الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث السادس
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُوْلَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ لِمُعَاذٍ: "فَلَوْلَا صَلَّيْتَ؛ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، والشَّمْسِ وَضُحَاهَا، واللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى؛ فَإنَّهُ يُصَلِّيَ وَرَاءَكَ: الكَبِيرُ، والضعيفُ، وذو الحَاجَةِ"(1).
(1) * تَخْرِيج الحَدِيث:
رواه البخاري (668، 669)، كتاب: الجماعة والإمامة، باب: إذا طول الإمام، وكان للرجل حاجة، فخرج فصلى، و (673)، باب: من شكا إمامه إذا طول، واللفظ له، و (679)، باب: إذا صلى ثم أمَّ قومًا، و (5755)، كتاب: الأدب، باب: من لم ير إكفار من قال ذلك متأولًا أو جاهلًا، ومسلم (465)، كتاب: الصلاة، باب: القراءة في العشاء، وأبو داود (790)، كتاب: الصلاة، باب: في تخفيف الصلاة، والنسائي (831)، كتاب: الإمامة، باب: خروج الرجل من صلاة الإمام وفراغه من صلاته في ناحية المسجد، و (835)، باب: اختلاف نية الإمام والمأموم، و (984)، كتاب: الافتتاح، باب: القراءة في المغرب بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و (997)، باب: القراءة في العشاء بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و (998)، باب: القراءة في العشاء الآخرة بـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ، وابن ماجه (986)، كتاب: الصلاة، باب: من أمَّ قومًا فليخفف.
* مصَادر شرح الحَدِيث:
"معالم السنن" للخطابي (1/ 200)، و"إكمال المعلم" للقاضي عياض (2/ 378)، و"المفهم" للقرطبي (2/ 75)، و"شرح مسلم" للنووي (4/ 183)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 19)، و"العدة في =
(عن) أبي عبد اللَّه -وقيل: أبي عبد الرحمن- (جابر بن عبد اللَّه) بن عمرو بن حَرام، الأنصاريِّ الخزرجيِّ؛ وهو وأبوه صحابيان (-رضي اللَّه عن هـ) ـما-، وتقدمت ترجمته.
قال: (إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ) بن جبل رضي الله عنه في قصة إطالته في الصلاة، وانصراف الرجل، وشكايته إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما يأتي قريبًا، إن شاء اللَّه تعالى-:(فلولا صليت)؛ أي: قرأت في صلاتك (بـ) سورة: ({سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}) بعد الفاتحة، (و) سورة ({وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا})، (و) سورة ({وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى})، زاد عبد الرزاق:{وَالضُّحَى} (1).
وعلل صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: (فإنه يصلي وراءك: الكبير، والضعيف، وذو الحاجة).
ولم يعين في هذه الرواية في أي الصلاة قيل له ذلك، وقد عرف أن صلاة العشاء الآخرة طوَّل فيها معاذ بقومه -كما يأتي-، فيدل ذلك على: استحباب قراءة هذا القدر في العشاء الآخرة، ومن الحسن قراءة هذه السور بعينها فيها؛ وكذلك كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، من هذه القراءة المختلفة، فينبغي أن يفعل، ولقد أحسن من قال من العلماء: اعمل بالحديث، ولو مرة، تكن من أهله (2).
= شرح العمدة" لابن العطار (1/ 519)، و"فتح الباري" لابن رجب (4/ 217)، وطرح "التثريب" للعراقي (2/ 272)، و"فتح الباري" لابن حجر (2/ 193)، و"عمدة القاري" للعيني (5/ 243)، و"سبل السلام" للصنعاني (2/ 25)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (3/ 205).
(1)
رواه عبد الرازق في "المصنف"(3725).
(2)
روى الخطيب في "تاريخ بغداد"(12/ 165)، عن عمرو بن قيس الملائي، قال: =
قلت: ويستدل من مجموع روايتي: "اقرأ من أوساط المفصل"، وزيادة:"والضحى": أن قصار المفصل: ما دون الضحى، وقد استثنى بعض العلماء؛ ومنهم شيخنا التغلبي (1):{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، و {لَمْ يَكُنِ} [البينة: 1]، فقال: هي من أوساطه، لا من قصاره، والله تعالى الموفق.
* * *
= إذا بلغك شيء من الخير، فاعمل به ولو مرة، تكن أهله. وانظر:"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (2/ 19 - 20).
(1)
هو الشيخ الإمام، القدوة، العالم، عبد القادر بن عمر بن أبي تغلب التغلبي، الحنبلي، مفتي الحنابلة بدمشق، توفي سنة (1135 هـ). انظر:"ثبت السفاريني"(ص: 171)، و"السحب الوابلة" لابن حميد (2/ 563). وانظر ترجمته في مقدمة هذا الشرح الحافل.