الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الثالث
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي المَغْرِبِ بالطُّورِ (1).
* * *
(عن) أبي محمد (جبير) -بضم الجيم، وفتح الموحدة، وسكون الياء- (بن مطعم) -بضم الميم، وسكون الطاء، وكسر العين المهملتين -بنِ
(1) * تَخْرِيج الحَدِيث:
رواه البخاري (731)، كتاب: صفة الصلاة، باب: الجهر في المغرب، و (2885)، كتاب: الجهاد، باب: فداء المشركين، و (3798)، كتاب: المغازي، باب: شهود الملائكة بدراً، و (4573)، كتاب: التفسير، باب: تفسير سورة: {وَالطُّورِ} ، ومسلم (463)، كتاب: الصلاة، باب: القراءة في الصبح، وأبو داود (811)، كتاب: الصلاة، باب: قدر القراءة في المغرب، والنسائي (987)، كتاب: الافتتاح، باب: القراءة في المغرب بالطور، وابن ماجه (832)، كتاب: الصلاة، باب: القراءة في صلاة المغرب.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
"الاستذكار" لابن عبد البر (1/ 425)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 17)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (1/ 513)، و"فتح الباري" لابن رجب (4/ 437)، و"فتح الباري" لابن حجر (2/ 248)، و"عمدة القاري" للعيني (1/ 425)، و"سبل السلام" للصنعاني (1/ 176)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (2/ 257).
عديِّ بنِ نوفلِ بنِ عبدِ منافِ بنِ قصيٍّ، القرشيِّ النوفليِّ (رضي الله عنه). روى محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، لأكلمه في أسارى بدر، فوافقته، وهو يصلي بأصحابه المغرب أو العشاء، فسمعته، وهو يقرأ، وقد خرج صوته من المسجد {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ} [الطور: 7 - 8]، قال: وكأنما صدع قلبي (1)، وفي رواية: فسمعته يقرأ: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} [الطور: 35 - 36]، وكاد قلبي يطير، فلما فرغ من صلاته، كلمته في أسارى بدر، فقال:"لو كان أبوك الشيخ حياً، فأتانا فيهم؛ شفعناه"(2).
وذلك أن المطعم كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يد؛ وهي أنه كان أجار رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لما قدم من الطائف؛ حين دعا ثقيفاً إلى الإسلام، وكان أحد الذين قاموا في شأن الصحيفة ونقضوها، وكانت وفاة المطعم في صفر، في الثانية من الهجرة، قبل بدر بنحو سبعة أشهر، ثم أسلم ابنه جبير بعد ذلك؛ يوم الفتح، وقال ابن الأثير: عام خيبر، وقيل: بعد الحديبية وقبل الفتح. وكان جبير بن مطعم رضي الله عنه من حكماء قريش، وساداتهم، وكان يؤخذ عنه النسب؛ فإنه كان عالماً بأنساب العرب، من أنسب قريش لقريش، وكان يقول: إنما أخذت النسب عن أبي بكر الصديق- رضي الله عنه.
قال أبو عمر: يقال: إنه أول من لبس طيلساناً بالمدينة.
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(4/ 83)، والطبراني في "المعجم الكبير"(1499)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 212)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 444)، وغيرهم.
(2)
كذا ذكر ابن عبد البر سياقه في "الاستيعاب"(1/ 232)، ورواه أبو عبيد في "الأموال"(302)، نحوه.
وأقام جبير رضي الله عنه بالمدينة إلى أن توفي بها سنة سبع وثلاثين، وقيل: ثمان، وقيل: تسع، وقيل: أربع.
ورجح ابن الأثير الأول في "أسد الغابة"، والثالث: الذهبي في "الكاشف"، والرابع: ابن الأثير في "جامع الأصول"، والنووي في "التهذيب".
روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستون حديثاً، وقيل: سبعون، اتفقا على ستة، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بحديث (1).
(قال) جُبير بن مُطْعِم رضي الله عنه: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم) وهذا مما سمعه جبير من النبي صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه، لمَّا قَدِمَ بفداء الأسارى، وهذا النوع في الأحاديث قليل، يعني: التحملَ قبل الإسلامِ، والأداءَ بعده.
(يقرأ)، وفي لفظ:"قرأ"(2)(في) صلاة (المغرب)(بـ) سورة (الطور) زاد البخاري: وكان في أسارى بدر (3)، زاد الإسماعيلي من طريق مَعمَر: وهو يومئذ مشرك (4).
قال جُبير -كما في رواية عند البخاري-: وذلك أول ما وَقَر الإيمان في
(1) وانظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 223)، و"الثقات" لابن حبان (3/ 50)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (1/ 517)، و"جامع الأصول" له أيضاً (14/ 242 - قسم التراجم)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (1/ 153)، و"تهذيب الكمال" للمزي (4/ 506)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (3/ 95)، و"الكاشف" له أيضاً (1/ 289)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (1/ 462)، و"تهذيب التهذيب" له أيضاً (2/ 56).
(2)
تقدم تخريجه برقم (731) عند البخاري.
(3)
تقدم تخريجه عنده برقم (2885)، (3799).
(4)
انظر: "فتح الباري" لابن حجر (2/ 248).
قلبي (1)، وعند سعيد بن منصور، عن هشيم، عن الزهري: فكأنما صُدعَ قلبي، حينَ سمعتُ القرآن (2).
قال الحافظ ابن الجوزي: يحتمل أن تكون الباء، في قوله: بالطور، بمعنى: من؛ كقوله تعالى: {يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} (3)[الإنسان: 6].
وفيه: ما تقدم عن "فتاوى شيخ الإسلام" من كونه صلى الله عليه وسلم كان أحياناً يطيل القراءة في المغرب؛ إما لبيان الجواز، وإما لعلمه بعدم المشقة على المأمومين.
وليس في حديث جبير دليل على تكرر ذلك منه صلى الله عليه وسلم.
تنبيه:
المستحب أن يقرأ المصلي في الفجر من طوال المفصل، وفي المغرب من قصاره، وفي الباقي من الوسط، وتكره القصار في الفجر، لا الطوال في المغرب.
واستظهر في "الفروع": أن المريض، والمسافر، كصحيح، وحاضر؛ وإن اختلفا في الكراهة، خلافاً للحنفية، في استحباب القصار لضرورة، وإلا توسط، والأشهر عند الحنفية: الظهر كالفجر (4).
وأول المفصل: "قاف"، وفي "الفنون":"الحجرات"، ومنتهاه: آخر القرآن، وطواله: إلى "عم"، وأوساطه: إلى "الضحى"(5)، والله تعالى أعلم.
* * *
(1) تقدم تخريجه برقم (3798) عنده.
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
انظر: "فتح الباري" لابن حجر (2/ 248).
(4)
انظر: "الفروع" لابن مفلح (1/ 368).
(5)
المرجع السابق، الموضع نفسه.