الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد تزوج القائد عبد الرحمن بن عوف ابنة ملك دومة الجندل واسمها (تماضر بنت الأَصبغ) وأَحضرها معه إلى المدينة فولدت له ابنة (سلمة بن عبد الرحمن).
وقفة فقهية:
وذكر المؤرخون أَن عبد الرحمن بن عوف توفي وتماضر الكلبية لمَّا تزل في عدتها من طلاقه فورَّنها فيه الخليفة عثمان، وهذا صار سندًا فقهيًا قويًّا للذين يقولون بقدم صحة الطلاق في المرض الذي يموت فيه المطلق وهو مذهب المالكية.
- 13 -
حملة إرهاب بني سعد (1) بفدك .. (2) شعبان سنة ست من الهجرة.
هي دورية عسكرية كبيرة قام بها علي بن أَبي طالب لبث الرعب في قلوب قبائل بني سعد بن بكر بفدك، وكان عدد رجال هذه الدورية مائة فارس، أَعطى النبي صلى الله عليه وسلم قيادتهم لعلي بن أَبي طالب، وأَمره بأَن يغير على بني سعد بعد أَن تلقى صلى الله عليه وسلم من استخباراته أَن بني سعد قد
(1) اسم سعد يطلق على عدة قبائل منهم العدنانية والقحطانية، وأما هؤلاء فهم (على ما يظهر) بنو سعد بن ثعلبة، بطن من ذبيان ثم من غطفان العدنانية.
(2)
فدك (بفتح أوله وثانية) قرية زراعية من أرباض خيبر، وكانت حاضرتها من اليهود حيث كانوا بها زراعًا لأنها كانت مثل خيبر ذات مياه وتربة خصبة، أما أما باديتها فكلهم من العرب من بني سعد، وهؤلاء هم الدين غزاهم علي بن أبي طالب.
قرروا أَن يساندوا يهود خيبر ويمدُّوهم بالرجال مقابل أن يعطي اليهود هذه القبيلة جزءًا كبيرًا من تمر خيبر (1).
وهذا يدلُّ على أن اليهود كانوا يستعدون (منذ زمن طويل) للغزو المنتظر الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم أَخيرًا لخيبر، فأَخضعها وأَنهى الوجود اليهودي فيها، كما يأْتي تفصيله إن شاءَ الله في كتابنا السادس.
وقد تحرك علي بن أَبي طالب بدوريته المسلحة، واستمر في تحركه ستة أيام يكمن فيها ليلًا ويسير نهارًا.
وفي اليوم السابع، وصل عليٌّ بدوريته مشارف (فَدَك) وهناك وجد رجلًا (لم يذكر المؤرخون اسمه) فسأَله عن العدو من بني سعد، فخاف الرجل، فطمْأَنه قائد الدورية (عليّ) بأَنهم لا يريدون به شرًّا، فاستوثق لنفسه قائلًا: أُخبركم عن مكان القوم على أَنكم تؤمِّنوني، فأَعطوه الأَمان، فأَرشدهم إلى الوادي الذي تتجمع فيه بنو سعد.
فأَغار عليهم الإِمام علي برجال دوريته، وكان على رأْس العدو (وبر بن علم) ولم يُبدِ بنو سعد (بالرغم من كثرة عددهم) أَية مقاومة.
بل كان همهم النجاة بأَنفسهم، ففروا ومعهم النساءَ والأَطفال فقط، وتركوا مواشيهم، فاستولى عليها رجال دورية علي بن أبي طالب.
وكانت خمسمائة بعير وأَلفي شاة، قسمها القائد علي على رجال دوريته كما تقسم الغنائم بعد أَن عزل الخمس منها ليوضع تحت تصرُّف النبي ورئيس الدولة ليدَّخرَها لنوائب المسلمين كما هو المتبع .. ثم عاد علي بدوريته إلى المدينة دون أَن يلقى كيدًا.
(1) مغازي الواقدي ج 2 ص 462.
- 14 -
حملة تأديب بني فزارة (1) .. رمضان .. سنة ست من الهجرة
قبيلة فزارة (بفتح أَوله وثانيه) تعتبر من أَعظم القبائل النجدية وأكثرها عددًا في العهد النبوي، وكان السيد الذي يرجع إليه أَمرها هو عيينة بن حصن الفزاري الملقب (بالأَحمق المطاع)، فقد ذكر المؤرخون أَن عشرة آلاف رمح من هذه القبيلة تتحرك (مطيعة) أَينما تحرك هذا الأَحمق.
وكانت بنو فزارة من أَشد الناس عداوة للمسلمين وأَكثرهم تحرّشًا بهم لقرب منازلهم من منطقة المدينة، وكانت بعض فخائذ هذه القبيلة تنزل وادي القرى الواقع بين المدينة وخيبر.
وكان رجال هذه القبيلة الوثنية طالما شنُّوا اعتداءَات متكررة على المسلمين، وكثيرًا ما يستأْجرهم اليهود لمحاربة المسلمين.
وقد عرفنا كيف أَغار عبد الرحمن بن عيينة بن حصن على المسلمين في الغابة بضواحي المدينة فاستاق إِبلهم بعد أَن قتل من قتل منهم سنة خمس من الهجرة كما تقدم تفصيله في غزوة الغابة).
(1) فزارة (بفتح أوله وثانيه) قبيلة عدنانية عظيمة، وهي جناح رئيسي في غطفان العظيمة، وفزارة هو ابن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، وكان قائد فزارة في الجاهلية وسيدها عيينة بن حصن الملقب بالأحمق المطلع، لأنه كانت تتبعه عشرة آلاف قناة يوجه أصحابها إلى أي حرب فيطيعون دون أن يسألوه عن السبب أو المبرر، وتقع ديار فزارة في الجاهلية وعند ظهور الإسلام في نجد، وعقب انتشار العرب خارج الجزيرة من الفتح الإسلامي تفرقت قبائل فنزلوا مصر وبرقة وطرابلس والمغرب الأقصى (انظر معجم قبائل العرب، لعمر كحالة).