الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الواقدي (المغازي ج 2 ص 579): (وقدَّموا خالد بن الوليد في الخيل ووضعوا العيون على الجبال حتى انتهوا إلى جبل يقال له: وزر، وزع:
…
كانت عيونهم عشرة رجال قام عليهم الحكم بن عبد مناف يوحي بعضهم إلى بعض الصوت الخفي. فعل محمد كذا وكذا حتى ينتهي ذلك إلى قريش).
إطعام المرتزقة:
وفيما يختص بتموين المرتزقة الموجودين مع قريش في معسكرهم، والمسمين بالحلفاء من غير القرشيين، فقد تولَّى أربعة من زعماءِ قريش إطعامهم، وهؤلاءِ الزعماءِ الذين تولوا تموين المرتزقة بالنيابة عن قريش هم سهيل بن عمرو وعكرمة بن أَبي جهل وصفوان بن أُمية وحويطب بن عبد العزَّى، وكلهم ما عدى الأَخير أَعضاء في لجنة الحرب التي كلفتها قريش في دار الندوة بمتابعة وتنفيذ قرارات البرلمان القرشي المتعلقة بصدِّ المسلمين عن البيت ومنعهم من دخول مكة مهما كانت النتائج.
الاستخبارات النبوية في مكة:
ك ان النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه من المدينة (وفي ذي الحليفة بالذات) كلف بُسْر بن سفيان الكعبي الخزاعي بأَن يقوم بمهمة الاستخبارات في مكة، وأَمره بأَن يتوجه إليها لينقل إليه كل أَخبار القرشيين، ما يقولونه وما يفعلونه كردِّ فعل لتلقيهم نبأَ خروج المسلمين معتمرين
وقد صدع بسر بن سفيان بأَمر نبيه صلى الله عليه وسلم، فتوجَّه إلى مكة، وما هي إلا أَيام قلائل حتى كان فيها، وظلّ بسر في مكة يرصد (بطريقه الخاص) حركات القرشيين ويدوِّن في ذاكرته كل ما يراه أَو يسمعه مما تقوله وتفعله قريش، وظلَّ في مكة عدة أَيام عرف فيها كل ما يحب أن يعرفه رجل مكلَّف بمثل هذه المهمة الخطيرة التي كلِّف بها.
وقد بلغ رجل الاستخبارات النبوية في إنجاح مهمته إلى حدِّ المخاطرة بروحه، حيث صاحب الجيوش المشتركة (من القرشيين والأَحلاف) في تحركاتها حتى استقرت في معسكرها الرئيسي في وادي (بلدح)، ولم يتركها إِلا بعد أَن رآها تقيم الأَبنية وتضرب الخيام في هذا الوادي مصممة على صد المسلمين عن البيت بالقوة.
فقد توجَّه (بسر) بعد ذلك ليلتقى بالرسول صلى الله عليه وسلم في (ذات الأَشطاط) من وراءِ عُسفان على مسافة غير بعيدة من حدود الحرم.
وهناك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بكل شيء عن قريش .. فعندما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا بسر ما وراءك؟ .
قال: يا رسول الله تركت قومك كعب بن لؤي وعامر بن لؤي، قد سمعوا بمسيرك ففزعوا وهابوا أَن تدخل عليهم عنوة وقد استنفروا الأَحابيش ومن أَطاعهم، معهم العوذ المطافيل، قد لبسوا لك جلود النمور ليصدُّوك عن المسجد الحرام، وقد خرجوا إلى (بلدح) وضربوا الأَبنية، وتركت عُمادهم (أَي قادتهم) يُطعمون الجزر أَحابيشهم ومن ضوَى (أي انضم إليهم) في دورهم، وقدموا الخيل عليها خالد بن الوليد .. مائتي فرس .. وهذه خيلهم بالغميم وقد وضعوا العيون على الجبال، ووضعوا الأرصاد (1).
(1) مغازي الواقدي ج 2 ص 580.