الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حليف بني عبد الأشهل من الأنصار، واليمان لقب أبيه حسل، وقيل: لقب جده الرابع، لقب بذلك لمحالفة الأنصار وهم من اليمن.
أسلم هو وأبوه، وهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد أحدا، وقتل أبوه في أحد، قتله المسلمون خطأ، فوهب لهم حذيفة دمه.
وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين يعلمهم وحده، وأرسله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب سريّة وحده ليأتيه بخبر القوم، فوصلهم وجاءه بخبرهم، وحديثه مشهور في الصحيح (1).
وحضر حرب نهاوند، فلما قتل أمير الجيش النعمان بن مقرن .. أخذ الراية حذيفة، ففتح الله على يديه، وفتح على يديه همذان والري والدّينور، وشهد فتح الجزيرة، وولاه عمر المدائن، ونزل نصيبين.
وكان كثير السؤال لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحاديث الفتن والشر ليجتنبها، وسأله رجل: أيّ الفتن أشد؟ قال: أن يعرض عليك الخير والشر فلا تدري أيهما تترك.
توفي بالمدائن بعد قتل عثمان قبل وقعة الجمل سنة ست وثلاثين، رضي الله عنه.
254 - [سلمان الفارسي]
(2)
سلمان الفارسي، ويقال له: سلمان الخير أبو عبد الله مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أصله من فارس من جيّ-بالجيم وتشديد التحتانية-قرية من قرى أصبهان، وقيل:
من رامهرمز.
وكان أبوه دهقان قريته، وكان مجوسيا، فهرب سلمان من أبيه ولحق براهب، ثم جماعة رهبان واحدا بعد واحد يصحبهم إلى وفاتهم إلى أن دله آخرهم للذهاب إلى الحجاز، فأخبره بظهور النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، وبين كتفيه خاتم النبوة، فقصد الحجاز مع عرب فغدروا به وباعوه في وادي القرى ليهودي، ثم اشتراه منه
(1) أخرجه مسلم (1788)، وابن حبان (7125)، والحاكم في «المستدرك» (3/ 31).
(2)
«طبقات ابن سعد» (4/ 69)، و «معرفة الصحابة» (3/ 1327)، و «الاستيعاب» (ص 291)، و «المنتظم» (3/ 273)، و «أسد الغابة» (2/ 417)، و «تهذيب التهذيب» (1/ 226)، و «سير أعلام النبلاء» (1/ 505)، و «تاريخ الإسلام» (3/ 510)، و «مرآة الجنان» (1/ 100)، و «الإصابة» (2/ 60)، و «شذرات الذهب» (1/ 209).
يهودي من بني قريظة، فقدم به المدينة، فأقام بها مدة حتى قدمها صلى الله عليه وسلم، فأتاه بصدقة فلم يأكل منها، ثم أتاه بهدية فأكل منها، ثم دار خلف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى الخاتم فقبله وبكى، فحوله النبي صلى الله عليه وسلم بين يديه.
وكاتب سلمان مولاه على أربعين أوقية ذهبا وغرس ثلاث مائة نخلة، فقال صلى الله عليه وسلم:«أعينوا أخاكم سلمان» فأعانوه حتى اجتمعت، فغرسها صلى الله عليه وسلم كلها بيده الكريمة، فحملت من عامها فلم تمت منها واحدة، وأعانه صلى الله عليه وسلم بقدر بيضة من ذهب أتى بها من بعض المعادن، فأوفى منها أربعين أوقية (1).
ولم يشهد بدرا وأحدا بسبب الرق، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد وهو الذي أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدرداء.
وكان أبو الدرداء قد سكن الشام، فكتب إلى سلمان: أما بعد: فإن الله قد رزقني بعدك مالا وولدا، ونزلت الأرض المقدسة.
فكتب إليه سلمان: سلام عليك، أما بعد: فإنك كتبت إلي أن الله رزقك مالا وولدا، فاعلم أن الخير ليس بكثرة المال ولا الولد، ولكن الخير أن يكثر حلمك، وأن ينفعك علمك، وكتبت إليّ أنك بالأرض المقدسة، وإن الأرض المقدسة لا تقدس أحدا.
وكان سلمان رضي الله عنه من فضلاء الصحابة وزهادهم وعلمائهم وذي القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال النووي: (ونقلوا اتفاق العلماء على أن سلمان عاش مائتين وخمسين سنة وقيل: إنه أدرك وصي عيسى ابن مريم)(2).
وتوفي بالمدائن سنة ست وثلاثين، وقيل: خمس وثلاثين.
وروى الترمذي بإسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي، وعمار، وسلمان» وحسن الحديث (3)، رضي الله عنهم أجمعين.
(1) أخرجه البيهقي (10/ 322)، وأحمد (5/ 445)، والطبراني في «الكبير» (6065).
(2)
«تهذيب الأسماء واللغات» (1/ 227).
(3)
«سنن الترمذي» (3797).