الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونتيجة تنفيذ هذا القرار، ظل المسلمون في المدينة (طيلة ست سنوات) محرومين من دخول الحرم ممنوعيين من الطواف بالبيت الذي يتحرقون شوقًا إلى زيارته.
ولم تكتف قريش بذلك، بل رغبة منها في هدم الإسلام ومحو آثاره من الوجود سلكت كل سبيل تقدر على سلوكهـ لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في المدينة .. فدبرت عدة مؤامرات لاغتياله، ولكن هذه المؤامرات كلها فشلت كما هو مفصَّل في غير هذا المكان من هذا الكتاب ومن كتبنا الأربعة السابقة له ضمن سلسلة (معارك الإسلام الفاصلة).
الحرب الشاملة:
بل لقد ألح الحقد الوثني المتأجج في نفوس مشركي مكة .. ألحَّ هذا الحقد العارم عليها القيام بحروب شاملة وغزوات منظمة لخضد شوكة المسلمين وقطع تيار دعوة التوحيد إلى الأبد.
فقامت بعدة حملات عسكرية قوية ضدّ المسلمين، وصلت ببعضها إلى أسوار المدينة (حاضرة الإسلام الأولى) التي كادت تسقط (فعلًا) في أيدي المشركين.
ولعل أعظم هذه الحملات العسكرية العدوانية وأخطرها هي الحملات المشهورة الثلاث:
1 -
حملة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة.
2 -
حملة أُحد .. في السنة الثالثة من الهجرة.
3 -
حملة الأحزاب .. في السنة الرابعة من الهجرة.
غير أن قريشًا (بالرغم من تفوقها الساحق في كل شيء مادي) فشلت في كل حملاتها العسكرية الكبرى الثلاث.
ففي الأولى (وهي حملة بدر الكبرى) أنزل المعسكر الإسلامي (ولأول مرة في التاريخ) أشنع هزيمة تمرّغت فيها سمعة قريش العسكرية في الوحل حينما جاءت (باغية ظالمة معتدية) تقصد خضد شوكة المسلمين .. فقتل في هذه المعركة سبعون من ساداتها وقادتها، ووقع في أسر المسلمين سبعون مثله وفرَّ الباقون منهزمين شتتتهم الهزيمة في وهاد ووديان تهامة كما تشتت العاصفة الورق اليابس.
أما الحملة العسكرية الثانية وهي (غزوة أُحد) التي نقلت بها قريش المعركة إلى ضواحي حاضرة الإسلام (المدينة)، فقد فشل القائمون بها في تحقيق شيء من أهدافهم الرئيسية التي من أجل تحقيقها شنّوا هذا العدوان، بالرغم من الإعداد الكامل والتحضير المنظم الذي سبق هذه الحملة التاريخية.
فقد عادت قريش من هذه المعركة وكل مكسبها سبعون قتيلًا من المسلمين استشهدوا في هذه المعركة مقابل ستة وعشرين قتلوا من الجانب القرشي.
أما الحملة الثالثة وهي غزوة الأحزاب (والتي تعتبر أعظم غزو يتعرّض له المسلمون في تاريخهم أثناء العهد النبوي)، فقد كانت آخر سهم في كنانة آمال قريش، يتحطم على صخرة المقاومة الإسلامية الصلبة.
إذ كانت هذه الحملة العظيمة آخر حملة عسكرية تشنها قريش على المسلمين في تاريخها، فقد اندحرت وأحلافها النجديون في هذه