الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الواقدي: وكان أَول من بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قريش - خراش بن أُميَّة الكعبي على جمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له الثعلب، ليبلِّغ أشرافهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاءَ له ويقول: إنما جئنا معتمرين معنا الهَدْي معكوفًا، فنطوف بالبيت ونحلّ وننصرف، فعقروا جمل النبي صلى الله عليه وسلم، والذي ولى عقره عكرمة بن أَبي جهل وأَراد قتله، فمنعه مَنْ هناك من قومه حتى خلوا سبيله، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكد، فأَخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما لقى فقال: يا رسول الله ابعث رجلًا أَمنع مني (1)
وسيط السلام الأول:
ويذكر المؤرخون أن أول وفد من عرب المنطقة المجاورة للحرم قابل النبي صلى الله عليه وسلم هو وفد خزاعة، وكانت خزاعة عيبة نصح (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم بتهامة، منهم المسلم ومنهم الموادع (3) لا يخفون عليه بتهامة شيئًا.
فقد جاءَ الوفد منهم برئاسة بُديل بن ورقاءَ فسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال بُدَيل بن ورقاءَ - وكأَنه يحاول التوسط لتخفيف حدة التوتر بين الفريقين -: قد جئناك من عند قومك، كعب بن لؤي وعامر بن لؤي، قد استنفروا لك الأَحابيش ومن أَطاعهم، معهم العُوذ
(1) انظر الإصابة لابن حجر ج 1 ص 431 وسيرة ابن هشام ج 2 ص 314 ومغازي الواقدي ج 2 ص 593.
(2)
عيبة رسول الله: قال الزرقاني في شرحه على المواهب اللدنية (أي موضع الأمانة على سره).
(3)
الموادعة: معاهدة عدم الإعتداء.