الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الواقدي: ولقىَ عمر من القضيَّة أَمرًا كبيرًا، وجعل يردّ على رسول االله صلى الله عليه وسلم الكلام ويقول علام نُعْطي الدنيَّة في ديننا؟ فجعل رسول االله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا رسول الله ولن يضيّعني! قال: فجعل (عمر) يردُّ على النبي صلى الله عليه وسلم الكلام حتى قال: يقول أبو عبيدة بن الجراح: أَلا تسمع يا ابن الخطاب رسول صلى الله عليه وسلم يقول ما يقول؟ تعوَّذ بالله من الشيطان واتهم رأيك.
عمر يرجع عن المعارضة ويندم أشد الندم
قال عمر: فجعلت أتعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم حياءً، فما أَصابني قط شيء مثل ذلك اليوم، ما زلت أصوم وأتصدّق من الذي صنعت مخافة كلامي الذي تكلمت يومئذ.
فكان ابن عباس يقول: قال لي عمر في خلافته - وذكر قضية الحديبية -: ارتبت ارتيابًا لم أرتبه منذ أسلمت، ولو وجدت ذلك اليوم شيعة تخرج رغبة عن القضية لخرجت، ثم جعل الله تبارك وتعالى عاقبتها خيرًا ورشدًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم (1).
وقال عمر (في رواية أُخرى): ما زلت أتصدّق وأصوم وأُصلي وأعتق من الذي صنعت يومئذ مخافة كلامي الذي تكلمت به، حتى رجوت أن يكون خيرًا (2).
(1) مغازي الواقدي ج 2 ص 606 وما بعدها.
(2)
سيرة ابن هشام ج 2 ص 317.