الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عين التمر (1)، وأرى الفرس ذلا وهوانا، ثم خرق البرية إلى الشام، فاجتمع بجيوش المسلمين.
وفيها: وقعة أجنادين بقرب الرّملة (2)، استشهد فيها جماعة من الصحابة، ثم كان النصر والفتح ولله الحمد.
وفيها: توفي أبو بكر الصديق، وعهد بالخلافة لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
وفيها: توفي أمير مكة عتّاب بن أسيد، قيل: إنه توفي في اليوم الذي توفي فيه أبو بكر رضي الله عنهما (3).
وفيها: قتل أبو عبيد بن مسعود الثقفي والد المختار بن أبي عبيد الكذاب بالعراق في حرب الفرس، وقيل: في سنة أربع عشرة (4).
***
السنة الرابعة عشرة
: فيها: عزل عمر خالد بن الوليد؛ لأنه كان يرد المهالك ويغرر المسلمين، وجعل الأمر كلّه إلى أبي عبيدة ابن الجراح، مع أن عمر رضي الله عنه قد أشار على أبي بكر بتقديم خالد في حرب بني حنيفة، وإنما عزله لرجحان مصلحة ظهرت له في أبي عبيدة، فلما بلغ كتاب عمر إلى أبي عبيدة .. أخفاه وتركه مصلحة بالناس على حالته، فعلم خالد بذلك، فعتب على أبي عبيدة حيث لم يعلمه بالعزل، وقال: والله؛ لو تولى عليّ عبد .. لسمعت وأطعت.
وفي رجب منها: فتحت دمشق بعد حصار طويل وأمير الناس أبو عبيدة، وكان خالد لا يغفل، فاتفق أنه ظهر لبطريقها ولد، فاصطنع عليه طعاما، فغفل الروم عن مواقفهم، فرقي خالد وأصحابه في حبال كالسلاليم، وأول من تسلق فيها القعقاع بن عمرو ومذعور بن عدي، وأثبتا بالشّرف بقية الحبال للناس، فلما أحس الروم بما فعل خالد .. بادروا إلى الأبواب ودعوا أبا عبيدة إلى الصلح، ولم يعلم المسلمون وأبو عبيدة بفتح خالد، فدخل من بابه عنوة، وبقية المسلمين من الأبواب صلحا، فالتقوا في وسط البلد، هذا استعراضا
(1) عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار، غربي الكوفة.
(2)
أجنادين: موضع بقرب الرملة المدينة العظيمة بفلسطين.
(3)
انظر ما مر في ترجمته عن الخلاف في وقت وفاته، وما ذكرناه عن الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى (1/ 164).
(4)
اختلف في سنة وفاته تبعا للخلاف في وقت الغزوة، وإلا .. فلا خلاف أنه توفي في معركة الجسر، وسيأتي ذكر المعركة بعد قليل في حوادث سنة (14 هـ).
وانتهابا، وهؤلاء صلحا وتسكينا، وكتبوا إلى عمر في إمضاء صلح أبي عبيدة أو يجعل فتح دمشق عنوة كما صدر من خالد، فأشار بجعل فتحها صلحا، وكان صلح أبي عبيدة على أن يحملوا من الأموال والمتاع ما استقلت به إبلهم، وألاّ يتبعهم أحد إلى الفضاء ثلاثة أيام، ثم إنهم لم يفوتوا خالدا رضي الله عنه؛ فإنهم لما حملوا ما أمكنهم حمله [ونظر خالد إلى كثرة أحمالهم .. رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم؛ اجعله لنا، وملّكنا إياه، واجعل هذه الأمتعة قوتا للمسلمين، آمين، وأضمر المسير بعد ثلاثة أيام في طلبهم]، فلما كان بعد ثلاث .. اتفق خالد مع واحد من الروم كان أسلم أن يتبعوهم في سرية من المسلمين ويدلهم على طريقهم، فتبعوهم ومشى معهم الدليل، وجدّ المسلمون في السير بعدهم، فوجدوهم قد صعدوا جبلا عاليا وهبطوا منه في واد من أوديتهم وقد أمنوا أن يلحقهم أحد إلى ذلك الوادي، وكان قد أصابهم مطر وتعب، فجففوا ما معهم من الثياب، فاكتسى الوادي، وسمي الوادي لذلك مرج الديباج، ورقدوا من تعب السير، فلم يستيقظوا إلا وقد وضع خالد وأصحابه فيهم السيف، وكان مع أميرهم بنت ملكهم، فقتله خالد، وسبيت بنت الملك، وقتلوا منهم خلائق، وهرب بعضهم، ونهبوا أموالهم، ورجع المسلمون سالمين غانمين، وأرسل ملك الروم بمال عظيم في فداء ابنته، فراجع أبو عبيدة عمر في ذلك، فقال: ردوها وردوا المال فتكون لنا المنة عليهم، ولا تريهم أن لنا في الدنيا رغبة، ولا عندنا منهم رهبة (1).
وفيها: كانت وقعة جسر أبي عبيد، واستشهد يومئذ أبو عبيد بن مسعود الثقفي والد المختار الكذاب في نحو ثمان مائة من المسلمين، وكانت الوقعة في مكان على مرحلتين من الكوفة.
وفيها: ندب عمر عتبة بن غزوان المازني، فمصّر البصرة، واختط المنازل، وبنى جامعها بالقصب، وسميت بصرة بأرضها البصرة؛ وهي الحجارة الرخوة.
وفيها: توفي أبو قحافة والد أبي بكر، وسعد بن عبادة كما ذكره الذهبي، وذكرهما غيره في سنة خمس عشرة، قاله الشيخ اليافعي (2).
وفيها: فتحت بعلبك وحمص، وهرب هرقل عظيم الروم إلى القسطنطينية.
(1) انظر «فتوح الشام» (ص 63).
(2)
لم يذكر اليافعي في «مرآة الجنان» (1/ 71) إلا وفاة سعد سنة خمس عشرة، والذي عند الذهبي في «تاريخ الإسلام» (3/ 146)، و «العبر» (1/ 19): أن سعد بن عبادة توفي سنة خمس عشرة، وأما أبو قحافة .. فلم يذكره إلا في «تاريخ الإسلام» (3/ 137)، وذكر أنه توفي سنة أربع عشرة.