الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
20 - [حمزة بن عبد المطّلب]
(1)
حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوه من الرضاعة، وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، يكنى: أبا عمارة وأبا يعلى بابنيه عمارة ويعلى.
أسلم في السنة الثانية من المبعث، وأعز الله به الإسلام، فقاتل يوم بدر بسيفين، وبارز وأبلى فيها بلاء عظيما، وكذلك فعل يوم أحد.
قيل: إنه قتل بأحد واحدا وثلاثين نفسا، ثم قتله وحشي بن حرب الحبشي مولى جبير بن مطعم بعم مولاه طعيمة بن العدي بن الخيار، وكان حمزة قتل طعيمة ببدر، وبقرت هند بطن حمزة، وأخرجت كبده فلاكتها، ولم تسغها فلفظتها، فقال صلى الله عليه وسلم:
«لو دخل بطنها .. لم تمسها النار» (2)، وذلك للنصف من شوال سنة ثلاث، وعمره سبع وخمسون سنة، وقيل: تسع وخمسون، وقيل: أربع وخمسون سنة.
وروى حديث: «الزموا هذا الدعاء: اللهم؛ إني أسألك باسمك الأعظم، ورضوانك الأكبر» (3).
وهاجر إلى المدينة، وبعثه صلى الله عليه وسلم إلى سيف البحر، قال أبو الحسن المدائني: وهو أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخالفه ابن إسحاق فقال: أول لواء عقده صلى الله عليه وسلم لعبيدة بن الحارث بن المطلب.
وسبب الخلاف كما قال ابن سيد الناس في «سيرته» : (وذلك أن بعث حمزة وبعث عبيدة كانا معا فشبّه ذلك على الناس)(4).
وأسند أبو عوانة إلى أبي لبيبة عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1)«النسب» لابن سلام (ص 196)، و «طبقات ابن سعد» (3/ 7)، و «المعارف» (ص 124)، و «الاستيعاب» (ص 135)، و «أسد الغابة» (2/ 51)، و «التبيين» (ص 144)، و «سير أعلام النبلاء» (1/ 171)، و «تاريخ الإسلام» (2/ 200)، و «العقد الثمين» (4/ 227)، و «الإصابة» (1/ 353).
(2)
ذكره ابن سعد في «الطبقات» (3/ 13).
(3)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (3/ 151)، والديلمي في «الفردوس» (1847).
(4)
«عيون الأثر» (1/ 271).
ورثاه كعب بن مالك-وقيل: عبد الله بن رواحة (2) -بقوله: [من الوافر]
بكت عيني وحقّ لها بكاها
…
وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الإله غداة قالوا
…
أحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا
…
هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى لك الأركان هدّت
…
فأنت الماجد البر الوصول
عليك سلام ربك في جنان
…
يخالطها نعيم لا يزول
ألا يا هاشم الأخيار صبرا
…
فكل فعالكم حسن جميل
رسول الله مصطبر كريم
…
بأمر الله ينطق إذ يقول
ألا من مبلغ عني لؤيّا
…
فبعد اليوم دائلة تدول
وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا
…
وقائعنا بها يشفى الغليل
نسيتم ضربنا بقليب بدر
…
غداة أتاكم الموت العجيل
غداة ثوى أبو جهل صريعا
…
عليه الطير حائمة تجول
وعتبة وابنه خرّا جميعا
…
وشيبة عضّه السيف الصقيل (3)
ألا يا هند لا تبدي شماتا
…
بحمزة إن عزّكم ذليل
ألا يا هند فابكي لا تملّي
…
فأنت الواله الحرّى الثكول
ولم يعقب حمزة رضي الله عنه (4).
(1) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (3/ 198)، والطبراني في «الكبير» (3/ 149) كلاهما عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فراوي الحديث هو أبو لبيبة وليس جده.
(2)
القائل: هو ابن إسحاق كما نقل ابن عبد البر في «الاستيعاب» (ص 137).
(3)
عضّه بالسيف: ضربه به.
(4)
قال في «التبيين» (ص 147): (قال مصعب: ولد لحمزة خمسة رجال لصلبه كلهم ماتوا عن غير عقب، ولم يبق لحمزة عقب).