المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الحديث السابع عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ - كشف اللثام شرح عمدة الأحكام - جـ ٢

[السفاريني]

فهرس الكتاب

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌الحديث العاشر

- ‌الحديث الحادى عشر

- ‌باب فضل صلاة الجماعة ووجوبها

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌باب الأذان

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌باب استقبال القبلة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌باب الصفوف

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌باب الإمامة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌باب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌الحديث العاشر

- ‌الحديث الحادي عشر

- ‌الحديث الثاني عشر

- ‌الحديث الثالث عشر

- ‌الحديث الرابع عشر

- ‌باب وجوب الطمأنينة في الركوع والسجود

- ‌باب القراءة في الصلاة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌باب ترك الجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

- ‌باب سجود السهو

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌باب المرور بين يدي المصلي

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌باب جامع لأحكام متفرقة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌باب التشهد

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

الفصل: ‌ ‌الحديث السابع عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ

‌الحديث السابع

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ؛ مِمَّا يُطِيلُ بنَا، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَضِبَ فِي مَوْعِظَةٍ قَطُّ أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ يَوْمَئِذٍ، فًقَالَ:"يا أيها النُّاسُ! إِنَّ مِنْكُم مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ، فَلْيُوجِزْ؛ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِه الكَبِيرَ، والصَّغِيرَ، وَذَا الحَاجَةِ"(1).

* * *

(1) تَخْرِيج الحَدِيث:

رواه البخاري (90)، كتاب: العلم، باب: الغضب في الموعظة والتعليم، إذا رأى ما يكره، و (670)، كتاب: الجماعة والإمامة، باب: تخفيف الإمام في القيام، وإتمام الركوع والسجود، و (672)، باب: من شكا إمامه إذا طوَّل، و (5759)، كتاب: الأدب، باب: ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله، و (6740)، كتاب: الأحكام، باب: هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان، ومسلم (466)، كتاب: الصلاة، باب: أمر الأئمة بتخفيف الصلاة في تمام، وابن ماجه (984)، كتاب: الصلاة، باب: من أمَّ قوماً فليخفف.

* مصَادر شرح الحَدِيث:

"إكمال المعلم" للقاضي عياض (2/ 382)، و"شرح مسلم" للنووي (4/ 184)، و"فتح الباري" لابن رجب (4/ 207)، و"فتح الباري" لابن حجر (2/ 198)، و"عمدة القاري" للعيني (5/ 240)، وانظر مصادر الشرح في الحديث السابق.

ص: 303

(عن أبي مسعود) عقبةَ بنِ عمرِو بنِ ثعلبةَ، الخزرجيِّ (الأنصاريِّ رضي الله عنه)، شهد العقبة الثانية، وكان أصغر من حضرها، وقد اشتهر بالبدري، ولم يشهد بدراً عند جمهور أهل العلم بالسير، وإنما نسب إلى بدر؛ لأنه نزله، فنسب إليه.

وسكن الكوفة، ومات بها في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه قبل الأربعين.

وقيل: إنه تأخر إلى إحدى، أو اثنتين وأربعين.

روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مئة حديث وحديثان، اتفقا منها على تسعة، وانفرد البخاري بواحد، ومسلم بسبعة (1).

(قال) أبو مسعود رضي الله عنه: (جاء رجل).

قال في "الفتح": لم أقف على تسميته. ووهم من زعم أنه حزم بن أبي كعب، فإن قصته كانت مع معاذ، انتهى (2). كما يأتي ذلك بعد ثلاثة أبواب.

وقال البرماوي: الشاكي: حَرام -بالحاء المهملة والراء- بنُ مِلْحان.

واسم ملحان: مالكُ بنُ خالدِ بن زيد بن حَرام النجَّاري، خالُ أنس بن مالك.

(1) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 16)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (6/ 429)، و"الثقات" لابن حبان (3/ 279)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (3/ 1074)، و"تاريخ بغداد" للخطيب (1/ 157)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (40/ 507)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (4/ 55)، و"تهذيب الكمال" للمزي (20/ 215)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (2/ 493)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (4/ 524)، و"تهذيب التهذيب" له أيضاً (7/ 220).

(2)

انظر: "فتح الباري" لابن حجر (2/ 198).

ص: 304

وقيل: إنه سُلَيم -بضم السين المهملة- بنُ الحارث، قاله البخاري في "تاريخه الكبير"(1).

ووقع عند القرطبي: أنه سَلْم -بإسكان اللام- (2).

وعند الطحاوي في "معاني الآثار": أنه رجل من بني سليم، يقال له: سليم (3).

وفي "سنن أبي داود" تسميته: حزم بن أبي كعب (4)، وكذا هو في "تاريخ البخاري" أيضاً (5).

ونقله ابن الجوزي عن "طبقات ابن سعد"(6).

ووهم من قال: ابن أبي حزم -بفتح الحاء المهملة وتشديد الزاي- بن أبي العين، وضبطه كذلك. قال البرماوي: وكأنَّه تصحف عليه بابن حزم المذكور آنفاً، انتهى ملخصاً.

(إلى النبي صلى الله عليه وسلم) متعلق بـ: جاء، (فقال): يا رسول الله! (إني لأتأخر عن صلاة الصبح).

وفي لفظٍ: "الغداة"(7)، فلا أحضرها مع الجماعة لأجل التطويل.

(1) انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (3/ 110).

