الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
813 - " بَابُ مَا جَاءَ في أسْمَاءِ رَسُولَ اللهَ صلى الله عليه وسلم
- "
942 -
عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِم رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِي خَمْسَةُ أسْمَاءٍ، أنا مُحَمَّدٌ، وأحْمَدُ،
ــ
أي أن مجد بني هاشم انحصر كله في أبناء فاطمة المخزومية وما تفرع من نسلها. وكانت فاطمة زوجة عبد المطلب، فولدت له ثلاثاً عبد الله وأبا طالب والزبير، والنبي صلى الله عليه وسلم من نسل عبد الله، فهو من هذا النسل المبارك.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن من الدين والمروءة أن يحرص الإِنسان على سمعة آبائه وأجداده، وأن يغار على نسبه ويحميه من أن يعيبه أحد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لحسان لما استأذنه في هجاء المشركين:" كيف بنسبي ". ثانياًً: فضل حسان وقدرته الشعرية العجيبة على حسن التصرف في المديح والهجاء، حيث استطاع أن ينظم شعراً جمع فيه بين مدح النبي صلى الله عليه وسلم وهجو غيره من بني هاشم مع أنه يشترك معهم في أصل واحد، وجد واحد. والمطابقة: في قوله صلى الله عليه وسلم: " كيف بنسبي ". الحديث: أخرجه الشيخان.
813 -
" باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم "
942 -
معنى الحديث: يقول النبي صلى الله عليه وسلم " لي خمسة أسماء " وليس معنى ذلك أن هذه الأسماء لم يسمَّ بها غيره، أو لم يسم بها أحد قبله، فقد سمّي بها في الجاهلية، قال الحافظ: وقد جمعت أسماء من تسمى بمحمد في جزء مفرد فبلغوا نحو العشرين، وأشهرهم محمد بن عدي بن ربيعة. قال عياض (1): وإنما سمّى بعض العرب أبناءهم محمداً قرب ميلاده لما سمعوا من الكهان والأحبار أن نبيّاً يبعث في ذلك الزمان يسمى محمداً، فرجوا أن يكونوا، فسمّوا أبناءهم بذلك، وليس معنى ذلك أيضاً: أن أسماءه تنحصر في خمسة أسماء فقط، فإن
(1)" فتح الباري " ج 6.
وأنَا الْمَاحِي الذي يَمْحُو اللهُ بِيَ الْكُفْرَ، وأنَا الْحَاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاس على قَدَمِي وأنَا الْعَاقِبُ".
ــ
له أسماء غيرها، وإنما المراد بقوله:" في خمسة أسماء " أن هذه الخمسة هي أسماؤه المشهورة في الأم الماضية المذكورة في الكتب السابقة وهي كما بينها صلى الله عليه وسلم في قوله: " أنا محمد " وهو علم وصفة معاً كما قال ابن القيم: ومعناه أنه صلى الله عليه وسلم الموصوف بالمحامد الكثيرة العظيمة، المحمود من الله عز وجل مرة بعد أخرى، لأن محمداً لغة كما قال الزرقاني: هو الذي حُمِدَ مرّةً بعد أخرى، وعن علي بن زيد قال: كان أبو طالب يقول:
وَشَقَّ لَهُ من اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ
…
فَذُوْ العَرْشِ مَحْمُوْدٌ وَهذَا مُحَمَّدُ
قال الزرقاني: وهذا البيت في قصيدة لحسان فأما أنه توارد مع أبي طالب، أو ضمنه شعره، وسمّي بهذا الاسم بإلهام من الله تعالى لجده عبد المطلب، أو رؤيا رآها فقصها على كاهنة قريش فعبرتها بمولود من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب ويحمده أهل السموات والأرض، رواه أبو نُعيم وغيره، وأخرج ابن عبد البر في " الاستيعاب "، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:" لما ولد النبي صلى الله عليه وسلم عَقَّ عنه عبد المطلب، وسماه محمداً، فقيل له يا أبا الحارث: ما حملك على أن سميته محمداً، ولم تسمه باسم آبائه، قال: أردت أن يَحْمده الله في السماء، ويحمده الناس في الأرض ". " وأحمد " وهذا هو الاسم الثاني من أسمائه الشريفة، وهو علم منقول من صفة أفضل التفضيل المنبئة عن الانتهاء إلى غاية ليس وراءها منتهى، فهو صلى الله عليه وسلم -أحمد الحامدين لله تعالى، لما في " الصحيح " أنه يفتح عليه في المقام المحمود بمحامد لم يفتح بها على أحد قبله، هذا على أنّه بمعنى الفاعل، وقيل:(أحمد) بمعنى المفعول أي أنه صلى الله عليه وسلم أحق الناس بالثناء والحمد. قال: " وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر "، يعني يزيله من الأرض "وأنا الحاشر