الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو ما كانت قريش تعارض فيه كل المعارضة، وتصرّ على عدم الاعتراف للمسلمين به.
أما مسأَلة إرجاء مباشرة المسلمين حق دخول مكة سنة واحدة، فلا تؤثر في جوهر الانتصار الذي حققه النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين، لأَن هذا التأْخير أَمر سطحيّ بالنسبة لجوهر القضية، ما دام أَن المسلمين سيصلون إلى غايتهم التي جاءوا من أَجلها وهو الطواف بالبيت.
ويمكن القول: إن قبول النبي صلى الله عليه وسلم الرجوع من الحديبية ليدخل مكة في العام القادم، هو ثمن لمكاسب أَهمها حصول المسلمين على حقهم المشروع - وهو دخول مكة - دون أَن يخسروا قطرة دم واحدة، لأَن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا كل الحرص على حقن الدماء وصونها عن الضياع (1).
أهم بنود الصلح:
وبتوصّل الفريقين إلى الاتفاق على حل أَعظم مشكلة، كانت مصدر التوتر ومبعث الخلاف، تمّ إبرام الصلح التاريخي في الحديبية.
وقد تضمنت معاهدة الصلح هذه بنودًا أُخرى غير البند الرئيسي المتعلّق بدخول المسلمين مكة، وفيما يلي ملخّص للبنود التي تضمنتها معاهدة هذا الصلح:
1 -
على المسلمين أن يرجعوا إلى المدينة دون أَن يدخلوا مكة ذلك العام.
(1) سيأتي ذكر هذه المكاسب في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.
2 -
من حق المسلمين أن يأْتوا في العام القادم فيدخلوا مكة ليقضوا مناسكهم.
3 -
تلتزم قريش بعدم التعرض للمسلمين حين يدخلون مكة، بأي نوع من أنواع التعرض.
4 -
على المسلمين لدى دخولهم مكة أن لا يحملوا من السلاح إلَّا سلاح الراكب وهو السيف.
5 -
يلتزم المسلمون بأن لا يشهروا سلاحهم وهم بمكة، بل عليهم أن يتركوا السيوف في أغمادها ما داموا في مكة.
6 -
المدة المحددة التي ليس للمسلمين أن يقيموا أكثر منها في مكة، ثلاثة أيام فقط، عليهم أن يغادروا مكة بعد انقضائها فورًا.
7 -
إنهاء حالة الحرب القائمة بين المسلمين وقريش، بقيام هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات، يأمن الناس فيها على انفسهم.
8 -
يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يردّ إلى قريش كل من جاء إليه من أبنائها بعد إبرام هذه المعاهدة، إذا كان قد جاء بغير إذن أهله، وعلى النبيّ الالتزام بذلك حتى ولو كان اللاجيء مسلمًا.
9 -
ليس على قريش أن تردّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم من جاء إليها من المسلمين حتى ولو كان مرتدًا عن دينه.
10 -
تترك الحرية المطلقة للقبائل المجاورة للحرم لينضمُّوا إلى أيِّ المعسكرين شاءُوا، ويدخلوا في عهد أي الفريقين أرادوا.
11 -
تعتبر القبيلة التي تنضم إلى أي من المعسكرين جزءًا من المعسكر الذي تدخل في عهده، له ما لها، وعليه ما عليها، وعليها الالتزام بما جاء في بنود المعاهدة.