(2)

انظر: "المفهم" للقرطبي (2/ 76).

(3)

انظر: "شرح معاني الآثار" للطحاوي (1/ 409).

(4)

انظر: "سنن أيي داود"(791)، (1/ 210).

(5)

انظر: "التاريخ الكبير" للبخاري (3/ 110).

(6)

لم أره في "الطبقات الكبرى" لابن سعد.

(7)

وهو لفظ البخاري المتقدم تخريجه في حديث الباب برقم (670)، و (5759)، و (6740).

ص: 305

وفي رواية ابن المبارك: "والله إني لأتأخر"(1)، بزيادة القسم.

وفيه: جواز فعل ذلك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر عليه، وإنما خص صلاة الفجر -التي هي صلاة الغداة- بالذِّكر؛ لأنها تطول فيها القراءة غالباً، ولأن الانصراف منها وقت التوجه لمن له حرفة إليها (2).

(من أجل فلانٍ) استظهر في "الفتح": أن المراد بفلان: أُبَيُّ بنُ كعب رضي الله عنه، كما أخرجه أبو يعلى الموصلي، بإسنادٍ حسن، عن جابر رضي الله عنه، قال: كان أبي بن كعب يصلي بأهل قباء، فاستفتح سورة طويلة، فدخل معه غلامٌ من الأنصار في الصلاة، فلما سمعه استفتحها، انفتل من صلاته، فغضب أُبيٌّ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو الغلام، وأتى الغلام يشكو أبيّاً

الحديث (3).

قال: وهذا أظهر من حمله على قصة معاذ؛ لأن قصته كانت في العشاء، وكان معاذ إمامها، وكانت في مسجد بني سلمة، وهذه كانت في الصبح، وكانت في مسجد قباء. ووهم من فسر الإمام المبهم هنا بمعاذ بن جبل رضي الله عنه (4).

(مما يطيل بنا) تعليل لتأخره عن صلاة الصبح جماعةً.

(قال) أبو مسعودٍ الأنصاري رضي الله عنه: (فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظةٍ) من المواعظ التي كان يخطبها أصحابه.

(1) وهي رواية البخاري المتقدم تخريجها برقم (6740) عنده.

(2)

انظر: "فتح الباري" لابن حجر (2/ 198).

(3)

رواه أبو يعلى الموصلي في "مسنده"(1798).

(4)

انظر: "فتح الباري" لابن حجر (2/ 198).

ص: 306

(قط أشدَّ مما غضب يومئذٍ)، وهو نعت لمصدرٍ محذوفٍ؛ أي: غضباً أشد (1).

وكأنَّ حكمة ما ظهر من الغضب: لإرادة الاهتمام لما يلقيه لأصحابه؛ ليكونوا من سماعه على بالٍ؛ لئلا يعود من فعل ذلك إلى مثله (2).

وفي حديث جابرٍ الذي خرَّجه أبو يعلى: فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجهه (3).

(فقال: يا أيها الناس! إنَّ منكم منفرين).

ولعل قصة أُبي هذه، بعد قصة معاذ، فلهذا أتى بصيغة الجمع، وفي قصة معاذ: واجهه بالخطاب بقوله له: "أفتان أنت يا معاذ؟ "(4)، ولهذا ذكر في هذا الغضب، ولم يذكر في قصة معاذ:(فأيكم أَمَّ الناسَ، فليوجز)؛ أي: يخفف، يقال: كلامٌ وجيزٌ؛ أي: خفيفٌ مقتصد، كما في "النهاية"(5).

وفي لفظٍ: "فليخفف"(6)

قال ابن دقيق العيد: التطويل والتخفيف من الأمور الإضافية، فقد يكون

(1) انظر: "النكت على العمدة" للزركشي (ص: 90).

(2)

قاله أبو الفتح اليعمري، كما نقله الحافظ ابن حجر في "الفتح"(2/ 199).

(3)

تقدم تخريجه قريباً.

(4)

رواه البخاري (673)، كتاب: الجماعة والإمامة، باب: من شكا إمامه إذا طوَّل، ومسلم (465)، كتاب: الصلاة، باب: القراءة في العشاء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

(5)

انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (5/ 155).

(6)

هو لفظ البخاري المتقدم تخريجه برقم (90) عنده.

ص: 307

الشيء خفيفاً بالنسبة إلى عادة قوم، طويلاً بالنسبة لعادة آخرين (1).

(فإن من ورائه)؛ أي: الإمام.

(الكبير) العاجز، (والصغير) الدْي لم تكمل قوته، ولم ترتَضْ نفُسه ليأثر التطويل في الصلاة، (وذا الحاجة) التي يشتغل باله بخوف فواتها، أو نحو ذلك.

وعند مسلمٍ في رواية، وأبي داود:"أنت إمامهم، واقتد بأضعفهم"(2).

قال الطيبي: قوله: "اقتد بأضعفهم" جملة إنشائية عطفت على "أنت إمامهم" وهي خبرية على تأويل: أُمَّهم، وإنما عدل إلى الاسمية؛ لدلالتها على الثبات، وأنَّ إمامته قد حصلت، وهو صلى الله عليه وسلم مخبر ضها.

والحاصل: أنه يراعي أضعف الجماعة المقتدين به، والله تعالى الموفق.

* * *

(1) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (1/ 209).

(2)

تقدم تخريجه من حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه.

ص: 308