الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
759 - " بَاب مَنِ اسْتَعَانَ بالضُّعَفَاءِ والصَّالِحِينَ في الْحَرْبِ
"
862 -
عن سَعْدِ بْنِ أبي وَقاص رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: " هَلْ تنْصَرونَ وتُرزَقونَ إلَّا بِضعَفَائِكمْ ".
ــ
وفينا نبي يعلم ما غد، فقال:" دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين " أخرجه البخاري والترمذي. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم. عدة أحاديث رضي الله عنها.
معنى الحديث: أنها رضي الله عنها كانت هي وبعض الصحابيات الجليلات يخرجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته فيقمن بحمل الماء ونقله إلى المجاهدين وسقيهم، كما كانت أم سليط تزفر القرب يوم أحد (بضم التاء وسكون الزاي) أي تملأ القرب بالماء، وتحملها، وتسقي المجاهدين يوم أحد، وكان هؤلاء النسوة يقمن بمداواة الجرحى وتمريضهن، فيقدمن لهم كل ما يستطعنه من خدمات طبية، كما كن يقمن بنقل القتلى إلى المدينة. الحديث: أخرجه أيضاً النسائي.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: مشروعية مشاركة المرأة للرجال في الخروج إلى الغزو لكي تقوم بما تستطيعه من سقي المجاهدين، وتقديم الخدمات الطبية لهم، ونقل الموتى إلى بلادهم، أما مشاركة المرأة في الجهاد المسلح وقتال العدو فقد جاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال:" جهادكن الحج ". ثانياً: قال الحافظ: وفيه جواز معالجة المرأة الأجنبية الرجل الأجنبي للضرورة. والمطابقة: في قولها: " ونداوي الجرحى ".
759 -
" باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب "
862 -
معنى الحديث: أن الله يرزق المسلمين بدعاء ضعفائهم، كما يحقق لهم به النصر في الحرب، والتغلب على العدو، وكسب المعركة، قال
في " هداية الباري " تأويل ذلك أن الضعفاء هم أشد إخلاصاً، وأكثر خشوعاً، لخلو قلوبهم من التعلق بزخارف الدنيا، وصفاء ضمائرهم من القواطع عن الله جل شأنه، فبذلك زكت أعمالهم، واستجيب دعاؤهم، لكرامتهم على ربهم، وفي الحديث الصحيح:" ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعِّف لو أقسم على الله لأبرّه ".
فقه الحديث: دل هذا الحديث على مشروعية الاستعانة بدعاء الضعفاء على النصر على الأعداء، إذا كانوا صالحين، وهو ما ترجم له البخاري، لأن النصر إنما هو من عند الله، فلا ينبغي الاعتماد فيه على مجرد القوة العسكرية، أو البطولة والشجاعة، وإنما ينبغي الاعتماد على الله، والإكثار من التضرع والاجتهاد في الدعاء، والتماس دعاء الضعفاء والصالحين، لما له من عظيم الأثر في مثل هذه المواقف، فقد جاء في رواية البخاري عن سبب هذا الحديث، أن سعد بن أبي وقاص رأى أن له فضلاً على من دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" هل تنصرون وترزقون إلاّ بضعفائكم "، وفي رواية أنه قال: يا رسول الله أرأيت رجلاً يكون حامية القوم، ويدفع عن أصحابه أيكون نصيبه كنصيب غيره؟ فقال صلى الله عليه وسلم:" ثكلتك أمك، وهل ترزقون وتنصرون إلاّ بضعفائكم " فلما رأى سعد أنه هو وأمثاله من الفرسان هم الذين كسبوا المعركة قال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تظن أن المسلمين لم ينتصروا إلا بسواعد أبطالهم، وقوة فرسانهم، بل إنما انتصروا بدعاء ضعفائهم، وفي رواية أخرى " إنما ينصر الله هذه الأمة بضعفائهم، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم ". الحديث: أخرجه البخاري والنسائي. والمطابقة: في كون الحديث دليلاً على الترجمة.
***