الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
740 - " بَابُ قَولِ اللهِ تعَالَى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) إلى قوله: (وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)
"
ــ
معين، ونسبة محددة يتقاضاها من غلته، لقوله في حديث الباب:" ولا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف " ولقوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة: " ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة ". الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود. والمطابقة: " كما قال العيني في قوله. " إن شئت حبست أصلها " الخ.
740 -
" باب قول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ
…
) "
معنى هذه الآية: أن الله جلّت حكمته، شرع لعباده الوصية في الحضر، وأكدها في هذه الآية في السفر حفظاً لحقوق الناس، فقال:" يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت " الخ أي أن الله أمر المسافر إذا أحس بدنو أجله أن يوصي ويشهد على وصيته عدلين من المسلمين إن وجدا، وإلّا أشهد اثنين كافرين ويدفع لهما ما معه من مال ليوصلاه إلى ورثته قال تعالى:" فيقسمان بالله إن ارتبتم " أي فإن شك الورثة في الرجلين فإنهما يوقفان، ويستحلفان بعد العصر أنّهما ما كذبا، ولا خانا قائلين " لا نكتم شهادة الله إنا إذن لمن الآثمين " فإذا ظهرت بعد ذلك خيانتهما، كما قال تعالى:" (فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ) " أي فإن ظهر كذبهما في يمينهما وشهادتهما، ردت اليمين إلى ورثته، فيقوم رجلان من أوليائه وورثته فيقسمان
842 -
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
" خَرَجَ رَجُل مِنْ بَنِي سَهْم مَعَ تَمِيم الدَّارِي وَعَدِيِّ بْنِ بَدَّاءٍ، فماتَ السَّهْمِي بأرْضٍ لَيْسَ بها مُسْلِم، فَلَمَّا قَدِمَا بتَرِكَتِهِ فَقَدوا جَاماً مِنْ فِضَّةٍ مخَوَّصاً مِنْ ذَهَبٍ، فأحْلَفَهمَا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثمَّ وجِدَ الْجَامُ بِمَكَّةَ، فَقَالُوا: ابْتَعْنَاهُ مِنْ تَمِيم وَعَدِيٍّ، فَقَامَ رَجُلانِ مِنْ أوْلِيَاءِ السَهْميِّ فحلَفَا لَشَهَادَتنَا أحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وِإنَّ الْجَامَ لِصَاحِبِهِمْ، قَالَ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ) ".
ــ
بالله إنه قد كان معه كذا وكذا، وأن شهادتهما ويمينهما على ذلك أحق وأصدق من شهادة الذين حضروا الوصية التي شرعها الإِسلام في قوله:" ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها " أي إنما أمركم الله بما أمرم به، لاتخاذ أقوى الوسائل التي تدفع الشهود إلى الصدق في شهادتهم خوفاً من الفضيحة، وتهمة الخيانة.
842 -
معنى الحديث: أن " بزيل السهمي " بضم الباء وفتح الزاي وفي رواية " بديل " بضم الباء وفتح الدال سافر مع تميم الداري وعدي بن بَدَّاءٍ، فمات غريباً بأرض ليس فيها أحد من المسلمين، فلما حضرته الوفاة، أوصى بمتاعه وماله لأهله وأشهد على ذلك هذين الرجلين، ودفع إليهما ما كان معه من مال ومتاع، ليوصلاه إلى ورثته، فلما قدما بتركته على أهله وورثته وتفقدوها، وجدوا أن هناك كأساً فضياً مزخرفاً بالذهب، مثبتاً في وصية الميت بخط يده غير موجود في التركة، فطالبوهما به، فأنكرا، فاحتكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عدي وتميم قد أسلما، فاستحلفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهما لم يجدا الكأس المذكورة في تركته، فحلفا، ثم وجد الكأس بمكة
عند بعض الناس، فلما سئلوا عنه أجابوا بأنهم اشتروه من تميم وعدي، وظهرت خيانتهما، وهو معنى قوله في الحديث:" ثم وجد الجام بمكة، فقالوا: ابتعناه من تميم وعدي " عند ذلك قام رجلان من أقارب الميت، فشهدا وأقسما على أن هذه الكأس هي كأس الميت المفقودة، وأن شهادتهما ويمينهما أصدق من شهادة الرجلين ويمينهما، فنزلت الآية المذكورة. الحديث: أخرجه أيضاً أبو داود والترمذي.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: سبب نزول الآية الكريمة، وهو ما تضمنته هذه القصة المذكورة في الحديث، وهذا ما ترجم له البخاري. ثانياًً: تأكيد الوصية والإِشهاد عليها في السفر. ثالثاً: تكليف الشاهدين باليمين عند ارتياب الورثة فيقسمان بالله قائلين " نقسم بالله على كذا، وعلى أننا لم نكتم شهادة الله إنا إذن لمن الآثمين. رابعاً: أنه إذا ظهر ما يدل على خيانتهما، ردت اليمين إلى أقرب الورثة، " فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما، وما اعتدينا، إنا إذن لمن الظالمين. خامساً: قال الحافظ: استدل بهذا الحديث على جواز شهادة الكفار بناءً على أن المراد بالغير الكفار، وبذلك قال أبو حنيفة ومن تبعه، وخص جماعة القبول بأهل الكتاب وبالوصية، منهم ابن عباس والأوزاعي والثوري وأبو عبيد وأحمد وهؤلاء أخذوا بظاهر الآية، وحديث الباب والله أعلم. والمطابقة: في كون القصة المذكورة سبباً في نزول هذه الآية.
***