الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (1).
وكذلك أَكد القرآن الكريم للمسلمين وهم عائدون من الحديبية. أَكد لهم أَن ما أَخبرهم به نبيهم من أَنهم سيدخلون مكة حق ولا شك في وقوعه .. وأَنهم لا بد وأَن يدخلوا مكة معتمرين رافعي رؤوسهم (تمامًا) كما أَخبرهم نبيهم، فقال تعالى:
كما لفت نظر الذين لم يُدركوا الحكمة من هذا الصلح فكرهوه وعارضوه
…
لفت نظرهم إِلى أَن هذا الذي كرهوا حدوثه له مكاسب عظيمة وأَنه فتح وانتصار للجماعة الإِسلامية فقال تعالى:
{فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} (2).
تبشير المسلمين بفتح خيبر:
كذلك أَنزل الله تعالى قرآنًا يبشر فيه المسلمين بفتح خيبر وأَنهم سيظفرون بغنائم عظيمة في خيبر.
وأَشار القرآن إلى أَن المخلفين من المنافقين والأَعراب سيحاولون الانخراط في سلك الجيش النبوي الذي سيتحرك (ولابد) لفتح خيبر، وذلك محاولة منهم للمشاركة في المغانم لا في الأَجر والثواب وتثبيت
(1) سورة الفتح الآية 26.
(2)
سورة الفتح الآية 27.
دعائم الإِسلام، وحذَّر القرآن النبي صلى الله عليه وسلم أَن يسمح لهؤلاء المخلفين بالاشتراك في غزوة خيبر، وأَن لا يسمح إلَّا لمن خاطر بحياته واتَّبع النبي صلى الله عليه وسلم وخرج معه إلى الحديبية غير هيّاب ولا وجل.
فقال تعال مبشرًا بفتح خيبر وكاشفًا وقع المنافقين المشركين:
وقال تعالى مشيرًا إلى الذين سيحاولون (من الذين تخلفوا عن الحديبية) الاشتراك في حملة خيبر من أَجل الحصول على الغنيمة فقط: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا} (3). قال ابن كثير في تفسيره:
هذه الآية خاصة بالأَعراب الذين تخلّفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحديبية أَخبر الله فيها نبيّه بأَن هؤلاء المخلَّفين عند ذهاب - المسلمين لفتح خيبر سيسأَلون أَن يخرجوا معهم إلى المغنم وقد تخلفوا عن وقت محاربة الأَعداء ومجالدتهم ومصابرتهم فأَمر الله تعالى رسوله أَن لا يأْذن لهم في ذلك معاقبة لهم من جنس ذنبهم فإن الله تعالى قد وعد أَهل الحديبية بمغانم خيبر وحدهم لا شاركهم فيها غيرهم من الأَعراب المتخلفين فلا يقع ذلك شرعًا ولا قدرًا.
(1) انظر بهجة المحافل ص 324.
(2)
سورة الفتح الآية 20.
(3)
سورة الفتح الآية 15.