الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
801 - " بَابُ قَوْلِ اللهِ تعَالَى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ -إِلى قوله- وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)
"
925 -
عَنْ أبي مُوسَى رضي الله عنه قَال:
قَالَ رَسُولُ اللهَ صلى الله عليه وسلم: " كَمُلَ مِنَ الرِّجَالَ كَثِير، ولَمْ يَكْمَلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأةُ فِرْعَوْنَ، ومَرْيم بنْتُ عِمْرَانَ، وِإنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ على النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ على سَائِرِ الطَّعَامِ ".
ــ
801 -
" باب قول الله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ -إِلى قوله- وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) "
925 -
معنى الحديث: أن الذين بلغوا مرتبة الكمال في الفضائل الدينية والأخلاقية من الرجال كثيرون، منهم من بلغ مرتبة الكمال العادي كالعلماء والصلحاء والأولياء، ومنهم من بلغ أسمى مراتب الكمال كالأنبياء، أما اللواتي كملن من النساء فهن قليلات جداً، وعلى رأسهن آسية امرأة فرعون، وهي آسية بنت مزاحم التي ضرب الله بها المثل في كمال الإِيمان، فقال:(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ) وذلك لأنها آمنت بموسى حين تغلب على سحرة فرعون، فلما علم فرعون بإيمانها أوتد يديها (1) ورجليها بأربعة أوتاد، وألقاها في الشمس وأمر بصخرة عظيمة ألقيت عليها، فلما رأت الصخرة (قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ) فأبصرت بيتها في الجنة من دُرَّةٍ بيضاء، وانتزع الله روحها فألقيت الصخرة عليها بعد وفاتها، ولم تجد ألماً. وأما الثانية:" فهي مريم بنت عمران التي ضرب الله بها المثل في حصانتها لنفسها، وكمال عبادتها ثم قال صلى الله عليه وسلم: "وإن فضل عائشة
(1)" شرح العيني على البخاري " ج 15.
على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " قال التوربشتي: الثريد أشهى الأطعمة عند العرب شبهت به عائشة لأنها أعطيت من حلاوة المنطق وعذوبة الحديث، والتحبّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يُعْطَ غيرها.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن عظماء الرجال والكاملين منهم كثيرون على مر العصور والأزمان، منهم الرسل والأنبياء، أما الكاملات من النساء وفضلياتهن فإنهن قليلات جداً، منهن آسية امرأة فرعون ومريم ابنة عمران. ثانياًً: استدل بعضهم بهذا الحديث على نبوة آسية ومريم عليهما السلام لأن أكمل الناس الأنبياء ثم الأولياء فلو كانتا غير نبيتين للزم أن لا يكون في النساء ولية ولا صديقة. اهـ. إلاّ أن الحافظ ابن حجر أجاب عنه بأن فائدة ذكرهما بطريق الحصر اختصاصهما بكمال لم يشركهما فيه أحد من نساء زمانهما فهو دون مقام النبوة، قال: وذلك لما نقله العلماء من الإِجماع على عدم نبوة النساء لقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ). ثالثاً: فضل آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وكونهما أفضل الفضليات وأكمل الكاملات في عصرهن أو في سائر العصور. رابعاً: قال قتادة: كان فرعون أعتى أهل الأرض وأكفرهم، فوالله ما ضر امرأته كفر زوجها حين أطاعت ربها. والمطابقة: في كون الحديث يدل على كمال آسية ومريم، وهو معنى الآية الكريمة. الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجة.
***