الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلغه أن عثمان بن عفان قد قتل، فجلس في رحالنا ثم قال: إن الله أمرني بالبيعة. قالت: فأقبل الناس يبايعونه في رحالنا حتى تدارك الناس فما بقى لنا متاع إلا وطئ، فبايع رسول الله الناس يومئذ. قالت: فكأني أنظر إلى المسلمين قد تلبسوا السلاح -وهو معنا قليل-، إنما خرجنا عمّارًا، فأنا أنظر إلى غزيّة بن عمرو (كان زوجها) وقد توشّح بالسيف، فقمت إلى عمود كنا نستظل به فأخذته في يدي، ومعي سكين قد شددته في وسطي، فقلت: إن دنا مني أحد رجوت أن أقتله. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبايع الناس وعمر بن الخطاب آخذ بيده فبايعهم على ألا يفرّوا. وقال قائل: بايعهم على الموت. ويقال: أول الناس بايع: سنان بن أبي سنان بن محصن (1) فقال: يا رسول الله، أبايعك على ما في نفسك. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع الناس على بيعة سنان بن أبي سنان (2).
النبي يبايع عن عثمان:
ولما كان عثمان بن عفان غائبًا في سفارته إلى قريش بمكة، بايع عنه النبي صلى الله عليه وسلم فضرب بإحدى يديه على الأخرى (3).
وقال ابن برهان الدين: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين بايع عن عثمان:
(1) هو سنان بن أبي سنان بن محصن الأسدي، أخو عكاشة بن محصن الأسدي، قال ابن حجر في الإصابة: شهد سنان بدرًا، كان سنان هذا أول من كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بتحركات طليحة بن خويلد الأسدي المشبوهة، مات سنان سنة 32 هـ.
(2)
مغازي الواقدي ج 2 ص 603 وما بعدها.
(3)
انظر سيرة ابن هشام ج 2 ص 316.