الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر رمضان من السنة السادسة للهجرة على ما حققه ابن حزم والسابعة على ما ذكره غيره من المؤرخين.
نجاح الحملة:
وقد حققت حملة الصدِّيق العسكرية التأْديبية أَهدافها .. فقد بثَّ الله الرعب في نفوس بني بدر (من فزارة).
إذا لم يكادوا يشعرون بوصول أَبي بكر الصديق برجاله حتى عمَّهم الذعر والخوف فلم يبدوا أَية مقاومة، بل أَخذوا في الفرار أَشتاتًا.
إلا أَن المسلمين حالوا بينهم وبين ذلك فقتلوا عددًا منهم وأَسروا عددًا آخر بمن فيهم (أَم قرفة) فاطمة بنت ربيعة بن بدر وابنتها جارية بنت مالك بن حذيفة بن بدر. وهي من أَجمل بنات العرب.
أَما (أُم قرفة) فكانت امرأَة شيطانة، وكانت (بَرْزة مسترجلة) وفي شرفٍ من قومها تحتل بينهم مكان القائد والزعيم.
وكان يعلَّق في بنيتها خمسون سيفًا كل هذه السيوف لها محرم .. وكان لها إثنا عشر ولدًا كلهم يحمل السلاح.
ومن ثم كانت العرب: تضرب بها المثل في العزّة.
فتقول: لو كنت أَعز من أَم قرفة.
تحاول اغتيال النبي:
وقد كانت هذه الشيطانة (أُم قرفة) على أَشد ما تكون من البغض للنبي صلى الله عليه وسلم، لذا صممت على اغتياله داخل المدينة.
فجهزت ثلاثين فارسًا من ولدها وولد ولدها وأمرتهم بالذهاب إلى المدينة لكي يقوموا باغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أَنهم لم يتمكنوا من ذلك (1).
ويظهر أَن (أُم قرفة) هذه كانت القائد الفعلي لقومها من بني بدر .. يدل على ذلك أَنَّ بعض المؤرخين أَسمى هذه الحملة التي أَسرت فيها قرفة وابنتها (بسرية أَم قرفة)(2).
أَما كيف حققت الحملة أَهدافها فقد ذكر المؤرخون أَن رجال الحملة المسلمين شنوا الغارة على بني بدر في عماية الصبح، بعد أَن فرغوا من أَداء فريضة الصلاة.
قال سلمة بن الأَكوع (كما في صحيح مسلم): بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق إلى فزارة، وخرجت معه حتى إذا صلينا الصبح أَمرنا فشنينا الغارة، فوردنا الماءَ، فقتل أَبو بكر من قتل، ورأَيت طائفة (منهم الذرارى) فخشيت أن يسبقوني إِلى الجبل فأَدركتهم ورميت بسهم بينهم وبين الجبل، فلما رأَوا السهم وقفوا، وفيهم امرأَة هي (أُم قرفة) عليها قشع من أَدم .. معها ابنتها من أَحسن العرب، فجئت بهم أَسوقهم إلى أَبي بكر فنفلني أَبو بكر ابنتها فلم أَكشف لها ثوبًا.
وقد جاءَ في مسلم (كما نقله ابن برهان الدين) أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لما عاد سلمة بن الأَكوع طلب منه أَن يهب له تلك الفتاة الجميلة (جارية بنت مالك بن حذيفة بن بدر) قائلًا: يا سلمة: هب لي المرأَة لله أَبوك
(1) انظر السيرة الحلبيةج 2 ص 303.
(2)
انظر طبقات ابن سعد ج 2 ص 90 ومغازي الواقدي ج 2 ص 565.