الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا عمر لعله يقوم مقامًا يحمد عليه:
وعندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن عمر بن الخطاب أغرى أبا جندل بأبيه سهيل بن عمرو ليقتله قال صلى الله عليه وسلم: يا عمر لعله أن يقوم في الله مقامًا يحمد عليه (1).
عودة المعارضة إلى مناقشة النبي صلى الله عليه وسلم:
وبعد حادثة أبي جندل المؤلمة المؤثرّة عاد الصحابة إلى تجديد المعارضة للصلح، وذهبت مجموعة منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم عمر بن الخطاب لمراجعته، وإعلان معارضتهم مجددًا للصلح، إلَّا أن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم استطاع هذه المرة - بما أعطاه الله من صبر وحكمة وحلم وقوة حجة - أقنع المعارضين بوجاهة الصلح، وأنه في صالح المسلمين وأنه نصر لهم، لا نصرًا لأعدائهم كما يتوهمون، فسلّموا نهائيًّا بوجهة نظر الرسول صلى الله عليه وسلم وأنَّها الحق والصواب، بمن فيهم كبير المعارضين عمر بن الخطاب، الذي بعد أن أفاق من الصدمة النفسية - ندم ندمًا شديدًا على ما بدر منه من معارضة ومجادلة شديدة للنبيّ صلى الله عليه وسلم حتى صار (كما قال): يتصدق ويُعتق الرقاب تكفيرًا عن ما ردّ به على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الصدد.
فقد قال الواقدي في مغازيه: إن عمر بن الخطاب ورجال معه من الصحابة، قالوا (في استجوابهم): يا رسول الله، ألم تكن حدَّثتنا أنك ستدخل المسجد الحرام وتأخذ مفتاح الكعبة وتعرّف مع المعرّفين؟ - وهَدْينا لم يصل إلى البيت ولا نحن! .
(1) جامع الأصول من أحاديث الرسول ج 9 ص 222.