الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
810 - " بَابُ مَنَاقِبِ قُريش
"
939 -
عن مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه:
وقد بَلَغَهُ أنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنَ الْعَاصِ رضي الله عنهما يُحَدِّثُ
ــ
في النسب بالنسبة إلى الزواج. لقوله صلى الله عليه وسلم: " تجدون الناس معادن كمعادن الذهب والفضة " قال في " زهر الأدب في مفاخر العرب ": الكفاءة عندنا معاشر الحنابلة معتبرة، وكذا عند الشافعية، وفي إحدى الروايتين عن مالك، ثم قال: ومن الجهل أن يعتقد أحد عدم التفاضل، والتفاضل واقع في أنواع الموجودات، فضل الله السماء السابعة على سائر الموجودات، ومكة على باقي البلاد، وجبريل وميكائيل وإسرافيل على غيرهم من الملائكة. وروى الدارقطني عن عمر رضي الله عنه أنه قال:" لأمنعن تزوج ذوات الأحساب إلاّ من الأكفاء " وفي حديث رواه ابن ماجه والدارقطني عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم " ثم قال: وقوله: " ليس لعربي فضل على عجمي "" والمؤمنون تتكافأ دماؤهم " إنما المعنى في هذا كما قال ابن قتيبة أن الناس من المؤمنين كلهم سواء في الأحكام والمنزلة والكفاءة إنما هي في الدين والخلق. ثالثاً: أن أصلح الناس للولاية أزهدهم فيها، لما يدل عليه ذلك من شدة أمانته وتقديره للمسؤولية. الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في قوله صلى الله عليه وسلم: " تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية (1) خيارهم في الإسلام.
810 -
" باب مناقب قريش "
أي هذا باب يذكر فيه من الأحاديث ما جاء في فضل قريش ومفاخرهم.
وقريش: هي القبيلة العربية الأصيلة المشهورة، التي أنجبت سيد المرسلين وخاتم
(1) والراجح أن الكفاءة إنما هي في الدين والخلق. (ع).
أنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ فَقَامَ فَأثْنَى على اللهِ بما هُوَ أهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أمَا بَعْدُ: فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أن رِجَالاً مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ أحَادِيثَ لَيْسَتْ في كِتَابِ اللهِ، ولا تُؤْثر عَنْ رَْسُولِ اللهِ، فَأولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ والأمَانِيَّ التي تُضِل أهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ هَذَا الأمْرَ في قُرَيْش لا يُعَادِيْهِمْ أحَدٌ إلَّا أكبَّهُ اللهُ علَى وَجْهِهِ مَا أقَامُوا الدِّيْنَ".
ــ
النبيين، والتحقيق أنها تبدأ من فهر بن مالك بن النضر، فمنه كما قال ابن قتيبة تفرقت قبائل قريش، وتفرعت فروعها وهذا هو الأظهر لأن فهر هو الجد المباشر لقريش الذي تفرعت عنه قبائلها كما قال ابن سعد في " الطبقات " " وما كان فوق فهر فليس بقرشي بل هو كناني. ويقول الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في " مختصر سيرة الرسول (1) صلى الله عليه وسلم ": وفهر هذا: هو أبو قريش كلها، فكل من كان من ولده فهو قرشي، ومن لم يكن من ولده فليس قرشياً، ثم " قال ": وقد قيل: إن النضر بن كنانة هو قريش، والصحيح أنه فهر بن مالك.
939 -
معنى الحديث: أن معاوية رضي الله عنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يحدث الناس عن ظهور ملك قحطاني تدين له العرب، ويخضع له المسلمون، ويلتفون حوله، فأنكر ذلك الخبر أشد الإنكار، وقال:" فإنه بلغنى أن رجالاً منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثر عن رسول الله " أي أن هذه الأخبار التي يتحدث بها عبد الله بن عمرو. عن ظهور ملك قحطاني ليست صحيحة، لأنّها لا تستند إلى كتاب الله، ولا يرويها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هي مجرد خبر إسرائيلي
(1)" مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم " للشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
- سمعه من اليهود، أو قرأه في التوراة. " فإياكم والأماني التي تضل صاحبها " أي فاحذروا أن تستمعوا إلى هذه الأخبار الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة.
ولكن ما تحدث به عبد الله ليس مجرد خبر إسرائيلي، وإنما هو خبر صحيح يستند إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال:" لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه " أخرجه الشيخان. قال الحافظ: هو كناية عن المُلْكِ شبهه بالراعي. قال أرطاة بن المنذر أحد التابعين من أهل الشام: إن القحطاني يخرج بعد المهدي ويسير على سيرته، ثم قال معاوية:" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا الأمر " أي إن الخلافة " في قريش " فهم أحق الناس بها، " لا يعاديهم أحد إلاّ أكبه الله " أي لا ينازعهم فيها أحدٌ إلاّ ألقاه الله على وجهه في النار، " ما أقاموا الدين " أي مدة إقامتهم للدين، وتمسكهم بسنة سيد المرسلين.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن الخلافة حق شرعي لقريش مدة إقامتهم لدين الله، فإذا انحرفوا عن العدل والصواب، وحادوا عن منهج السنة والكتاب، زالت الخلافة من أيديهم، وانتقلت إلى غيرهم فلا وجه لإنكار معاوية لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص، لأنه لا يتعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم:" وإن هذا الأمر في قريش " لأنه مشروط بإقامة الدين. قال الحافظ: وقد وجد ذلك، فإن الخلافة لم تزل في قريش والناس في طاعتهم إلى أن استخفوا بأمر الدين، فضعف أمرهم إلى أن لم يبق لهم من الخلافة سوى اسمها المجرد في بعض الأقطار، وفي تاريخ بني العباس أقوى شاهد على ذلك حتى قال بعض خلفائهم:
أليْسَ مِنَ العَجَائِبِ أن مِثْلِي
…
يَرى مَا قَلّ مُمْتَنِعاً عَلَيْهِ
وتُؤخَذُ بِاسْمِهِ الدُّنْيا جَمِيعاً
…
وَمَا مِنْ ذاكَ شيء في يَدَيْهِ
وغزاهم التتار فقضوا على الخلافة في بغداد. وفتكوا بالبلاد والعباد. ثانياًً: أن