الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غير أَن مكرزًا لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم جوابًا على كل ما قاله أَكثر مما أَعلنه صراحة للوسيطين السابقين (بُدَيل بن ورقاءَ وعروة بن مسعود)، وأَبلغه قريشًا رسميًّا، وهو أَنه لم يأَت لقتال، وإِنما أَتى زائرًا معظِّمًا للبيت - إلا أَنه مع ذلك مستعد لمقاتلة من يقاتله.
فعاد مكرز إِلى قريش وأَبلغها تمسُّك النبي صلى الله عليه وسلم بموقفه الذي أَعلنه للوسيطين (عروة) و (بُدَيل).
الوسيط الرابع:
وعندما لم يفلح مكرز بن حفص العامري في وساطته لجأَت قريش إلى سيد الأَحابيش، الحليس بن زبّان (1) حليفها الأَكبر، فطلبت منه أَن يكون وسيطها الرابع لدى النبي صلى الله عليه وسلم عسى أَن يتمكن من حلِّ هذا النزاع الخطير لصالحها.
فقد كان الحُلَيس بن زبّان ذا عقل راجح وبصيرة نافذة، وكان سيدًا مطاعًا .. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعرفه ويعرف فيه التأَله الشديد والتعظيم للحرم.
لذلك كانت قريش - حينما اختارته وسيطها - تطمع في أَن يكون لمركزه الممتاز بين العرب، ولا يتمتع به من تقدير لدي النبي صلى الله عليه وسلم تأْثير على الرسول صلى الله عليه وسلم وأَصحابه، تكون نتيجته عودتهم من حيث أَتوا دون أَن يدخلوا مكة أَو يحصلوا على ضمان يضمن السماح لهم بدخولها في وقت آخر.
(1) تقدمت ترجمة الحليس في هذا الكتاب.