‌ رواية ابن إسحاق - من معارك الإسلام الفاصلة = موسوعة الغزوات الكبرى - جـ ٥

ونحن سنورد‌

‌ رواية ابن إسحاق

التي عليها الجمهور، ثم نورد رواية البخاري، لأنها بحق أكثر تفصيلًا، وأدقّ في السياق عند وصف الحادث.

رواية ابن إسحاق

وخلاصة رواية ابن هشام عن ابن إسحاق هي أن قائد الفدائيين الخمسة لما وصل بهم خيبر دخل بهم دار (أبي رافع) ليلًا ولم يحدثنا كيف دخل هؤلاء الفدائيون.

إلا أنه قال: إنهم لم يدعوا بيتًا في الدار إلا أغلقوه على أهله، وكان (أبو رافع) في عليَّة له لا يصل إليه إلا على عجلة (1) منصوبة له إليها، فأُسندوا فيها (2) حتى قاموا على بابه فاستأذنوا عليه فخرجت إليهم امرأته فقالت: من أنتم؟

قالوا: ناس من العرب نلتمس الميرة.

قالت: ذاكم صاحبكم فادخلوا عليه.

فلما دخلوا عليه أغلقوا عليهم وعليها الباب تخوّفًا أن تكون دونه مجاولة (3) تحول بينهم وبينه.

قال أحد الذين روى عنهم ابن إسحاق الحادثة: "غير أن امرأته

صاحت فنوَّهت بنا (1) وابتدرناه وهو على فراشه بأسيافنا فوالله ما يدُلنا عليه في سواد الليل إلا بياضه كأنه قبطية (2) ملقاه.

قال: ولما صاحت بنا امرأته جعل الرجل منا يرفع سيفه ثم يذكر نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم (3) فيكفّ يده، ولولا ذلك لفرغنا منها بليل، أي لقتلناها.

قال: فلما ضربناه بأسيافنا تحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه في بطنه حتى أنفذه وهو يقول: (قطني، قطني) أي: حسبي حسبي، قال فخرجنا، وكان عبد الله بن عتيك رجلًا سيء البصر، قال: فوقع من الدرجة فوثبت يده وثبًا شديدًا - ويقال - رجله فيما قال ابن هشام - وحملناه حتى نأتي منهرًا (4) من عيونهہم فندخل فيه.

قال: فأوقدوا النيران واشتدوا في كل وجه يطلبوننا، قال: حتى إذا يئسوا رجعوا إلى صاحبهم فاكتنفوه وهو يقضي بينهم.

قال: فقلنا: كيف لنا بأن نعلم بأن عدو الله قد مات؟ .

قال: فقال رجل منا: أنا أذهب فأنظر لكم. فانطلق حتى دخل في الناس، قال فوجدت امرأته ورجال يهود حوله وفي يدها المصباح. تنظر في وجهه وتحدِّثهم وتقول: أما والله لقد سمعت صوت ابن عتيك، ثم أكذبت نفسي وقلت: أنَّى ابن عتيك بهہذه البلاد؟ .