويه بن هرمز-: هم أبناء الأساورة من فارس الذين بعثهم كسرى مع سيف بن ذي يزن لقتال الحبشة، فنفوهم عن اليمن، وغلبوا عليها، ثم أسلموا وقتلوا الأسود العنسي بمشاركة قيس بن مكشوح، وردّوا الأمر إلى قيس، فكان أميرا على صنعاء، فخاف أن يغلبوه عليها فارتد وتابعه جماعة من أصحاب الأسود، وفتك بداذويه، وفر فيروز إلى أبي بكر، ثم ما لبث أن أسر قيس، وحمل إلى أبي بكر، فوبّخه، فأنكر الردة، وعفا عنه، انظر «طبقات ابن سعد» (5/ 533)، و «تاريخ الإسلام» (3/ 30)، و «الإصابة» (3/ 204).
(2)
مهرة: قال ياقوت في «معجم البلدان» (5/ 234): (مهرة: بالفتح ثم السكون، هكذا يرويه عامة الناس، والصحيح: مهرة بالتحريك، وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه).